واشنطن: طالبان قتلت مدبر هجوم مطار كابول 2021

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود أميركيون يودعون رفاقهم الذين سقطوا خلال انفجار أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان. 27 أغسطس 2021 - REUTERS
جنود أميركيون يودعون رفاقهم الذين سقطوا خلال انفجار أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان. 27 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أكد البيت الأبيض الثلاثاء، سقوط قيادي في تنظيم "داعش خراسان" يُعتقد أنه العقل المدبر لهجوم مطار كابول في أفغانستان عام 2021، وذلك في عملية نفذتها حركة طالبان.

وسقط 13 جندياً أميركياً في 26 أغسطس 2021 جراء هجوم بقنبلة خارج مطار كابول أودى بحياة  173 شخصاً بالإجمال، وتبنّاه تنظيم "داعش ولاية خراسان".

ووقع الهجوم خلال عمليات إجلاء الأميركيين والأفغان، في جسر جوي غير مسبوق، بعد سقوط البلاد في قبضة طالبان وسيطرتها على كابول في 15 أغسطس 2021، بعد انهيار الجيش الأفغاني وسقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

ولم يعلن البيت الأبيض هوية القيادي، غير أن جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض قال في بيان إنه كان "العقل المدبر للهجوم المروع" الذي تم تنفيذه في الأيام الأخيرة للانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال كيربي  إنه  "كان مسؤولاً مهماً في تنظيم ولاية خراسان وشارك بشكل مباشر في التخطيط لعمليات مثل عملية بوابة أبي. لم يعد بإمكانه التخطيط لهجمات"، مشيراً إلى بوابة أبي بمطار كابول التي وقع عندها الانفجار. 

ولم يحدد كيربي تاريخ تنفيذ طالبان العملية التي أفضت إلى سقوط القيادي في تنظيم داعش خراسان، لكنه قال إن العملية تأتي ضمن "سلسلة الخسائر على مستوى القيادات البارزة" التي تكبدها تنظيم "داعش خراسان" هذا العام.

ويشار إلى أن "داعش خراسان" هو فرع تنظيم "داعش" في أفغانستان، ويعادي حركة طالبان. 

 معلومات شحيحة

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم إن محللي المخابرات الأميركية علموا في أوائل أبريل أن العقل المدبر للهجوم سقط في عملية لطالبان في أفغانستان.

وقال المسؤولون إنه لم يتضح ما إذا كانت طالبان تستهدف المتمردين على وجه التحديد، أم أنه سقط في أحد الهجمات المتزايدة التي تشنها طالبان على تنظيم "داعش خراسان".

وقال المسؤولون إنه بناءً على تقارير استخباراتية سرية خلص المحللون "بثقة عالية" إلى أن المخطط الرئيسي للهجوم على المطار قد قُتل. لكنهم لم يقدموا أي دليل يدعم هذا الاستنتاج أو تفاصيل أخرى حول وفاته المزعومة، بحسب "نيويورك تايمز".

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة بايدن بدأت الاثنين، في الاتصال بأقارب الجنود الأميركيين الذين سقطوا في هجوم مطار كابول لإبلاغهم بأن زعيم تنظيم "داعش خراسان" لقي مصرعه على أيدي قوات الأمن التابعة لطالبان في الأسابيع الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن دارين هوفر وهو والد أحد الجنود الذين لقوا مصرعهم في هجوم مطار كابول، قوله إن مسؤولي البيت الأبيض "لم يتمكنوا من إعطائي اسم القائد المزعوم في داعش خراسان"، مضيفاً أنهم "لم يتمكنوا كذلك من إخباري بتفاصيل العملية".

وقال هوفر إنه بينما يتفهم أن الإدارة سترفض مشاركة كل ما تعرفه عن العملية، فإن المكالمة التي تلقاها من مسؤولي الجيش جعلته يشعر "بالإحباط".

وأضاف: "أريد أن تتحمل الإدارة بعض المساءلة والمسؤولية عن هذا. عليهم الاعتراف والقول: (لقد أخفقنا. ولن يحدث ذلك مرة أخرى). لا يمكن أن يحدث مرة أخرى. لقد أعطى ابني حياته من أجل هذا (..) والآن، نحن نُعامل كالقمامة".

شخص واحد وراء الهجوم

وكان تحقيق أميركي خلص العام الماضي إلى أن شخصاً واحداً نفذ الهجوم الانتحاري الذي وقع في مطار كابول أغسطس 2021، مؤكداً استخدام قنبلة في الهجوم.

وانفجرت القنبلة القوية وسط حشد كثيف تجمع خارج المطار، في انتظار أو على أمل ركوب طائرة إلى خارج البلاد، بعد أن سيطرت "طالبان" على كابول.

وبالرغم من سماع أصوات أعيرة نارية بعد الانفجار، قالت السلطات الأميركية إنها "طلقات تحذيرية"، وأن أياً من الضحايا الذين تم تسجيلهم، لم يسقط بتلك الطلقات، مؤكدة أن كل الضحايا لقوا مصرعهم نتيجة انفجار القنبلة.

واستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، في أعقاب الحادث، حدوث "تواطؤ" بين حركة "طالبان" وتنظيم "داعش" في الهجوم الانتحاري، نظراً لعدم وجود أي دليل يدعم هذه الفرضية.

وأعلن تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عن الهجوم، وقال في وقت لاحق إن منفذ الهجوم هو عبد الرحمن اللوغاري الذي أطلق سراحه من سجن أفغاني، بعد أن سيطرت "طالبان" على كابول في 15 أغسطس.

تحقيق في الكونجرس

يأتي ذلك وسط استمرار تحقيق أطلقه الجمهوريون بمجلس النواب الأميركي في الانسحاب الفوضوي للقوات من أفغانستان في 2021.

وأشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول بمقتل العقل المدبر للهجوم، لكنه شدد على أن إدارة بايدن تبقى مسؤولة عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم مطار كابول.

وقال ماكول في بيان: "كل يوم يتم فيه تحييد إرهابي هو يوم جيد"، بحسب ما أفادت شبكة "سي إن إن".

وأضاف: "لكن هذا لا يقلل من مسؤولية إدارة بايدن عن الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم على بوابة آبي، ولن يمنع بأي حال من الأحوال الاستمرار في التحقيق الذي تقوده اللجنة".

الانسحاب الأميركي

وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً مع طالبان في عهد سلف بايدن، الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، لسحب جميع القوات الأميركية.

لكن الفوضى التي رافقت عمليات الانسحاب وكذلك عودة طالبان إلى السلطة وضعتا بايدن في مواجهة انتقادات شديدة. 

وخلال عملية الانسحاب لقي 13 عسكرياً أميركياً و160 أفغانياً مصرعهم في هجوم انتحاري على أسوار المطار المزدحم حيث أقيم جسر جوي عسكري غير مسبوق، أجلي عبره أكثر من 120 ألف شخص في غضون أيام.

وفي ملخص التقرير الذي رفعت الإدارة الأميركية السرية عنه، وسُلم إلى الكونجرس، شدد البيت الأبيض على أن إدارة الرئيس جو بايدن "فعلت كل ما في وسعها".

واشتملت الفوضى التي أحاطت بالانسحاب على محاولات إخراج الأميركيين والأفغان الذين ساعدوا في المجهود الحربي، بمن فيهم المترجمون. وكانت إحدى أكثر المشاهد المؤثرة في عملية الانسحاب هي صور الأفغان اليائسين الذين يتشبثون بطائرة أميركية أثناء إقلاعها، ثم سقطوا بعد ذلك ليلاقوا حتفهم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات