هيروشيما-أ ف ب
التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في لقاءات منفصلة، على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية.
واللقاء بين زيلينسكي ومودي هو الأول بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأراضي أوكرانيا مطلع 2022.
وتعهد مودي لزيلينسكي بأن نيودلهي ستقوم بكل ما في وسعها لوضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا. وقال مودي متوجهاً الى زيلينسكي: "أتفهم الألم الذي تشعر به وكذلك ألم المواطنين الأوكرانيين. يمكنني أن أؤكد لك أننا، الهند وأنا شخصياً، سنقوم بكل ما في وسعنا لحلّ ذلك".
وامتنعت الهند التي تربطها علاقة وثيقة قديمة بروسيا، عن إدانة غزو الأخيرة لأراضي أوكرانيا.
ونشر الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الهندي على تويتر، صورة له يصافح زيلينسكي، قبل أن يعقدا اجتماعاً موسعاً بمشاركة وفدي البلدين.
من جهته، أفاد حساب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تيليجرام أن زيلينسكي "شكر للهند دعمها وحدة أراضي بلادنا وسيادتها، خصوصاً في مقرات المنظمات الدولية"، إضافة الى المساعدات الإنسانية التي وفّرتها لكييف.
فيما قال الرئيس الأوكراني عبر تيليجرام إنه شكر لسوناك "الدور القيادي للمملكة المتحدة في التحالف الدولي" لتزويد كييف بطائرات مقاتلة وتدريب طياريها.
"تغيير قواعد اللعبة"
بدوره، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، زيارة نظيره الأوكراني إلى اليابان لحضور قمة مجموعة السبع بأنها "تغير قواعد اللعبة"، وذلك بعد اجتماع الزعيمين لإجراء محادثات على هامش القمة.
وقال ماكرون: "أعتقد أن هذه فرصة مميزة لتكون هناك مباحثات مع دول كثيرة من الجنوب والتعبير عن موقفكم وإرسال رسالة ومشاركة وجهة نظر. أعتقد أنها يمكن أن تغير قواعد اللعبة". وأضاف ماكرون أن فرنسا ستكون مع أوكرانيا "حتى النهاية".
وفي السياق، قال متحدث ألماني إن الرئيس الأوكراني التقى بالمستشار الألماني أولاف شولتز على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، السبت.
كما بحث زيلينسكي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في القيود الأوروبية على بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية، معتبراً أنه "من غير المقبول" أن يتم تمديد هذه القيود لما بعد الخامس من يونيو.
ووافق الاتحاد الأوروبي على تقييد استيراد بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية حتى التاريخ المذكور، سعياً للحد من الفائض في الكميات المتوفرة.
ووصل زيلينسكي إلى اليابان، في وقت سابق السبت، للمشاركة في قمّة مجموعة السبع، فيما أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يتطلّع إلى لقائه.
وبعد وصوله إلى هيروشيما كتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: "اليابان. مجموعة السبع. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر. اليوم سيكون السلام أقرب".
وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة بعد أن أُعلن في السابق عن مشاركة زيلينسكي عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة حيث ألقى كلمة أمام قمة جامعة الدول العربية.
ويشارك زيلينسكي في اليوم الأخير من قمة مجموعة السبع، الأحد، بحضور عدد من القوى الناشئة الكبرى ومنها الهند والبرازيل.
ومن المقرر أن يعقد زيلينسكي في هيروشيما اجتماعات ثنائية مع نظيريه الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا .
وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قال إن زيلينسكي سيصل إلى هيروشيما في طائرة وفّرتها فرنسا، بعد محادثات مع ماكرون و"بناء على طلب الأوكرانيّين".
واعتبر أن من المهم أن يتوجه الرئيس الأوكراني إلى قمة جامعة الدول العربية في السعودية وإلى قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
لقاء مع بايدن
وأعلن البيت الأبيض، السبت، أنّ بايدن "يتطلّع" إلى لقاء زيلينسكي خلال القمّة، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنّ بايدن "يتطلّع إلى فرصة لقاء" زيلينسكي "وجهاً لوجه"، مؤكداً أنّهما سيعقدان اجتماعاً في هيروشيما.
وأضاف: "إنه شيء جيد ومهم جداً أن (زيلينسكي) توجه إلى جامعة الدول العربية حتى تكون له فرصة للدفاع عن قضيته من وجهة نظر أوكرانية، من أجل أن يدعم العالم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
تزويد أوكرانيا بـF-16
وقبل وصوله إلى اليابان أبدى بايدن، بعد تردّد طويل، استعداده للسماح لدول أخرى بتزويد كييف بمقاتلات "F-16" أميركيّة الصنع التي تطالب بها، في قرار رحّب به زيلينسكي واصفاً إياه بأنّه "تاريخي".
وأكّد سوليفان في تصريحات للصحافيين في هيروشيما أنّ واشنطن تدعم الآن مبادرة مشتركة لحلفائها بهدف تدريب طيّارين أوكرانيّين على الطائرات، موضحاً أنه خلال مدّة التدريب الذي سيستغرق أشهر، سيُقرّر الغربيّون الجدول الزمني لتسليم الطائرات وعددها والدول التي ستوفرها.
وشدد سوليفان على أن العقيدة الأميركية "لم تتغير"، موضحاً أن "نهجنا في تسليم الأسلحة والمعدات وتدريب الأوكرانيين يتّبع متطلّبات النزاع".
وأشار إلى أنّ طائرات "F-16" جزء من المعدات التي ستحتاجها كييف "في المستقبل" حتى "تكون قادرةً على ردع أي عدوان روسي والدفاع عن نفسها"، وهذا أمر بعيد عن الضرورات العاجلة المرتبطة بالهجوم الأوكراني المضاد الذي أعلنت عنه كييف قبل أسابيع.
وكرر البيت الأبيض الموقف الأميركي المتمثّل في أن الولايات المتحدة، من خلال مساعدتها العسكرية بما في ذلك الطائرات المقاتلة، "لا تُسهل أو تدعم هجمات على الأراضي الروسية".
وأكّد سوليفان أن "الأوكرانيّين أشاروا باستمرار إلى أنّهم مستعدّون لاحترام هذا الموقف".
دعم أوكرانيا
وجدد زعماء "مجموعة السبع" عند انطلاق أعمال القمة، الجمعة، التزامهم بالوقوف سوياً ضد "حرب العدوان الروسي غير الشرعية وغير المبررة" على أوكرانيا، مشددين على أنه لا سلام ممكناً دون انسحاب "غير مشروط" للقوات والمعدات الروسية، من الأراضي الأوكرانية.
وأعادوا التأكيد، في بيان بشأن أوكرانيا، على التزامهم بتوفير المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية والدعم الدبلوماسي الذي تتطلبه أوكرانيا "مهما طال الأمر".
وأعلنوا فرض عقوبات وإجراءات جديدة على روسيا، و"هؤلاء الذين يدعمون جهودها الحربية".
وقالوا إنهم يبنون على نجاح جهودهم لضمان أن روسيا "لا يمكنها استخدام وفرة الطاقة لديها كسلاح ضد دول المجموعة أو العالم".
وشددوا على أن السلام لا يمكن تحقيقه دون "الانسحاب غير المشروط للقوات والمعدات الروسية" من الأراضي الأوكرانية، مؤكدين أن هذا "يجب أن يكون جزءاً من أي دعوة للسلام".
وانطلقت اجتماعات قمة المجموعة في هيروشيما باليابان، الجمعة، وتستمر حتى الأحد، بمشاركة زعماء المجموعة التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
