صوّت الجمهوريّون في مجلس النوّاب الأميركي "الكونجرس"، الخميس (بالتوقيت المحلي)، على مشروع قانون لتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة، محذّرين من مخاطر تدفّق مُحتمل للمهاجرين على الحدود، ومُصرّين على ضرورة استكمال بناء الجدار الحدودي الذي بدأ تشييده في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وانتهت صلاحية إجراء للولايات المتحدة بمنع الدخول إلى أراضيها منذ بداية وباء كورونا، عند الساعة 23:59 الخميس (03:59 بتوقيت جرينيتش الجمعة)، فيما يشكل تغييراً أربك عدداً كبيراً من المهاجرين على الحدود وأثار مخاوف من تدفق "فوضوي" لهم.
وتمهيداً لانتهاء الإجراء، الذي يسمى "الفصل 42"، فرضت حكومة الرئيس جو بايدن قيوداً جديدة على حق اللجوء وحشدت آلافاً من عناصر قوات الأمن، محذرة من أن الحدود مع المكسيك "ليست مفتوحة".
وحشدت الولايات المتحدة، الأربعاء، 24 ألف عنصر أمن استعداداً للرّفع الوشيك لهذا الإجراء الصحّي، الذي كان معمولاً به منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، وأتاح الترحيل الفوريّ للمهاجرين العابرين برّاً نحو أراضيها.
وقال الرئيس المحافظ لمجلس النوّاب كيفين مكارثي: "كان أمام الديمقراطيّين عامان لحلّ الأزمة، التي أحدثوها على الحدود لكنّهم ما زالوا لا يملكون خطّة لها".
ويفرض هذا النصّ على إدارة بايدن استئناف بناء جدار ترمب الشهير على الحدود الجنوبيّة للولايات المتحدة مع المكسيك. كذلك، يفرض قيوداً صارمة جدّاً على الحقّ في اللجوء، ويُلزم المهاجرين بعبور الحدود في شكل قانوني، ودفع ضريبة، والتزام كثير من المعايير الأخرى لتبرير تركهم بلدانهم.
لكنّ مشروع القانون هذا لا يحظى بفرصة لتبنّيه في مجلس الشيوخ، الذي يُسيطر عليه الديمقراطيّون، كما أنّ بايدن سبق أن توعّد باستخدام حقّه في النقض لإسقاطه.
ما هو "البند 42"؟
و"البند 42" عبارة عن مجموعة إجراءات فرضت خلال ولاية ترمب لمنع الأشخاص المصابين بكوفيد من دخول البلاد، وكانت تستخدم عملياً لإبعاد المهاجرين وترحيلهم.
واستندت سياسة إدارة بايدن في مجال الهجرة حتى الآن، في جزء كبير منها على البند 42 الذي، يقيد الدخول إلى الأراضي الأميركية بحجة وجود مخاوف صحية.
وكانت هذه الآلية القانونية موضع معارك قضائية عدة. وقررت المحكمة العليا الإبقاء عليها في 27 ديسمبر، بانتظار البت في جوهر القضية الربيع المقبل.
وتشكل مسألة الهجرة حساسية كبيرة بالنسبة للبيت الأبيض، الذي يواجه صعوبة حتى الآن في وضع استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة وصول مهاجرين عند الحدود مع المكسيك، التي تمتد على ثلاثة آلاف كيلومتر.
اقرأ أيضاً: