ليبيا.. مواجهات بطرابلس وتحذير من تصعيد في الزاوية

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر من وحدة عسكرية منتشرة في مدينة الزاوية غرب ليبيا. 14 مايو 2023 - AFP
عناصر من وحدة عسكرية منتشرة في مدينة الزاوية غرب ليبيا. 14 مايو 2023 - AFP
طرابلس/ دبي-أ ف بالشرق

شهدت ليبيا، الاثنين، مواجهات مسلَّحة في العاصمة طرابلس بين فصيلين مواليين للحكومة المقالة من البرلمان برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وذلك بعد أيام من شن قوات هذه الحكومة ضربات على مدينة الزاوية وسط تنديد من مجلس النواب، ودعوات دولية لتجنب التصعيد.

وسُمعت أصوات إطلاق نار في العاصمة الليبية، بعد ساعات على اندلاع مواجهات بين قوات "جهاز الردع"، و"اللواء 444"، المواليين لحكومة الدبيبة ومقرها طرابلس، بعدما تم توقيف أحد عناصر "اللواء 444".

وأصيب عدد من سكان طرابلس بجروح طفيفة أثناء المواجهات التي وقعت ليلة الأحد، وامتدت إلى أحياء  عدة، وفقاً لوكالة "فرانس برس". كما بثّ التليفزيون الليبي ووسائل إعلام مقاطع مصوّرة لأعمال العنف نشرها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي.

بدوره، أفاد جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس، بأنَّ رجلاً أصيب "بشظية نتيجة الاشتباكات في منطقة عين زاره"، لافتاً إلى "إصابة مركبة تابعة لإسعاف عين زاره بعيار ناري أدى لخروجها مؤقتاً عن الخدمة".

وبعد توقف القتال، سُمع مجدداً إطلاق نار بأسلحة ثقيلة وخفيفة، وأصوات سيارات الإسعاف في ضاحيتي عين زاره والفرناج (شرق العاصمة) حتى الساعة الثالثة صباحا (01:00 بتوقيت جرينتش) الاثنين، بحسب مراسل "فرانس برس".

وأعلنت "جامعة طرابلس" إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات وإيقاف العمل الإداري، الاثنين، كإجراء احترازي.

كما ذكرت تقارير أنَّ القتال توقف بعد تدخل مجموعة مسلحة أخرى مسؤولة عن الأمن تدعى "جهاز دعم الاستقرار".

تصعيد في الزاوية

وتأتي المعارك الأخيرة في طرابلس، بعد غارات بطائرات مسيّرة نُفّذت بأوامر من حكومة الدبيبة قرب مدينة الزاوية (غرب)، قالت إنها طالت أهدافاً مرتبطة بعمليات تهريب الوقود والمخدرات والبشر.

وأفادت وسائل إعلام ليبية بأنَّ طائرات مسيرة "تركية الصنع" قصفت في الأيام الماضية، مناطق عدة غربي البلاد منها: بوصرة، والمطرد، والحرشة بالزاوية، وميناء الماية غرب طرابلس.

وقال متحدث باسم حكومة الدبيبة إنَّ طائرات تابعة للحكومة قصفت ما وصفها "بأوكار عصابات لتهريب الوقود وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر" في منطقة الساحل الغربي.

وأسفرت ضربات بمسيّرات، الأحد، عن سقوط شخصين، فيما نقل ابن أخ النائب في البرلمان الليبي علي أبوزريبة الذي استُهدف منزله بضربات قبل 3 أيام إلى المستشفى، وفقاً لما ذكرته "فرانس برس".

وقف إمدادات الوقود

وفي السياق، أشارت وسائل إعلام في ليبيا، الاثنين، إلى أنَّ مجموعات مسلحة أوقفت إمدادات الوقود إلى محطات الكهرباء من مصفاة الزاوية الواقعة في غرب البلاد.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر في قطاع الكهرباء قوله إنَّ "مجموعات مسلحة أغلقت صمامات الغاز، وأوقفت إمدادات الديزل المزودة لمحطات الكهرباء من مصفاة الزاوية".

وأضاف المصدر: "نقبل على أزمة ونتوقع انقطاعاً كبيراً للكهرباء في أنحاء واسعة من البلاد خلال الساعات المقبلة".

بدوره، أفاد مصدر عسكري لـ"الشرق" بأنَّ "من أغلق مصفاة الزاوية مجموعة من الشباب والأهالي من منطقة بوصرة"، مبيناً أنهم "كانوا مسلحين بأسلحة من نوع كلاشنكوف".

وأشار المصدر إلى أنَّ الإغلاق يأتي "احتجاجاً على قصف مدينة الزاوية بالطائرات المسيرة"، مضيفاً أنَّ المجموعة التي قامت بإغلاق المصفاة تطالب برحيل الدبيبة من السلطة. 

مجلس النواب يندد

وندد مجلس النواب الليبي، الاثنين، بالقصف الجوي الذي تتعرض له مدينة الزاوية في غرب البلاد بواسطة الطيران المسير، مشيراً إلى أنَّ الهدف من هذا القصف هو "تصفية حسابات سياسية".

وقال المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق، إن "البرلمان يدين ويستنكر بأشد العبارات القصف الجوي الذي تتعرض له مدينة الزاوية منذ أيام، والذي يتم تنفيذه تصفية لحسابات سياسية، وليس لمكافحة التهريب كما يدعي من وراءه".

وأشار إلى أنَّ القصف طال منزل عضو مجلس النواب علي أبوزريبة، كما أنه تم "دون التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص".

وذكر المجلس أنه سيخاطب النائب العام واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والبرلمان التركي "بخصوص هذا الاعتداء على مدينة الزاوية".

دعوات للتهدئة

وقالت السفارة الأميركية في طرابلس، الاثنين، إنَّ "الولايات المتحدة "تتابع عن كثب الوضع في الزاوية وبقلق، وسط تقارير عن استخدام أسلحة في مناطق مدنية، واحتمال حدوث مزيد من العنف".

ودعت واشنطن القادة الليبيين إلى "بذل كل ما في وسعهم لخفض التصعيد واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أرواح المدنيين".

بدورها، قالت السفارة البريطانية في ليبيا، إن المملكة المتحدة تتابع عن كثب الوضع في مدينة الزاوية، داعية جميع المعنيين إلى عدم التصعيد وتجنب أي أعمال تهدد حياة الناس.

وأضافت السفارة عبر "تويتر" أن "استخدام الأسلحة التي تعرض أرواح المدنيين في مدينة الزاوية للخطر أمر غير مقبول".

وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قالت، الجمعة، في تغريدة إنَّ "هذه الأحداث"، من دون أن تتطرّق إلى طبيعتها، "تشكّل تذكيراً" بالحاجة الملحة لليبيا إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتمكينها، وجعلها خاضعة للمساءلة من أجل ضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي في جميع أنحاء البلاد".

وذكَّرت بأن "أي إجراءات متصلة بإنفاذ القانون يجب أن تراعي القوانين الوطنية والدولية ذات الصلة"، على أن "تظل حماية المدنيين أولويةً قصوى".

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا، واحدة مقالة من البرلمان، ومقرها طرابلس (غرب)، وأخرى عيّنها البرلمان الليبي، ومقرها في الشرق.

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. وفي أغسطس الماضي، سقط 32 شخصاً، وأصيب 159 بجروح في طرابلس عندما اندلعت معارك بين مجموعات موالية للحكومة المعينة من البرلمان، وقوات الدبيبة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات