
عقد المجلس الرئاسي الليبي، الأحد، اجتماعاً أمنياً موسعاً في العاصمة طرابلس، مع عدد من قادة الأجهزة الأمنية التابعة له، وذلك بحضور رئيس المجلس محمد المنفي وعضوي المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي.
وبحسب بيان نشره المكتب الإعلامي للمجلس، ناقش الاجتماع الأوضاع الأمنية في ليبيا بصفة عامة، بما في ذلك المشاكل التي تواجه سير العملية الأمنية، وآليات دعمها حتى تتمكن من أداء مهامها.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع الأمني تطرق أيضاً إلى ملف ملاحقة المجرمين والقبض عليهم، بالتنسيق مع الجهات الضبطية والنيابات العامة، بهدف بسط الأمن والاستقرار داخل المنطقة الغربية.
وأفادت صحيفة "الساعة 24"، الأحد، بسقوط ضحايا وجرحى جراء قصف بطيران مسير على مواقع بميناء الماية قرب مدينة الزاوية في غرب البلاد.
وفي وقت سابق، قالت الصحيفة إن غارتين بطيران مسير استهدفتا مواقع في منطقة الحرشة شرق مدينة الزاوية. وذكر تليفزيون "ليبيا الأحرار" أن عدداً من المحتجين أغلقوا الطريق الساحلي في الماية على خلفية القصف الجديد.
قصف مواقع مهربين
كانت الحكومة المقالة من البرلمان برئاسة عبدالحميد الدبيبة قد أعلنت السبت، تنفيذ غارات جوية جديدة على مواقع مهرّبين في مدينة الزاوية غرب البلد، وذلك بعد أن استهدفت الخميس مواقع تهريب في المنطقة ذاتها.
وقال تليفزيون ليبيا الأحرار إن "قصفاً جوياً استهدف شاحنات تهريب الوقود قرب مصفاة الزاوية"، كما وجه "الطيران المسيّر ضربة جوية إلى أحد المقار بجوار كوبري بئر الغنم" في مدينة الزاوية التي تبعد 45 كيلومتر غرب طرابلس.
ولم تؤكد الحكومة المقالة من البرلمان الضربات الأخيرة، ولم تصدر حتى الآن تقارير مفصلة عن حصيلتها.
وقال سكان إن عدة ضربات استهدفت مناطق أخرى في الزاوية ليل الجمعة السبت.
ويتهم المجلس الأعلى للدولة والحكومة المكلفة من البرلمان في شرق البلاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بإصدار أوامر بشن تلك الغارات.
لكن المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد حمودة، قال قبل أيام إن طائرات تابعة للحكومة قصفت ما وصفها "بأوكار عصابات لتهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر" في منطقة الساحل الغربي.
وأعلنت وزارة الدفاع الخميس شن غارات جوية "ضد أوكار عصابات تهريب الوقود، وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، في منطقة الساحل الغربي".
وبحسب وسائل إعلام محلية، تقع المواقع المستهدفة في ضواحي مدينة الزاوية الساحلية على بعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، والتي تشهد منذ أسابيع اشتباكات بين جماعات مسلحة متورطة في الاتجار بالبشر، وعمليات تهريب أخرى مثل تهريب الوقود.
تنديد بالضربات
وندد البرلمان الذي يقع مقره شرقي البلاد، الجمعة، بتنفيذ "هجوم شنته طائرة مسيّرة" على منزل النائب عن المدينة علي أبوزريبة المعارض لحكومة عبد الحميد الدبيبة.
ولم تسفر ضربات الخميس عن سقوط ضحايا.
كما أدانت الحكومة المكلفة من البرلمان في بيان، قصف المنشآت العامة بالطيران المسير "وترويع المدنيين"، وحذرت من "الإفراط في استخدام القوة التي من شأنها إشعال فتيل الحرب".
من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الجمعة أن "هذه الأحداث" تُمثّل تذكيراً بالحاجة الملحة لليبيا إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية وتمكينها، وجعلها خاضعة للمساءلة من أجل ضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي في جميع أنحاء البلاد".
وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011.
وتتنافس حكومتان على السلطة، واحدة مقرها العاصمة طرابلس غرب البلاد، أقالها البرلمان العام الماضي يقودها عبد الحميد الدبيبة، وأخرى مقرها في الشرق يقودها أسامة حماد ويدعمها مجلس النواب.