بيل كلينتون يكشف مضمون محادثة "مخيفة" مع بوتين في 2011

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو - 29 يونيو 2010 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو - 29 يونيو 2010 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إنه أدرك في عام 2011 أن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عسكرياً ضد أوكرانيا كان "مجرد مسألة وقت"، بعد مناقشة وصفها بأنها كانت "مخيفة" أجراها معه في دافوس في سويسرا، وفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وقال كلينتون إن بوتين أبلغه خلال هذا اللقاء رفضه لصفقة عقدت بوساطة أميركية في عهده ووافق عليها سلفه بوريس يلتسين في عام 1994، وتنص على احترام روسيا سيادة أراضي أوكرانيا مقابل تخلي كييف عن ترسانتها النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

وتابع الرئيس الأميركي السابق: "أخبرني فلاديمير بوتين في عام 2011، أي قبل ثلاث سنوات من احتلاله شبه جزيرة القرم، أنه لا يوافق على الاتفاق الذي أبرمته مع بوريس يلتسين، وقال بوتين: "أنا لا أوافق عليه، ولا أؤيده ولست مُلزماً به". وأضاف كلينتون معلّقاً: "علمت من ذلك اليوم أن الأمر كان مجرد مسألة وقت".

وشارك كلينتون هذه التفاصيل خلال ظهوره مع زوجته هيلاري، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الرئاسية في انتخابات 2016، في مقابلة مع ديفيد روبنشتاين رئيس مجموعة "كارلايل" لإدارة الأصول في مركز "92nd Street Y" الثقافي في نيويورك.

تحذير من سيناريو مشابه في تايوان

وحض كلينتون وزوجته، خلال المقابلة، الغرب على تعزيز دعمه لأوكرانيا، وقالا إن كييف يمكنها تحقيق الفوز في حال تم منحها أسلحة وذخيرة كافية، وحذرا من أن عدم الوقوف معها لن يشجع بوتين فحسب، بل سيشجع الرئيس الصيني شي جين بينج أيضاً.

وأشارت هيلاري كلينتون إلى أن الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ورد الفعل الغربي الحازم على غزوها، "أعاق حملة الرئيس الصيني لفرض سيطرته على تايوان"، والتي رأت أنها ربما كانت تمضي قدماً بشكل أسرع مما تم تقديره.

وأضافت: "لقد رأى شي ذلك، وأعتقد أنه كانت هناك فرصة جيدة له قبل الغزو الروسي أن يدخل تايوان في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، ولكن يبدو أنه تم تأجيل هذا الجدول الزمني".

تشكك في بوتين

وشاركت هيلاري زوجها في شعوره بعدم الثقة في بوتين، والذي ألقت باللوم على تدخله "الخبيث" في هزيمتها المفاجئة أمام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، قائلة: "يمضي بوتين قدماً في ما يعتبره كفاحاً خيراً لتقويض الديمقراطية الغربية وإعادة تأسيس الإمبراطورية الروسية قدر استطاعته، ولذا فإنه لن يتوقف".

وأضافت هيلاري كلينتون أنه من أجل إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، فإنه يجب على كييف إما هزيمة موسكو أو على الأقل استعادة الأراضي التي فقدتها في الشرق منذ الغزو الروسي العام الماضي.  

وتابعت: "هم بحاجة إلى نفوذ، فأنا لن أثق به على طاولة المفاوضات تحت أي ظرف من الظروف ما لم يكن لدى الأوكرانيين نفوذ كافٍ بدعم منا".

مذكرة بودابست

وكان بيل كلينتون، الذي تولى منصب رئيس الولايات المتحدة من 1993 إلى 2001، نجح في التوسط في صفقة تُعرف بـ"مذكرة بودابست"، والتي وقعتها أوكرانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة في عام 1994.

وبموجب المذكرة، التي وقعها الرئيسان الراحلان الروسي بوريس يلتسين والأوكراني ليونيد كرافتشوك، تخلت أوكرانيا عن أسلحتها النووية مقابل وعود وضمانات أمنية من روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة بعدم استخدام القوة العسكرية ضدها. 

وبعد أقل من شهرين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قال كلينتون إنه يشعر بالندم على دفع أوكرانيا للتخلي عن ترسانتها النووية.

وقال كلينتون في مقابلة مع قناة "آر تي إيه" الإيرلندية في أبريل 2022 إن الأوكرانيين كانوا يخشون التخلي عن الأسلحة النووية لاعتقادهم أنها الشيء الوحيد الذي يمكنه حمايتهم من أطماع روسيا التوسعية"، مضيفاً: "أشعر بالمسؤولية الشخصية لأنني جعلتهم يوافقون على التخلي عن أسلحتهم النووية".

ولفت كلينتون إلى أنه "لا أحد يتخيل أن تقدم روسيا على هذه المغامرة في حال كانت أوكرانيا تملك أسلحتها النووية".

روسيا بين يلتسين وبوتين

وشهدت روسيا إصلاحات ليبرالية وانفتاحاً على الغرب خلال حكم، يلتيسن، الذي يعد أول رئيس لروسيا في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، إذ تولى الرئاسة من 1991 إلى 1999.

ورغم أن سياسات بوتين على مر السنين اختلفت عن تلك التي اعتنقها يلتسين، حافظ بوتين على علاقاته مع العائلة الأولى السابقة. وفي يناير 2020، زار بوتين تاتيانا ابنة يلتسين في منزلها لتهنئتها بعيد ميلادها، وذلك وفقاً لما أفاد به موقع الكرملين على الإنترنت.

غير أن إعلان بوتين في 24 فبراير 2022 عن إطلاق "عملية عسكرية خاصة" ضد أوكرانيا تقول الحكومات الغربية إنها "عمل عدواني غير مبرر"، دفع شخصيات بارزة من نظام يلتسين للاستقالة، أولهم أناتولي تشوبايس، الذي تخلى في مارس 2022 عن دوره كمبعوث خاص للكرملين.

وفي مايو 2022، استقال فالنتين يوماشيف، الذي كان  آخر حلقات الربط بين بوتين ونظام يلستين، من منصبه كمستشار للكرملين. وفالنتين يوماشيف هو صهر يلتسين، وعمل خلال فترة حكم يلتسين مستشاراً للكرملين، ثم رئيساً لموظفيه في ما بعد. 

ويشار إلى أن يوماشيف ساعد فلاديمير بوتين على الوصول للسلطة، إذ كان (يوماشيف) يُدير الإدارة الرئاسية في عام 1997، عندما تمت ترقية بوتين إلى منصب نائب كبير موظفي الكرملين، بعدما كان ضابطاً سابقاً في جهاز المخابرات السوفيتية ويشغل منصباً إدارياً متوسط ​​المستوى في الكرملين.

وكانت ترقية بوتين لمنصب نائب كبير موظفي الكرملين بمثابة نقطة انطلاق لتعيينه خليفة ليلتسين، ثم فوزه بالانتخابات الرئاسية في عام 2000 بعد تنحي يلتسين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات