
أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز، أحد أبرز المساعدين الموثوقين للرئيس الأميركي جو بايدن زيارة سرية إلى الصين الشهر الماضي، في علامة على قلق البيت الأبيض بشأن تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، وفقاً لما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" الجمعة، وأكده مسؤول أميركي عقب نشر تقرير الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن 5 مسؤولين مطلعين على الزيارة، أن بيرنز وهو دبلوماسي سابق، يعهد إليه بايدن بالأمور الحساسة، سافر إلى الصين للتحدث إلى المسؤولين هناك.
وجاءت زيارة المسؤول الأميركي الرفيع، فيما تدفع واشنطن إلى انخراط على مستوى رفيع مع بكين في مسعى لتحقيق استقرار في العلاقات بين البلدين.
ورفض البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية التعليق على الزيارة، ولكن مسؤولاً أميركياً قال للصحيفة إن بيرنز التقى مع مسؤولي الاستخبارات الصينية خلال الزيارة.
وقال المسؤول: "الشهر الماضي، سافر المدير بيرنز إلى بكين حيث التقى نظرائه الصينيين، وأكد أهمية الحفاظ على خطوط التواصل مفتوحة بين القنوات الاستخباراتية".
وجرت زيارة بيرنز خلال نفس الشهر الذي التقى فيه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي في فيينا. ولم يعلن البيت الأبيض عن اللقاء حينها إلى أن انتهى.
وعلى الرغم من أنه يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أكثر الشخصيات الموثوقة في حكومة الولايات المتحدة، اتبع بيرنز في زيارته تقليداً يستخدمه مديرو وكالة المخابرات المركزية في المهام الحساسة.
"فرصة مثالية"
وقال بايدن الشهر الماضي، إنه يتوقع تحسناً قريباً في العلاقات مع الصين، دون تقديم أي تفاصيل، فيما تشير المصادر إلى أن بيرنز زار الصين قبل أن يدلي الرئيس الأميركي بهذا التصريح في قمة "مجموعة السبع" التي عُقدت في هيروشيما باليابان.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في الشؤون الصينية بصندوق "مارشال" الألماني، بوني جلاسر، قولها: "بصفته دبلوماسياً محنكاً ومسؤولاً استخباراتياً بارزاً، يتمتع بيرنز بوضع فريد يُمكنه من إجراء حوار قد يسهم في تحقيق هدف إدارة بايدن المتمثل في تحقيق الاستقرار في العلاقات وبناء أرضية للعلاقة".
من جانبه، يرى مدير الشؤون الصينية السابق في البيت الأبيض، بول هاينل، أن "إحدى فوائد إرسال بيرنز إلى الصين تتمثل في أنه يحظى باحترام الديمقراطيين والجمهوريين، وأنه معروف للغاية لدى المسؤولين الصينيين".
وقال هاينل، الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز "كارنيجي الصين" للأبحاث إنهم "يعرفونه كمحاور موثوق به.. سيرحبون بفرصة التواصل معه بهدوء خلف الكواليس.. وسيرون الحوار مع بيرنز بهدوء وحذر بمثابة فرصة مثالية".
أرفع زيارة أميركية
وزيارة بيرنز هي أرفع زيارة لمسؤول أميركي إلى الصين منذ زارت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان تانجين في الصين في يوليو 2021.
وطلب بايدن من بيرنز أكثر من مرة أن يقوم بمهمات حساسة في الداخل والخارج. وسافر بيرنز إلى موسكو في نوفمبر 2021، لتحذير روسيا من غزو أوكرانيا.
وقال عدة أشخاص مطلعين على الوضع إن بايدن أرسل بيرنز العام الماضي إلى مبنى الكابيتول لمحاولة إقناع رئيسة مجلس النواب حينها الديمقراطية نانسي بيلوسي بعدم السفر إلى تايوان، وهي الزيارة التي أغضبت بكين.
ويحاول البيت الأبيض استئناف التبادلات مع الصين خاصة بعد فترة مضطربة من العلاقات بين البلدين بدأت في فبراير، حين رصدت الولايات المتحدة ما قالت إنه "منطاد تجسس صيني" فوق أميركا الشمالية.
وأدت الحادثة إلى تخريب جهود تمهيد أرضية العلاقات بين البلدين والتي اتفق عليها بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينج خلال لقائهما في نوفمبر الماضي على هامش "قمة العشرين".