مسؤول أميركي: الصين تدير منشأة تجسس في كوبا منذ 2019

time reading iconدقائق القراءة - 6
علما الصين وكوبا قبل توقيع اتفاقات بين البلدين في بكين. 29 مايو 2019 - REUTERS
علما الصين وكوبا قبل توقيع اتفاقات بين البلدين في بكين. 29 مايو 2019 - REUTERS
دبي- الشرق

قال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الصين تدير منشأة تجسس في كوبا منذ عام 2019، معتبراً أنَّ بكين تتحرك لزيادة جهود التجسس من داخل أراضي كوبا.

وأكد المسؤول الأميركي في تصريحات أوردتها وكالة "فرانس برس"، أن الاستخبارات الصينية موجودة فعلاً في الجزيرة٫ وقال: "هذا موثق جيداً في سجل الاستخبارات"، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام أميركية في الأيام الأخيرة أن بكين تعتزم إقامة قاعدة تجسس في كوبا قبالة سواحل جنوب شرق الولايات المتحدة.

وقال مسؤول في إدارة بايدن أيضاً لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إن بكين "أجرت تحديثات لمنشآت جمع المعلومات الاستخباراتية" في كوبا خلال 2019، مشيراً إلى أنَّ الأمر يمثل "قضية مستمرة" بالنسبة لواشنطن، وليست تطوراً جديداً.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نشرت تقريراً الخميس، يفيد بأنَّ بكين وهافانا توصلتا إلى "اتفاق سري" لإنشاء "محطة تنصت إلكتروني صينية" في الجزيرة، ما يسمح لأجهزة المخابرات الصينية "بجمع الاتصالات الإلكترونية في جميع أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث توجد العديد من القواعد العسكرية، فضلاً عن مراقبة حركة السفن الأميركية".

لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي وصف في مؤتمر صحافي الخميس، تقرير الصحيفة بأنه "غير دقيق".

وفي بيان منفصل لـ"فوكس نيوز"، وصف مجلس الأمن القومي الأميركي التقرير بأنه "غير دقيق" أيضاً، ولكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.

"منشآت صينية في كوبا"

لكن مسؤول الإدارة الذي تحدث مع "فوكس نيوز"، السبت، أشار إلى أنَّ واشنطن اطلعت في يناير 2021 على "عدد من الجهود الحساسة لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم لتوسيع البنية التحتية للوجستيات والقواعد وجمع المعلومات في الخارج، للسماح لجيش الصين بإبراز القوة العسكرية والحفاظ عليها في مسافات أكبر".

وأكد المسؤول أن الصين نظرت في عدد من المواقع، الممتدة عبر المحيط الأطلسي وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا والمحيط الهندي والهادي.

وأوضح أنَّ "هذا الجهد شمل وجود منشآت لجمع المعلومات الاستخباراتية للصين في كوبا، حيث أجرت بكين تحديثاً لمنشآت جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا خلال عام 2019، وهذا موثق جيداً في سجل الاستخبارات".

انتقاد لإدارة ترمب

وقال المسؤول الأميركي إن "الإدارة الحالية ورثت هذه القضية، وقد كان تقييمنا أنه على الرغم من معرفتنا بجهود إنشاء هذه القاعدة وبعض المحاولات من قبل الإدارة السابقة لمواجهة هذا التحدي، فإننا لم نحرز تقدماً كافياً ونحتاج إلى تبني نهج أكثر مباشرة"، في تعليق اعتبرته "فوكس نيوز" انتقاداً لتعاطي إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب مع أنشطة الصين في كوبا.

وأضاف المسؤول، أن بايدن وجه فريقه لمواجهة هذا التحدي، مشيراً إلى أن الإدارة تعمل على تبني هذا النهج "بهدوء" و"بعناية"، وباتت ترى نتائج بالفعل.

وتابع: "خبراؤنا يقدرون أن جهودنا الدبلوماسية أبطأت خطوات الصين، ونعتقد أنها ليست في المكان الذي كانت تأمل أن تكون فيه، ولكن لا تزال هناك تحديات، وما زلنا نشعر بالقلق إزاء أنشطة بكين المستمرة منذ فترة طويلة مع كوبا، كما أنها ستواصل محاولة تعزيز وجودها في هافانا، وسنستمر في العمل على تعطيل هذه المحاولات".

وأعرب المسؤول عن ثقة الإدارة في قدرتها على الوفاء بالالتزامات الأمنية في الداخل والمنطقة، بحسب "فوكس نيوز".

"محطة تنصت"

"وول ستريت جورنال" نقلت، الخميس، عن مسؤولين وصفتهم بأنهم مطلعين، قولهم إن الصين وافقت على دفع عدة مليارات من الدولارات إلى كوبا للسماح لها ببناء محطة التنصت، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين وصفوا المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بهذه الخطط بأنها "مقنعة".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن منشأة التجسس الصينية تبعد قرابة 100 ميل (160.9 كيلو متر) عن ولاية فلوريدا، موضحة أنها "ستمكّن أجهزة المخابرات الصينية من مراقبة تحركات سفن بحرية أميركية ومتابعة الاتصالات في جميع أنحاء جنوب شرقي البلاد، والتي تقع بها العديد من القواعد العسكرية".

وأثارت هذه المعلومات الاستخباراتية قلق إدارة بايدن، إذ يمكن لهذه القاعدة الصينية ذات القدرات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة أن تشكل تهديداً غير مسبوق للولايات المتحدة، بحسب "وول ستريت جورنال".

نفي أميركي وكوبي

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قال في تصريحات لشبكة "MSNBC"الخميس: "اطّلعت على ذلك التقرير الصحافي.. إنه ليس دقيقاً".

وأضاف: "ما يمكنني أن أقوله هو إننا قلقون منذ اليوم الأول في عهد هذه الإدارة إزاء أنشطة التأثير الصينية حول العالم، بالتأكيد في نصف الكرة الأرضية هذا وفي هذه المنطقة". وتابع كيربي: "نحن نراقب ذلك من كثب".

وقال نائب وزير الخارجيّة الكوبي كارلوس فرنانديز دي كوسيو، في بيان تلاه أمام الصحافة في هافانا، إنّ "صحيفة (وول ستريت جورنال) نشرت معلومة كاذبة تماماً، ولا أساس لها من الصحّة تفيد بوجود اتّفاق بين كوبا والصين في المجال العسكري لإقامة قاعدة تجسّس مفترضة".

وأضاف أنّ كوبا "ترفض أيّ وجود عسكري أجنبي" في أميركا اللاتينيّة "بما في ذلك القواعد العسكريّة الكثيرة والقوّات (التابعة) للولايات المتحدة"، معتبراً أنّ "الافتراءات من هذا النوع كثيراً ما تُلفّق من جانب مسؤولين أميركيّين".

تأتي التقارير عن التحرّك الصيني في كوبا، بعد رصد منطاد صيني على ارتفاعات عالية فوق الولايات المتحدة في فبراير الماضي، عبَرَ من غرب البلاد إلى شرقها فوق منشآت عسكرية حساسة قبل أن تسقطه مقاتلة أميركيّة قبالة الساحل الشرقي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات