قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، الثلاثاء، إنه يجب تجنيب أوروبا الضغط بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والصين، مؤيداً موقف الرئيس إيمانويل ماكرون بأن دول الكتلة "لا ينبغي أن تصبح تابعة في أزمة عالمية".
وأضاف لو مير في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" وأوردتها "بلومبرغ": "الرئيس (ماكرون) محق تماماً في المطالبة باستقلال وسيادة أوروبا. فقط لأننا حلفاء للولايات المتحدة لا يعني أننا يجب أن نكون ضد الصين".
وتابع: "نحن نختار طريق الحوار. أليس هذا أفضل من منطق المواجهة وتسريع أي صراع؟".
تأتي تصريحات وزير المالية بعد زيارة أجراها ماكرون للصين مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأسبوع الماضي، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينج، وسعى خلالها إلى تحديد اختلاف في العلاقات مقارنة بالنهج الأكثر صرامة للولايات المتحدة تجاه بكين.
موقف ماكرون
وحض ماكرون، الأحد، أوروبا، على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة مع الصين بشأن تايوان، وذلك في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية، على متن طائرته الرئاسية، خلال رحلة العودة من زيارة الصين التي استغرقت 3 أيام.
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي، التي قال فيها إن أوروبا لن تستفيد من تصاعد الصراع في تايوان، انتقادات واسعة، إذ اعتبر أن على أوروبا أن تصبح "قطباً ثالثاً" مستقلاً عن الولايات المتحدة والصين.
وانتقد ساسة من كلا جانبي المحيط الأطلسي (أوروبا والولايات المتحدة)، موقف الرئيس بوصفه "مهادناً" أكثر مما يلزم للصين التي أجرت مناورات عسكرية حول تايوان السبت، تحاكي تطويق وشن هجوم على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بعد مغادرة ماكرون للصين الجمعة.
وفي مقابلة مع صحيفة "ليز إيكو" الفرنسية خلال زيارته إلى الصين، قال ماكرون إن "أسوأ شيء هو الاعتقاد أن علينا نحن الأوروبيين أن نصبح تابعين في هذا الموضوع وأن نتأقلم مع الإيقاع الأميركي أو رد فعل صيني مبالغ فيه".
وتتطلع أوروبا إلى تحقيق توازن من خلال الانخراط مع الصين في التجارة والاستثمار، مع المطالبة باحترام حقوق الإنسان والسيادة الإقليمية لأوكرانيا، من بين قضايا أخرى.
الابتعاد عن الموقف الأميركي
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن تبني ماكرون "موقفاً أوروبياً مستقلاً"، خلال زيارته إلى الصين، وإشادته والرئيس الصيني شي جين بينج، مراراً وتكراراً بـ "العالم متعدد الأقطاب" يشير إلى "عالم جديد لا يهيمن عليه الأميركيون".
ورأت الصحيفة أن لقاء ماكرون وشي أكد "وجود ألفة واضحة" بين الزعيمين، مشيرة إلى أن زيارة ماكرون تميزت بـ"اهتمام استثنائي" حظي به هناك، ولفتت إلى التزامه في بيان ختامي مشترك بـ "شراكة استراتيجية عالمية".
وأضافت الصحيفة أن ما تعنيه الزيارة "ليس واضحاً بشكل كامل"، لكنها رأت إشارة إلى "الرغبة في التعبير بصوت عالٍ عن رفض سياسة الانفصال الاقتصادي" التي تفضلها الولايات المتحدة، كوسيلة لتقليل المخاطر الأمنية من خلال ضوابط التصدير الشاملة وإعادة ترتيب سلاسل التوريد.
ورأت "نيويورك تايمز"، أن الزيارة "وازنت بدقة بين وجهات النظر الغربية والصينية بشأن الحرب في أوكرانيا من دون تحقيق أي اختراق، فضلاً عن أنها كانت هادئة بشكل كبير فيما يتعلق بتهديد بكين لتايوان.