إيرلندا الشمالية تستعد لزيارة بايدن.. واحتفال باهت بـ"الجمعة العظيمة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
نساء يحملن صور ضحايا الحرب الدامية في إيرلندا الشمالية خلال إحياء عيد الفصح في بلفاست. إيرلندا الشمالية. 9 أبريل 2023 - REUTERS
نساء يحملن صور ضحايا الحرب الدامية في إيرلندا الشمالية خلال إحياء عيد الفصح في بلفاست. إيرلندا الشمالية. 9 أبريل 2023 - REUTERS
لندن- أ ف ب

تحيي إيرلندا الشمالية، الاثنين، في أجواء تخلو من الاحتفالات، الذكرى السنوية الـ25 لاتفاق "الجمعة العظيمة"، الذي أنهى ثلاثة عقود من الصراع الدامي، فيما تستعد لاستقبال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزورها لهذه المناسبة.

في العاشر من أبريل 1998، في يوم "الجمعة العظيمة" الذي يلي عيد الفصح المسيحي، انتزع الجمهوريون المؤيدون لإعادة توحيد مقاطعتهم مع إيرلندا، والوحدويون المصرون على البقاء داخل المملكة المتحدة، اتفاق سلام لم يكن متوقعاً، بعد مفاوضات مكثفة شاركت فيها لندن ودبلن وواشنطن.

وأنهى اتفاق "الجمعة العظيمة" ثلاثة عقود من أعمال عنف أسفرت عن 3500 ضحية بين الوحدويين ومعظمهم من البروتستانت، والجمهوريين الكاثوليك بمعظمهم، مع تورط الجيش البريطاني.

لكن بعد مرور ربع قرن، لم يحن الوقت للاحتفال بعد، في ظل مأزق سياسي ومخاوف أمنية.

ولن يتم تنظيم احتفال كبير، الاثنين، لكن من المتوقع حضور عدد من الشخصيات السياسية هذا الأسبوع، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي ذو الأصول الإيرلندية جو بايدن، الذي يصل مساء الثلاثاء إلى بلفاست، حيث سيكون في استقباله رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

وقال سوناك، الذي كان يبلغ 17 عاماً عندما وُقّع الاتفاق، في بيان: "نتذكر اليوم بداية فصل جديد في تاريخ شعب إيرلندا الشمالية". وأضاف أن الذكرى السنوية هي مناسبة "للاحتفاء بمن اتخذوا قرارات صعبة، ووافقوا على تقديم تنازلات وأظهروا حس القيادة".

مأزق سياسي 

في السنوات التي أعقبت اتفاق السلام، سلّمت المجموعات العسكرية سلاحها، وتم تفكيك الحدود العسكرية، وغادرت القوات البريطانية المنطقة. لكن إحياء الذكرى السنوية سيتم من دون احتفالات، حيث يبدو السلام في إيرلندا الشمالية أكثر هشاشة مما كان عليه في 1998، إلا في أوقات نادرة.  

والمؤسسات المحلية التي تم إنشاؤها عقب الاتفاق والتي من المفترض أن توحد المجتمعات، مشلولة منذ أكثر من عام، بسبب الخلافات المرتبطة بعواقب مغادرة الاتحاد الأوروبي.

ويعرقل "الحزب الوحدوي الديمقراطي"، المتمسك بارتباط المقاطعة بالمملكة المتحدة، عمل السلطة التنفيذية منذ أكثر من عام عبر رفضه المشاركة في الحكومة ما لم يتم التخلي عن أحكام ما بعد بريكست، التي تهدف إلى تجنب عودة الحدود المادية مع إيرلندا.

ويرفض "الحزب الوحدوي الديمقراطي" إعادة التفاوض بشأن البروتوكول، الذي يهدف إلى معالجة المخاوف الوحدوية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

في هذا السياق الصعب، رفعت إيرلندا الشمالية مستوى "التهديد الإرهابي"، بعد محاولة اغتيال ضابط شرطة في فبراير بأيدي أعضاء مجموعة جمهورية منشقة.

ومن المقرر استقدام أكثر من 300 عنصر أمن من المملكة المتحدة، بمناسبة قدوم بايدن إلى إيرلندا الشمالية.

"دعم دولي" 

وأقر جيري آدامز، الزعيم السابق لحزب "شين فين" الجمهوري، أنه "إذا كانت السنوات الخمس والعشرون الماضية شهدت تطورات إيجابية وسلبية ... هناك شيء واحد مؤكد، أننا جميعاً أفضل حالًا" الآن.

وقال سوناك إن "اتفاق الجمعة العظيمة كما سنرى من خلال زيارة الرئيس بايدن هذا الأسبوع، لا يزال يحظى بدعم دولي كبير من أقرب حلفائنا".

وينظم رئيس الوزراء "حفل عشاء" بهذه المناسبة، وسيشارك في مؤتمر حول هذه الذكرى في جامعة كوينز في بلفاست.

ومن المقرر أن تحضر المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي لعب زوجها بيل كلينتون، عندما كان رئيساً، دوراً رئيسياً في تحقيق اتفاقية السلام.

وينتهز بايدن، من جانبه، فرصة زيارته "للاحتفال بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه منذ توقيع الاتفاقية" وللتأكيد على "رغبة الولايات المتحدة في دعم الإمكانات الاقتصادية الهائلة لإيرلندا الشمالية"، بحسب البيت الأبيض.

وسيتوجه الرئيس الأميركي بعد ذلك إلى عاصمة جمهورية إيرلندا دبلن، ومقاطعات لاوث (شرق) ومايو (غرب)، التي يتحدر منها أجداده الذين هاجروا، على غرار آخرين، في منتصف القرن التاسع عشر هرباً من المجاعة التي شهدتها البلاد، ليستقروا أخيراً في ولاية بنسلفانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات