تجددت الاشتباكات في الخرطوم، الأحد، بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، والتي كانت مدتها 24 ساعة.
وقال شهود عيان لـ"الشرق" إن الاشتباكات تجددت في العاصمة السودانية وأجزاء مختلفة من أمدرمان وبحري بعد نحو ساعة من إنتهاء الهدنة، التي أعلنتها السعودية والولايات المتحدة، الجمعة، لمدة 24 ساعة في مختلف أنحاء السودان، بدءاً من السادسة من صباح السبت.
ووردت تقارير عن اشتباكات وإطلاق نيران المدفعية في أجزاء من العاصمة السودانية في ساعة مبكرة، وقال شهود إن القتال استؤنف عقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في شمال أم درمان التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقال سكان إنهم سمعوا قصفاً مدفعياً في منطقة شرق النيل في الضواحي الشرقية للعاصمة بينما وردت أنباء عن انفجارات واشتباكات في الخرطوم.
ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.
وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة ومصدراً للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.
وقال محمد سلمان (58 عاماً)، من شمال كردفان لوكالة "رويترز" عبر الهاتف، إن "الحالة صعبة، الدعم السريع منتشر في الطرق بين القري ويقومون بالنهب وهناك عصابات في كل مكان تنهب.. الحركة من مكان لآخر أصبحت خطرة ونحن في بداية الخريف لا نعرف كيف سنزرع أو كيف سنعيش مع هذا الوضع".
ومنحت الهدنة، السبت، سكان الخرطوم متنفّساً نادراً منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، إذ أكدوا أنها وفّرت هدوءاً لم يعهدوه خلال اتفاقات سابقة خرقها الجانبان.
وكما سابقاتها من الاتفاقات، ركزت الهدنة على تأمين وصول المساعدات الانسانية الى سكان السودان المقدّر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلاً من الأكثر فقراً في العالم.
الجنينة وكتم
من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، مساء السبت، إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم "لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي".
وكان مناوي قد أعلن، الأحد الماضي، إقليم دارفور منطقة منكوبة مع استمرار أعمال "النهب والقتل".
وقالت نقابة أطباء السودان، السبت، إن مدينة الجنينة محاصرة وهناك مئات القتلى وآلاف النازحين في المدينة منذ اندلاع العنف في 20 أبريل.
ووصف البيان ما يجري في الجنينة بأنه "أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية".
ونفى الجيش السوداني، الأحد الماضي، سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة كتم بولاية شمال دارفور.
وحذر المدير الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإقليم دارفور السوداني توبي هارورد، الخميس، مما قال إنه "تدهور سريع للأوضاع في مدينة الجنينة وسط غياب لسلطة الدولة والقانون".
اقرأ أيضاً: