"كوريا الشمالية وأوكرانيا" أبرز ملفات زيارة يون إلى واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي مشترك بالمكتب الرئاسي في سول. 21 مايو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي مشترك بالمكتب الرئاسي في سول. 21 مايو 2022 - AFP
سول -أ ف ب

يتوجّه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إلى واشنطن، الاثنين المقبل، حاملاً معه ملفات عدة أبرزها تعزيز الحلفاء تعاونهم العسكري بما في ذلك مع اليابان، في ظل توسع برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، إلى جانب الاستمرار في دعم أوكرانيا.

وأجرت بيونج يانج هذا العام عدداً قياسياً من التجارب على إطلاق صواريخ، شملت اختباراً لأول صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب خلال أبريل الجاري، في اختراق تقني لجيش الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

ورداً على ذلك، تقرّب يون أكثر من حليفة بلاده التاريخية واشنطن، وسعى لطي صفحة الخلافات القديمة مع اليابان، القوة الاستعمارية السابقة، على أمل كبح جماح كوريا الشمالية.

لكنّ معدلات التأييد للرئيس الكوري الجنوبي تراجعت متأثّرة بعدم تأييد الشعب لطريقة تعامله مع تسريب استخباراتي أميركي أخيراً، ألمح إلى أن واشنطن "تتجسس" على سول.

كما أنه يكافح لطمأنة سكان كوريا الجنوبية بشأن التزام الولايات المتحدة، حيال ما يوصف بالردع الموسّع، الذي تستخدم في إطاره معدات أميركية تشمل أسلحة نووية، لمنع الهجمات على الحلفاء.

ويعدّ جدول أعمال الرحلة التي تستمر ستة أيام مكتظاً، إذ يشمل عشاء دولة مع بايدن وعائلته، وزيارات إلى غرفة التجارة الأميركية، وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إضافة إلى خطاب في جامعة "هارفارد".

وتفيد تقارير محلية، بأن يون سيسافر بصحبة جنود أصيبوا على خطوط التماس بين الكوريتين، اللتين ما تزالان في حالة حرب عملياً، منذ انتهى النزاع في خمسينيات القرن الماضي بوقف لإطلاق النار، لا معاهدة سلام.

"تراجع الثقة في واشنطن"

وقال الخبير في الشأن الكوري وأستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة "ستانفورد" جي-ووك شين، إن كل ذلك "لا يعكس المخاوف المتزايدة حيال كوريا شمالية مسلحة نووياً فحسب، بل يعكس أيضاً تراجعاً في الثقة في المظلة الأمنية الأميركية".

ويعتقد معظم الكوريين الجنوبيين، أن على البلاد تطوير أسلحة نووية خاصة بها، وفق ما أظهرت عدة استطلاعات. فيما ألمح يون إلى أن سول قد تمضي بهذا الخيار.

وأشار شين إلى أن يون كان أحد رؤساء كوريا الجنوبية "الأكثر تأييداً للتحالف، لكن الأحداث الأخيرة على غرار الاتهامات المرتبطة بتجسس الولايات المتحدة على مسؤولين كوريين جنوبيين لم تساعده على كسب التأييد داخلياً".

ويُرجّح أيضاً بأن يواجه يون ضغوطاً، لبذل مزيد من الجهود لمساعدة الولايات المتحدة على دعم أوكرانيا، فيما تتطلع واشنطن إلى كوريا الجنوبية (تاسع أكبر بلد مصدّر للأسلحة في العالم)، للمساعدة في تأمين الذخيرة والأسلحة لكييف.

وأرسلت كوريا الجنوبية مساعدات إنسانية لأوكرانيا، وباعت دبابات ومدافع هاوتزر إلى بولندا، لكنّ سول تلتزم تاريخياً بسياسة قائمة على عدم توريد أسلحة إلى المناطق التي تشهد النزاعات.

انتقادات في الداخل

ويواجه يون أيضاً انتقادات في الداخل على خلفية قمة عقدها مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مارس، إذ اتُّهم بمنح أولوية للدبلوماسية على حل الخلافات بشأن الطريقة التي تعاملت بها طوكيو خلال الحرب مع الكوريين، عبر ممارسات شملت العمالة القسرية والعبودية.

وذلك وسط مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تعزيز التعاون مع أبرز حليفين إقليميين لواشنطن في مواجهة كوريا الشمالية.

وأفاد البيت الأبيض، بأن الزيارة تظهر كيف يمكن لتحالف "صلب.. تجاوز بأشواط شبه الجزيرة الكورية، وبات قوة من أجل الخير في منطقة المحيطين الهندي، والهادئ، وحول العالم".

"حليف في ساحة المعركة"

وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة "أوسلو" فلاديمير تيخونوف، إن الهدف من ذلك هو التأكيد على "نوعية دور سول كحليف للولايات المتحدة في ساحة المعركة، والتضحيات التي يقدّمها الكوريون الجنوبيون في هذا الإطار".

كما سيرافق يون أكثر من 120 رائد أعمال كورياً جنوبياً، بينهم رئيس سامسونج لي جاي-يونج، ويمكن أن تتطرّق الزيارة إلى مخاوفهم المرتبطة بقانون بايدن لخفض التضخم.

وقالت خبيرة العلوم السياسية مينسيون كو، إن التشريع الذي اشتكت سول لواشنطن منه في السابق "سيؤثر سلباً على الشركات الكورية الجنوبية، وصادراتها من بطاريات (المركبات الكهربائية) إلى الولايات المتحدة".

وأضافت أنّ نجاح الزيارة مهمّ خصوصاً بالنسبة ليون، إذ إنّه "وسيلة لدعم معدلات التأييد التي يحظى بها لا سيما في مجال السياسة الخارجية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات