خوفاً من "حسابات خاطئة".. واشنطن تصر على اتصالات مفتوحة مع الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض. 31 مايو 2023  - AFP
جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض. 31 مايو 2023 - AFP
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الأربعاء، إن المواجهة التي وقعت بين الطائرة الأميركية والمقاتلة الصينية الأسبوع الماضي، تؤكد "الحاجة إلى إعادة فتح قنوات الاتصال بين جيشي البلدين"، محذراً من خطر "الحسابات الخاطئة" مع تصاعد التوترات، فيما لا تزال الصين ترفض الاتصالات بين القادة العسكريين في البلدين. 

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أضاف كيربي "عندما يكون لديك توترات كهذه، فأنت تريد التأكد من أنه يمكنك التحدث. لهذا السبب نريد إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة".

وجاءت تصريحات  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بعد يوم من نشر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" لقطات تُظهر طائرة مقاتلة صينية تنحرف أمام طائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي، مما تسبب في اهتزاز الطائرة الأميركية بعنف لبضع ثوان.

ووصف كيربي المناورة التي حدثت في 26 مايو بأنها "غير آمنة وغير مهنية".

وتتهم الولايات المتحدة، بكين، بالقيام بـ"مواجهة محفوفة بالمخاطر" فوق بحر الصين الجنوبي.

وألقى المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، باللوم على الولايات المتحدة في المواجهة الأخيرة. وقال في بيان، الثلاثاء، إن "الاستطلاع الأميركي المتكرر عن قرب على الصين يُشكل خطراً جسيماً على الأمن القومي الصيني".

وأضاف أن "التحركات الأميركية الاستفزازية والخطيرة هي السبب الجذري لقضايا الأمن البحري".

رفض التواصل

وبحسب ما ذكرته "بلومبرغ"، فإن الصين ترفض محاولات واشنطن إحياء الاتصالات بين كبار القادة العسكريين في البلدين، والتي قطعتها بكين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان خلال أغسطس الماضي.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، رفضت بكين طلب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لقاء نظيره الصيني لي شانجفو. 

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن بكين رفضت تلبية دعوة أميركية لعقد اجتماع هذا الأسبوع على هامش "حوار شانجريلا" في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين لويد أوستن ولي شانجفو.

وتقول الصين إن الاجتماع "لا يمكن أن يمضي قدماً" بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على وزير الدفاع لي شانجفو في عام 2018. وتجادل الولايات المتحدة بأن العقوبات يجب ألا تمنع إجراء محادثة.

وقال كيربي، إن حقيقة إغلاق خطوط الاتصال "أمر مقلق"،.

وأضاف "نحن نتفق. إنهم ليسوا منفتحين، ونحن بحاجة إلى أن نجعلهم منفتحين (على الاتصالات)."

من جانبه، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الصين، على الموافقة على مزيد من الاتصالات مع واشنطن بعد حادثة طيران الأسبوع الماضي حمّل فيها المسؤولية لطيار صيني.

وقال بلينكن لصحافيين خلال زيارة إلى السويد، الأربعاء، "أعتقد أن ذلك يؤكد فحسب على أهمية أن تكون بيننا خطوط اتصال منتظمة ومفتوحة، منها بين وزيري الدفاع في بلدينا".

اتهامات متبادلة

الجيش الأميركي أشار، الثلاثاء، إلى أن طياراً صينياً قام بـ"مناورة عدوانية غير مبررة"، الجمعة، بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية أميركية كانت فوق بحر الصين الجنوبي.

وفي وقت سابق، الأربعاء، شدّد بلينكن على أن "الطيار الصيني قام بمناورة خطرة مقترباً جداً من الطائرة"، وأضاف "حصلت سلسلة عمليات مماثلة ليس فقط تجاهنا، ولكن تجاه بلدان أخرى في الأشهر الأخيرة".

وتُظهر لقطات فيديو نُشرت طائرة مقاتلة تمر أمام طائرة أميركية تهتز بفعل الاضطرابات الناجمة عن مرور المقاتلة الصينية.

في المقابل، اتهمت الصين الولايات المتحدة، الأربعاء، بالقيام بـ"مناورات استفزازية وخطيرة". وقالت "توغلت طائرة استطلاع أميركية من طراز RC-135 عمداً في منطقة التدريب التابعة لنا للقيام (بعملية) استطلاع وتدخل".

وتأتي هذه الأحداث في حين يرتفع منسوب التوتر بين بكين وواشنطن على خلفية قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية مطلع العام.

ووفق الرواية الأميركية للحادثة، نفذت طائرة مقاتلة صينية مناورة "عدوانية بلا داعي"، الثلاثاء، بالقرب من طائرة عسكرية أميركية فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في بيان، إن الطائرة الصينية من طراز  J 16 نفذت مناورة الأسبوع الماضي، وأجبرت طائرة أميركية من طراز RC 135 على التحليق في وضع اضطراب ناتج عن خلخلة الهواء.

وتحدث هذه الحالات من الاعتراض في بعض الأحيان. ففي ديسمبر، اقتربت طائرة عسكرية صينية بفاصل ثلاثة أمتار من طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية وأجبرتها على تنفيذ مناورات لتفادي الاصطدام بها في المجال الجوي الدولي.

احتواء التوتر

التوتر بين القوتين العظميين كان قد تراجع في نوفمبر من العام الماضي، وذلك على خلفية لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج خلال قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، إذ تعهدا آنذاك بإجراء مزيد من الحوار.

لكن عاد التوتر بين البلدين بعد أشهر قليلة، وتحديداً في فبراير، عندما ظهر منطاد صيني على ارتفاع كبير في المجال الجوي الأميركي، ورداً على ذلك ألغى وزير الخارجية أنتوني بلينكن زيارة كانت مقررة لبكين.

والشهر الماضي، أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان، بعد أن التقت رئيستها تساي إنج ون رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في لوس أنجلوس.

ومنذ عام 1979، يحكم قانون العلاقات مع تايوان الصلة بين واشنطن وتايبيه، وهو قانون يمنح الأساس القانوني لتزويد تايوان بسبل للدفاع عن نفسها، لكنه لا يسمح للولايات المتحدة بمساعدة تايوان إذا تعرضت للهجوم.

والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانج يي في العاصمة النمساوية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً، إن العلاقات بين واشنطن وبكين يفترض أن "تتحسن قريباً جداً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات