دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، حيز التنفيذ في العاشرة من مساء السبت بالتوقيت المحلي (19 بتوقيت جرينتش)، فيما تقدّمت إسرائيل بالشكر لمصر على الوساطة، وقالت إن "الهدوء سوف يُقابل بالهدوء".
وانطلقت التكبيرات من مساجد غزة، مع بدء سريان الهدنة، واندفع مئات السكان باتجاه الشوارع احتفالاً بوقف إطلاق النار.
وأفاد مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي في بيان، بأن قبول إسرائيل للمبادرة المصرية يعني أن "الهدوء سيقابل بالهدوء"، مشيراً إلى أنه في حال "تعرضت إسرائيل للهجوم أو التهديد، فسوف تستمر في فعل كل ما تحتاجه من أجل الدفاع عن نفسها".
من جهته، رحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بالجهود المصرية والشركاء، لـ"وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
ورحّبت الولايات المتحدة باتفاق وقف إطلاق النار، وتقدمت بالشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمسؤولين المصريين على "جهودهم الدبلوماسية" للوساطة في وقف إطلاق النار، وكذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما أفاد البيت الأبيض في بيان.
وقالت مصادر فلسطينية في غزة لـ"الشرق"، إن صيغة الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي الذي توسطت فيها مصر، تضمنت "وقف كل الأعمال العدائية"، و"وقف استهداف المنازل والمدنيين من كلا الجانبين".
وأشارت إلى أن الاتفاق تضمن أيضاً "مجموعة من النقاط المتعلقة بعودة الأمور إلى طبيعتها أي فتح معابر قطاع غزة"، و"وقف أي إجراءات عسكرية على الأرض سوءاً في غزة أو إسرائيل".
متابعة مصرية لبنود الاتفاق
ويشمل الاتفاق أيضاً، وفق مصادر "الشرق"، متابعة مصر بشكل مباشر لتطبيق بنوده على الأرض مع كلا الطرفين. وتوقعت المصادر أن "ترسل مصر وفداً إلى قطاع غزة وآخر إلى إسرائيل بهدف المتابعة المباشرة خلال الأيام القليلة القادمة".
وقبل سريان الهدنة، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على القطاع، وقال إنها جاءت رداً على إطلاق صواريخ من غزة، مشيراً إلى قصف ثلاث قاذفات صواريخ ومركز تدريب لحركة "الجهاد" في القطاع.
ويأتي الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني، بعد 5 أيام من تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الفلسطينية في غزة، ما أسفر عن سقوط 34 ضحية بين الفلسطينيين، وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح.
كما لقي شخص مصرعه في إسرائيل بصاروخ أصاب مبنى في رحوفوت جنوب تل أبيب، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت"، إن امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً لقيت مصرعها جراء القصف.
وقالت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في بيان، إن "جولة من القتال والمقاومة والصمود انتهت"، مشيرة إلى أنها "دخلت هذه المعركة وخرجت منها موحدة وقوية". وحذرت الغرفة المشتركة إسرائيل من "العودة لسياسة الاغتيالات".
1200 صاروخ
وقتلت القوات الإسرائيلية منذ، الثلاثاء الماضي، 6 من كبار قادة حركة الجهاد الإسلامي، التي أطلقت ما يزيد على ألف صاروخ، وصل بعضها إلى عمق إسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي إن 1200 صاروخ على الأقل، أطلقت باتجاه إسرائيل واعترض نظام الدفاع الجوي 300 منها، بينما يعيش سكان المناطق المتاخمة لغزة في الملاجئ منذ 5 أيام.
وأشار الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، إلى أن طائراته قصفت مراكز قيادة وقاذفات صواريخ لحركة الجهاد الإسلامي في غزة. وتصاعدت سحب هائلة من الدخان، فيما دوت انفجارات قوية من مواقع تعرضت للقصف.
كما طالت الغارات الجوية الإسرائيلية عدة منازل في أحياء سكنية على طول مدن القطاع الساحلي، بينما بدت الشوارع شبه خالية في غزة، وأغلقت المتاجر أبوابها باستثناء المخابز، وبعض محلات الأغذية التي فتحت جزئياً.
ويخضع قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، يعانون من الفقر والبطالة، لحصار إسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس عليه في عام 2007. وخاض عدداً من الحروب مع إسرائيل منذ عام 2008.
وفي أغسطس 2022، أودت اشتباكات استمرت 3 أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، بحياة 49 فلسطينياً، بينهم 19 طفلاً على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.
وأطلق حينذاك أكثر من ألف صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص.
اقرأ أيضاً: