"إعلان الأطلسي".. شراكة اقتصادية جديدة بين واشنطن ولندن لاحتواء بكين

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال مؤتمر صحافي بواشنطن. 8 يونيو 2023 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال مؤتمر صحافي بواشنطن. 8 يونيو 2023 - Bloomberg
دبي/ واشنطن-الشرقأ ف ب

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الخميس، عن شراكة اقتصادية جديدة تحت مسمّى "إعلان الأطلسي"، تهدف إلى خوض التحديات الجيوسياسية الكبيرة الراهنة، وخصوصاً في مواجهة طموحات الصين.

وينص "إعلان الأطلسي" الذي وقعه بايدن وسوناك في البيت الأبيض على بنود عدّة، بينها تعزيز التعاون في صناعة الدفاع، وتوريد المعادن الضرورية في الانتقال على صعيد الطاقة.

وبالنسبة إلى النقطة الأخيرة، تلقى سوناك ضمانات من البيت الأبيض أن يفيد الصناعة البريطانية من جزء من خطة الدعم الهائلة لجو بايدن التي تعطي الأولوية للصناعة الأميركية.

وفي مجال الدفاع، وعد بايدن بفتح السوق الأميركية أمام الصناعيين البريطانيين بهدف تعزيز تحديث الأسلحة المتطورة على غرار الصواريخ الفرط صوتية.

والاتفاق بين البلدين الهادف خصوصاً إلى احتواء تنامي النفوذ الصيني، يتناول كذلك الذكاء الاصطناعي والأمن في مجال الطاقة وموثوقية شبكات الإمداد.

وجاء في الإعلان "نواجه تحديات جديدة تستهدف الاستقرار الدولي: دول استبدادية مثل روسيا والصين وتكنولوجيات تثير القلق وأطراف لا ينتمون إلى دول ورهانات عابرة للحدود مثل التبدل المناخي"، مبيناً أن علاقة البلدين "مبنية على التعاون الوثيق في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا".

واعتبر البيان أن "التعاون والقيادة المشتركة حالياً بين الولايات المتحدة وبريطانيا باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى وذلك على المستوى الدولي"، لافتاً إلى أن "الاقتصاد العالمي يمر بواحدة من أكبر التحولات منذ الثورة الصناعية".

وقال بايدن خلال لقائه ضيفه في المكتب البيضاوي "ليس لدينا حلفاء أقرب" من البريطانيين، مؤكداً أن العلاقة "الخاصة" بين البلدين "لا تزال جيدة جداً".

من جهته، صرح سوناك في مستهل محادثاته مع الرئيس الأميركي "سنضع قيمنا في صلب تحركنا من أجل البريطانيين والأميركيين".

والاس "مؤهل جداً"

وسبق أن سعت لندن إلى توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن بعد "بريكست"، لكنها اضطرت إلى التراجع عنه بعدما أدارت إدارة بايدن ظهرها لمبدأ التبادل الحر، وأقامت صلة وثيقة بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات الاستراتيجية.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة أن سوناك سينتهز فرصة التفاهم بين البلدين ليعرض أمام بايدن ترشيح وزير دفاعه بن والاس لمنصب الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وفي هذا المجال، أكد بايدن إثر المحادثات "ضرورة التوصل إلى تفاهم داخل الحلف الأطلسي" بالنسبة إلى هذا الأمر، مع تأكيده أن وزير الدفاع البريطاني "مؤهل جداً" ليكون أميناً عاماً للحلف.

ويجري الرئيس الأميركي مفاوضات دبلوماسية قبل قمة التحالف الدفاعي الغربي، التي ستعقد الشهر المقبل في فيلنيوس (ليتوانيا) ويريد الغربيون توجيه رسالة قوية خلالها بشأن أوكرانيا. 

وفي هذا الإطار، سيستقبل بايدن الاثنين الأمين العام الحالي للحلف، النرويجي ينس ستولتنبرج الذي تنتهي ولايته في أكتوبر المقبل، ولا تملك واشنطن سوى الإشادة به.

واستقبل جو بايدن، الاثنين الماضي، رئيسة حكومة الدنمارك ميت فريدريكسن التي طرح اسمها لتصبح أول امرأة تقود "الناتو".

"شراكة نووية مدنية جديدة"

وقالت الحكومة البريطانية في بيان إن الطرفين "سيعززان سلاسل التوريد، ويطوران تقنيات المستقبل كما أنهما سيستثمران في الصناعات الأخرى"، موضحةً أن بايدن وسوناك وافقا على "شراكة نووية مدنية جديدة".

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج، انتقد قبل ذلك الولايات المتحدة، معتبراً أنها "تقود مساع لاحتواء وقمع الصين".

وتلقّت طموحات الصين التكنولوجية ضربة جراء قيود فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فيما شدّدت السلطات الصينية على ضرورة الابتعاد عن الصادرات المتعلقة بقطاعات تعتبر رئيسية للأمن القومي، مثل أشباه الموصلات.

كما تواجهت واشنطن وبكين في السنوات الماضية في قضايا التجارة وحقوق الإنسان وسواها، وساءت العلاقات بدرجة أكبر هذا العام، عندما أسقطت الولايات المتحدة منطاداً صينياً، قالت إنه "يُستخدم لأغراض التجسس"، وهو ما نفته الصين بشدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات