انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، نهج الغرب في تنفيذ الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب الأوكرانية والذي وصفه بـ"غير الجدّي"، مشيراً إلى وجود "عملية نشطة" لدمج الشؤون العسكرية بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تعتبره روسيا تهديداً وجودياً لها.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي عقب جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك أن "الأمم المتحدة تسعى لحل مسألة التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب، في محاولة للتفاوض مع الدول التي فرضت عقوبات على روسيا"، مشيراً إلى أن العقوبات "تؤثر بشكل خاص على بنك (روسيلخزبنك الزراعي) الذي تم فصله عن نظام سويفت".
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "طلب من 3 بنوك أميركية أن تحل محل سويفت وتساعد روسيلخزبنك في خدمة عمليات التصدير"، لافتاً إلى "موافقة أحد البنوك على تمويل عملية واحدة فقط".
واعتبر أن البناء على هذا الشكل من العمليات أمراً "غير مجدي"، مشدداً على أن الغرب "إذا كانوا يريدون لروسيا وجوتيريش الركض والتوسل من مؤسسة مالية أو أخرى في الولايات المتحدة لإظهار الكرم، فإن هذا لن ينجح"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وسلّم جوتيريش لافروف، الاثنين، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تُحدّد خطوط طريق يجب اتّباعه، تمّ اقتراحه من أجل تحسين وإطالة وتوسيع" الاتفاق الذي سمح منذ يوليو الماضي بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الصراع، وفق بيان للأمم المتحدة.
وتم تمديد اتفاقية تصدير الحبوب في نوفمبر الماضي لمدة 120 يوماً حتى السبت 18 مارس، لكن في 13 مارس، أشارت روسيا إلى أنها قبلت فقط تمديدها 60 يوماً، على خلفيّة عدم رضاها عن تطبيق اتفاقية ثانية تهدف إلى تسهيل صادرات الأسمدة الروسية.
"الناتو" على الحدود الروسية
وعند سؤاله عن مضاعفة حلف الناتو حدوده مع روسيا، بعد انضمام فنلندا للحلف واقتراب السويد من ذلك أيضاً، أجاب لافروف: "لم يكن لدى حلف الناتو أي نية للتوقف، وإذا نظرنا إلى كيفية تطور الأحداث في السنوات الأخيرة، سنرى أن هناك عملية نشطة جداً لدمج الشؤون العسكرية بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو".
وأشار إلى أن الجانبين "وقّعا مؤخراً إعلاناً يقوم بموجبه الاتحاد الأوروبي بتفويض مسؤولية أمن جميع دوله الأعضاء إلى حلف الناتو"، و"ضمان توفير احتياجات الحلف لأراضي دول الاتحاد الأوروبي على الرغم من أنها ليست أعضاء في حلف الناتو".
وكرر الوزير الروسي رفض بلاده "السماح بتوسيع حلف الناتو"، وقال: "نحن نعتقد أنه من الضروري منع ذلك".
وعن إمكانية إجراء عملية تبادل أسرى مع الولايات المتحدة، والإفراج عن مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان جيرشكوفيتش والضابط الأميركي بول ويلان، قال لافروف إن "هناك قناة خاصة لمناقشة ملف تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة"، محذراً من أن "الدعاية ستعقد المحادثات".
وأضاف لافروف خلال المؤتمر الصحافي: "أنا لست مشاركاً في أي محادثات قد تفضي إلى إجراء عملية تبادل أسرى مع الولايات المتحدة".
فاجنر والسودان
وبشأن الأزمة السودانية المستمرة منذ أيام، وصف لافروف ما يحدث في السودان بـ"المأساة"، وقال إن "الولايات المتحدة كان لها دور في تقسيم دولة السودان".
وذكر لافروف أن "من حق الخرطوم استخدام خدمات مجموعة فاجنر (العسكرية الروسية) إذا رغبت في ذلك"، مشيراً إلى أن "فاجنر شركة خاصة".
وأضاف: "حتى لا تُترك تلك الدول بلا دفاعات فإنها تلجأ إلى خدمات الشركة العسكرية الخاصة المسماة فاجنر. وهذا من حقهم. كل من جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وكذلك السودان، وهناك عدد من البلدان الأخرى التي تلجأ سلطاتها الشرعية إلى طلب مثل هذه الخدمات، لها الحق في القيام بذلك".
وتابع في المؤتمر الصحافي: "إذا كنت قلقاً بشأن هذه القضية يمكنك إلقاء نظرة على الإنترنت. ألق نظرة على عدد الشركات العسكرية الخاصة الموجودة في الولايات المتحدة".
وقال لافروف: "هذه الشركات موجودة في بريطانيا وفرنسا، هناك العشرات منها والعديد منها عمل لسنوات عديدة مباشرة على حدودنا، بما في ذلك داخل أوكرانيا، وهذا يثير أيضاً أسئلة مهمة، والآن فيما يتعلق بما يحدث في السودان، أعتقد أن هذه بالتأكيد مأساة. نحن على علم بذلك، ونحن نتابع الوضع".