أعلنت إسرائيل، الأربعاء، استخدام نظام "مقلاع داود" للدفاع الجوي والصاروخي متوسط المدى، لأول مرة في عمليات قتالية، بعد تجارب سابقة فاشلة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنَّ الجيش نفذ أول عملية اعتراض عملياتية لمنظومة "مقلاع داود"، لإسقاط قذيفة صاروخية فوق منطقة تل أببب الكبرى، وسط قصف متبادل عبر الحدود مع فصائل فلسطينية في قطاع غزة.
تطوير أميركي إسرائيلي
و"مقلاع داود"، المعروف سابقاً بـ"ماجيك واند"، أي العصا السحرية، هو من تطوير وتصنيع شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة (Rafael Advanced Defense Systems)، بالشراكة مع شركة رايثيون الأميركية (Raytheon)، وتم الإعلان عن تشغيله بشكل كامل في عام 2017.
وبحسب "رايثيون" يقدم "مقلاع داود" دفاعاً ضد الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، والطائرات والمسيرات، إضافة إلى صواريخ "كروز"، بما في ذلك صواريخ "سكود".
وإلى جانب التعاون في صناعة صواريخ المنظومة، تنتج "رايثيون" أيضاً وحدات إطلاق الصواريخ الخاصة بالنظام.
مكونات المنظومة
ويتكون "مقلاع داود" من صواريخ ستانر (Stunner) متعددة النبضات، والتي تستخدم أجهزة استشعار وأنظمة تحكم متطورة، ومصفوفات للمسح الإلكتروني النشط، إضافة إلى رادار متعدد المهام للاستهداف والتوجيه.
وعلى الرغم من تمتعه بالقدرة على المناورة، إلّا أنَّ صاروخ "ستانر" لا يحتوي على رأس حربي، وإنما يدمر التهديدات بقوة الاصطدام الكبيرة.
وبحسب الشركة، أثبتت الاختبارات المتكررة قدرة النظام على تدمير دفعات كبيرة من الصواريخ عالية العيار والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، مشيرة إلى أنَّ الصاروخ برهن على قدرته على التغلب على جميع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، والتي تمثل 92% من مخزون التهديد بالصاروخ الباليستي في جميع أنحاء العالم.
ويكلف الصاروخ الواحد من صواريخ "مقلاع داود" الاعتراضية مليون دولار، وذلك بحسب موقع "واي نت نيوز" الإسرائيلي.
سد فجوة القبة الحديدية
وتوقعت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن تسدَّ صواريخ "مقلاع داود" متوسطة المدى فجوة في منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التي تشمل بالفعل نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظامي "آرو-2" و"آرو-3" لاعتراض الصواريخ طويلة المدى.
واستخدمت إسرائيل القبة الحديدية على نطاق واسع لاعتراض الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية في غزة، فيما كان تهديد إيران الصاروخي هو الحافز على تطوير صواريخ "أرو"، وفقاً لـ"رويترز".
وفي عام 2020، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات دفاع جوي كبيرة تضمنت اختبار نسخة جديدة من "مقلاع داود"، وتم وضع نظام الدفاع الصاروخي في مواجهة الصواريخ الباليستية، التي تتبع مساراً ثابتاً ومحدداً مسبقاً، بالإضافة إلى صواريخ "كروز" الأكثر صعوبة في الضرب.
تجارب فاشلة
وفي عام 2018، فشل الجيش في إسقاط الصواريخ من سوريا باستخدام نظام "مقلاع داود"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إن قرار تفعيل "مقلاع داود" كان سليماً، لكن النظام الدفاعي فشل في اعتراض الصواريخ لأسباب فنية لا يمكن نشرها بسبب مخاوف أمنية.
وأشار الجيش إلى أنَّ الدروس التي تعلمها من تلك الحادثة "سيتم تنفيذها في نظام الدفاع الجوي".
إقبال دولي
وفي أبريل الماضي، قالت فنلندا إنها ستشتري نظام "مقلاع داود" في صفقة أولية تبلغ قيمتها حوالي 316 مليون يورو (344 مليون دولار) في إعلان صدر بعد يوم من انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشارت وزارة الدفاع الفنلندية في بيان إلى أنه نظراً لتطوير "مقلاع داود" بالتعاون مع الولايات المتحدة، سيتطلب البيع موافقة من الحكومة الأميركية.
كما تطالب أوكرانيا إسرائيل بتزويدها بنظام "مقلاع دواد"، لكن تل أبيب امتنعت حتى الآن عن تزويد كييف بالنظام.