مخاوف أميركية من هجمات سيبرانية صينية تستهدف البنية التحتية

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم الولايات المتحدة والعلم الصيني في رسم يُظهرهما خلف زجاج مكسور - REUTERS
علم الولايات المتحدة والعلم الصيني في رسم يُظهرهما خلف زجاج مكسور - REUTERS
واشنطن- رويترز

قالت مسؤولة أميركية كبيرة في مجال الأمن الإلكتروني الاثنين، إنه "من المؤكد" أن قراصنة صينيين سيعملون على تعطيل البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، مثل خطوط الأنابيب والسكك الحديدية، في حالة حدوث صراع بين الجانبين.

وذكرت جين إيسترلي رئيسة وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية الأميركية أن بكين تُوجه استثمارات ضخمة لتعزيز القدرة على تخريب البنية التحتية للولايات المتحدة.

وتأتي تلك التصريحات في أعقاب هجوم سيبراني على البنية التحتية الأميركية في مايو الماضي، قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إن قراصنة تدعمهم الصين وراءه.

وأضافت إيسترلي خلال تصريحات في معهد "آسبن" بالعاصمة واشنطن "أعتقد أن هذا هو التهديد الحقيقي الذي نحتاج إلى الاستعداد له، والتركيز عليه، وتطوير قدرة على مجابهته".

كما حذرت من أن الأميركيين بحاجة للاستعداد لاحتمال قيام قراصنة بكين بتعزيز دفاعاتهم و"التسبب في أضرار في العالم المادي".

صعوبة التصدي للهجمات

وتابعت إيسترلي "بالنظر إلى الطبيعة الهائلة للتهديد من الجهات الفاعلة الحكومية الصينية، وبالنظر لحجم قدراتهم، وبالنظر للموارد والجهود التي يبذلونها في ذلك، سيكون من الصعب جداً علينا الحيلولة دون حدوث اضطرابات".

وجاءت تعليقات إيسترلي في أعقاب سؤال حول مجموعة قرصنة صينية مزعومة تُعرف باسم "Volt Typhoon"، اتهمها المسؤولون الأميركيون وشركات الأمن السيبراني بتهيئة نفسها لتنفيذ هجمات إلكترونية مدمرة في حالة نشوب صراع.

ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن حتى الآن على طلب للحصول على تعقيب على التحذير.

وتُضاف تعليقات المسؤولة إلى تحذير صدر في وقت سابق هذا العام عن دوائر مخابرات أميركية قالت في تقييمها السنوي للتهديدات إن بكين "ستدرس بالتأكيد القيام بعمليات إلكترونية عدوانية ضد البنية التحتية الحيوية داخل الولايات المتحدة، وضد أهداف عسكرية، إذا ما رأى صناع القرار في الصين أن هناك معركة كبيرة وشيكة مع الولايات المتحدة".

اختراق في مايو

في مايو الفائت، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وشركة "مايكروسوفت" اختراق قراصنة إلكترونيون ينشطون برعاية الدولة الصينية شبكات بنى تحتية أميركية أساسية، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وأشارت "مايكروسوفت" إلى جوام، وهي أرض تابعة للولايات المتحدة تقع في المحيط الهادئ وتضم موقعاً عسكرياً مهماً، بين المواقع التي استهدفها القراصنة لكنها لفتت إلى رصد أنشطة "خبيثة" في مناطق أميركية أخرى.

وأضافت أن الهجوم الذي نفّذته مجموعة "فولت تايفون" التي تنشط برعاية الصين منذ منتصف 2021 أفسح المجال لأنشطة تجسس طويلة الأمد، ويرجّح أن الهدف منه عرقلة الولايات المتحدة في حال نشوب نزاع في المنطقة.

وتزامن بيان "مايكروسوفت" مع تحذير نشرته سلطات الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة آنذاك من أن القرصنة الإلكترونية تتم على الأرجح على مستوى العالم.

وأضافت أن "هذه الأنشطة تُؤثر على شبكات في مختلف قطاعات البنى التحتية الأساسية، وتعتقد الوكالات المسؤولة بأن الجهة القائمة عليها يُمكن أن تتبع التقنيات ذاتها ضد هذه القطاعات وغيرها حول العالم".

نفي صيني

ونفت الصين حينها الاتهامات الموجهة إليها، واصفة تقرير مايكروسوفت بأنه "غير مهني إطلاقاً" ومُجرد "قص ولصق".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج "من الواضح أنها حملة تضليل جماعية لدول تحالف العيون الخمس أطلقتها الولايات المتحدة لأهداف جيوسياسية"، في إشارة إلى التحالف الأمني الذي يضم الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الذين صاغوا التقرير.

وتابعت أن "مشاركة شركات معيّنة يظهر أنه فضلا عن المنظمات الحكومية، توسّع الولايات المتحدة قنواتها لنشر المعلومات المضللة".

وأكدت "لكن أي تغيّر في التكتيكات لا يمكنه تغيير حقيقة أن الولايات المتحدة إمبراطورية قراصنة الإنترنت".

وأفادت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الأنشطة استخدمت تكتيكات تعرف باسم "ليفينج ذي لاند" أي أنها تستغل الأدوات المتوافرة أساساً في الشبكة للتسلل والامتزاج مع أنظمة "ويندوز" العادية، وهو ما يجعل عملية اكتشافها أمراً صعباً.

وحذّرت من أن عملية القرصنة يمكنها بالتالي إدخال أوامر مشروعة ضمن إدارة النظام تبدو "سليمة" ظاهرياً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات