
قال مدّعون فيدراليون أميركيون، إنّ الجندي المتهم بتسّريب وثائق عسكرية سرّية، لديه تاريخ من الإدلاء بتصريحات "عنيفة"، كما أنه يملك العديد من الأسلحة، وذلك خلال جلسة استمع فيها قاضٍ إلى طلب إطلاق سراحه بكفالة، الخميس.
وأشارت وزارة العدل الأميركية إلى أنّه ربما لا يزال بإمكان جاك تيشيرا (21 عاماً) الوصول إلى وثائق سرية، مضيفة أنَّ دولاً "معادية" قد تساعده على الفرار في حال أُطلق سراحه من السجن.
وقال قاضي ولاية ماساتشوستس الذي ينظر في القضية، إنه سيصدر في موعد لاحق حكماً بشأن طلب تيشيرا الإفراج عنه لحين محاكمته.
وأكد المدّعون خلال جلسة استماع في ولاية ماساتشوستس، أنَّ الجندي الشاب يشكل "خطراً مستمراً" على الأمن القومي للولايات المتحدة، ويجب أن يبقى في السجن حتى محاكمته.
"مبالغة حكومية"
في المقابل، شدد فريق الدفاع عن تيشيرا، إلى أنَّه لم يعد بإمكان موكّله الوصول إلى وثائق سرية، معتبراً أنَّ الحكومة "تبالغ" بشأن التهديد الذي يشكّله على الأمن القومي.
والتحق تيشيرا بالقوات الجوية للحرس الوطني في سبتمبر 2019 وكان متخصّصاً في تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. وكان يستغل منصبه وتصريحه الأمني من فئة "سرّي للغاية" للوصول إلى مستندات سرية تشاركها لاحقاً مع مجموعة خاصّة على شبكة "ديسكورد" الاجتماعية.
وأُلقي القبض على تيشيرا في وقت سابق من هذا الشهر بعد تحقيق استمر أسبوعاً، ووُجّهت إليه تهمتان تصل عقوبتهما القصوى إلى السجن عشر سنوات وخمس.
"تهديدات عنصرية"
وكتب تيشيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في نوفمبر الماضي، أنّه يريد "قتل الكثير من الناس" لأنّ ذلك سيكون "إعداماً لضعاف العقول"، حسب ما ذكر الادّعاء في وثيقة قضائية تمّ رفعها في وقت متأخّر الأربعاء.
كذلك، أشار المدّعون إلى أنّ تيشيرا طلب نصيحة من مستخدم آخر عبر الإنترنت بشأن نوع البندقية التي سيكون من السهل تشغيلها من الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي، مضيفين أنّه بحث عن عمليات إطلاق نار جماعية، وأنه يمتلك "ترسانة أسلحة افتراضية".
وذكرت الوثيقة أنَّ تيشيرا فُصل من المدرسة في مارس 2018، بعدما سمعه زميل له في الصف "يدلي بتصريحات عن الأسلحة، بما في ذلك قنابل مولوتوف، وأسلحة نارية، إلى جانب تهديدات عنصرية".
في المقابل، أكد محاموه أنه يجب إطلاق سراحه ووضعه في عهدة والده بانتظار محاكمته، معتبرين أنَّ الادّعاء "يشارك في أحكام مبالغ فيها ويقدم أكثر بقليل من تكهّنات بأنَّ خصماً أجنبياً سيضلّل تيشيرا وينظّم هروبه السري من الولايات المتحدة".
توقيف ضابطين
وأعلنت القوات الجوية الأميركية، الأربعاء، وقف ضابطين اثنين عن عملهما بقيادة وحدة الاستخبارات التي كان يعمل بها المتهم بتسريب وثائق "البنتاجون" جاك تيشيرا، وسط تحقيقات مستمرة بشأن تلك التسريبات.
وقالت القوات الجوية، في اليوم ذاته، إنها "أوقفت قائد سرب الدعم الاستخباراتي رقم 102، وهو جزء من الحرس الوطني الجوي في ماساتشوستس، الذي كان يخدم فيه تيشيرا، عن العمل بمنصبه القيادي، إلى جانب قائد الفصيلة التي تتولى الإشراف على الدعم الإداري".
وتم تجريد الضابطين من "قدرتهما على الوصول إلى الأنظمة والمعلومات السرية"، بحسب ما جاء في البيان.
ويبقى وقف الضابطين "مؤقتاً" في انتظار إتمام التحقيق الذي يجريه المفتش العام للقوات الجوية بشأن التسريبات، بحسب ما قالت آن ستيفانيك، المتحدثة باسم القوات الجوية لشبكة "سي إن إن"، مشيرةً إلى أن قيادة القوات الجوية تتخذ "الإجراءات المناسبة مع ظهور معلومات جديدة في التحقيق".
وكشفت الوثائق المسرّبة وجود مخاوف أميركية بشأن نقاط ضعف لدى الجيش الأوكراني، ولمّحت إلى أنّ الولايات المتحدة تتجسّس على دول حليفة لها، من بينها إسرائيل وكوريا الجنوبية.
اقرأ أيضاً: