اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مقابلة الثلاثاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"التذلل" لنظيره الصيني شي جين بينج بعد زيارته لبكين الأسبوع الماضي.
ويواجه ماكرون انتقادات حادة بعد تصريحات دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى "ألا يكون تابعاً" للولايات المتحدة أو الصين في مسألة تايوان، بعد زيارته لآسيا.
وقال الرئيس الأميركي السابق في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، "ماكرون وهو صديق، يتذلل للصين".
واتهم دونالد ترمب إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بإضعاف زعامة الولايات المتحدة بشكل كبير على الساحة الدولية، إلى درجة فقدانها دعم حلفائها التقليديين.
وأضاف "لدينا هذا العالم المجنون الذي ينفجر في كل مكان، والولايات المتحدة ليس لها رأي على الإطلاق". وتابع "قلت لنفسي حسنًا! فرنسا ذاهبة إلى الصين الآن!".
وسعت إدارة بايدن الاثنين، إلى التخفيف من حدة الجدل مؤكدة أن الولايات المتحدة تربطها "علاقة ثنائية رائعة" مع فرنسا.
وفي مواجهة الاحتجاج دافع الإليزيه عن موقف الرئيس الفرنسي، مؤكداً أن أوروبا "يجب أن تكون قادرة على إسماع صوتها الخاص".
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي، التي قال فيها إن أوروبا لن تستفيد من تصاعد الصراع في تايوان، انتقادات واسعة، إذ اعتبر أن على أوروبا أن تصبح "قطباً ثالثاً" مستقلاً عن الولايات المتحدة والصين.
وحض ماكرون، الأحد، أوروبا، على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة مع الصين بشأن تايوان، وذلك في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية، على متن طائرته الرئاسية، خلال رحلة العودة من زيارة الصين التي استغرقت 3 أيام.
وانتقد ساسة من كلا جانبي المحيط الأطلسي (أوروبا والولايات المتحدة)، موقف ماكرون بوصفه "مهادناً" أكثر مما يلزم للصين التي أجرت مناورات عسكرية حول تايوان السبت، تحاكي تطويق وشن هجوم على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بعد مغادرة ماكرون للصين الجمعة.
"السيادة الأوروبية"
وبعد حالة الجدل بسبب تصريحاته خلال رحلته إلى الصين، استعرض الرئيس الفرنسي الثلاثاء، رؤيته لما وصفه بعصر جديد من "السيادة الأوروبية والأمن الاقتصادي" حيث يمكن للقارة اختيار شركائها و"تحديد مصيرها".
وقال ماكرون خلال كلمة في معهد "نيكسوس" الهولندي بلاهاي إن "السيادة الأوروبية" ربما بدت في يوم من الأيام وكأنها مجرد "فكرة فرنسية، أو حتى تفكير رغبوي"، مشيراً إلى خطر اعتماد أوروبا بشكل كبير على القوى العالمية الأخرى.
واعتبر الرئيس الفرنسي في كلمته أن هذا الاعتماد "يضع أوروبا في موقف لا تستطيع فيه أن تقرر بنفسها"، وذلك بحسب ما نقلته شبكة "فرانس 24" الفرنسية.
وأضاف ماكرون أن السيادة الأوروبية تعني أن القارة يمكن أن "تختار شركاءها وتشكل مصيرها بدلاً من أن تكون مجرد شاهد على التطورات الدراماتيكية لهذا العالم"، مشيراً إلى أن "هذا يعني أننا يجب أن نسعى جاهدين لوضع القواعد بدلاً من تلقيها".
لكن الرئيس الفرنسي أكد في الوقت نفسه أن أوروبا ستحافظ على علاقات قوية مع حلفائها، لافتاً إلى أنه بإمكانها القيام بذلك "بطريقة تعاونية تمشياً مع روح الانفتاح والشراكة لدينا".
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، يسعى الرئيس الفرنسي من خلال هذا الخطاب إلى تقديم "عقيدة للأمن الاقتصادي" في أوروبا ضد الصين والولايات المتحدة، وسط قلق أوروبي من حزم الدعم الأميركي للمناخ.
"لسنا تابعين"
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، الثلاثاء، إنه يجب تجنيب أوروبا الضغط بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والصين، مؤيداً موقف الرئيس إيمانويل ماكرون بأن دول الكتلة "لا ينبغي أن تصبح تابعة في أزمة عالمية".
وأضاف لو مير في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" وأوردتها "بلومبرغ": "الرئيس (ماكرون) محق تماماً في المطالبة باستقلال وسيادة أوروبا. فقط لأننا حلفاء للولايات المتحدة لا يعني أننا يجب أن نكون ضد الصين".
وتابع: "نحن نختار طريق الحوار. أليس هذا أفضل من منطق المواجهة وتسريع أي صراع؟".
اقرأ أيضاً: