"استقرار المنطقة" و"غزو أوكرانيا" على طاولة مباحثات ولي العهد السعودي في فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه. 28 يوليو 2022 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه. 28 يوليو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

يستعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الرسمية الطويلة إلى فرنسا، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون ورئاسة وفد بلاده المُشارك في قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، إضافة إلى المشاركة في حفل استقبال السعودية الرسمي لترشح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030".

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي، الجمعة المقبل، ولي العهد السعودي على غداء عمل في قصر الإليزيه، حسب ما أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة الفرنسية الذي أشار إلى أن الجانبين سيبحثان "العلاقات الثنائية"، إضافة إلى "تحديات الاستقرار الإقليمي"، و"الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على سائر دول العالم".

وبحسب دينيس بوشار مستشار شؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية Ifri، فإن "ملف لبنان العزيز جداً على رئيسنا" سيكون بالطبع على جدول الأعمال.

وفشل البرلمان اللبناني، الأربعاء، للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه وينذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.

وأوضح بوشار لوكالة "فرانس برس"، أن "جلسة انتخاب الرئيس غير المجدية ستتيح لماكرون ومحمد بن سلمان تقييم (الوضع) والبحث في كيفية المضي قدماً في هذا الملف".

قمة مالية

كما سيناقش الرئيس الفرنسي مع ضيفه أيضاً التحضيرات لقمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" التي ستستضيفها باريس الأسبوع المقبل بهدف "جمع التمويل الخاص والعام وتركيزه حيث تشتد حاجة العالم والناس له لمحاربة الفقر وقيادة التحول المناخي الضروري وحماية التنوع البيولوجي"، بحسب بيان الإليزيه.

والمتوقع أن يترأس ولي العهد السعودي وفد بلاده المشارك في قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" يومي 22 و23 يونيو الجاري والتي ستتناول "إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف"، و"أزمة الديون"، و"تمويل التكنولوجيا الخضراء"، و"عمل أدوات ضرائب وتمويل دولية جديدة وحقوق سحب خاصة".

وتسعى القمة للجمع بين 3 أجندات وهي: تغير المناخ والتنمية والديون، واقتراح حلول مبتكرة لمعالجة هذه القضايا، بحسب موقع القمة.

وتهدف القمة لتحقيق 4 أهداف رئيسية وهي "مساعد البلدان التي تعاني من ارتفاع المديونيات"، و"تعزيز تنمية القطاع الخاص في البلدان منخفضة الدخل"، و"تشجيع الاستثمار في البنية التحتية الخضراء لانتقال الطاقة في البلدان الناشئة والنامية"، و"حشد التمويل للبلدان المعرضة لتغير المناخ".

ومن المقرر أن تتضمن القمة عدة فعاليات منها 50 حدثاً جانبياً، ومشاركة أكثر من 300 ممثل لدول ومنظمات دولية والمجتمع المدني، إضافة إلى أكثر من 120 منظمة غير حكومية وائتلاف المنظمات غير الحكومية.

"إكسبو 2030"

ويشارك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين المقبل، في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030"، وفق بيان الديوان الملكي السعودي.

وتقدمت الرياض بطلب الاستضافة تحت شعار "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل" خلال الفترة من 1 أكتوبر 2030 إلى 1 أبريل 2031، وتتنافس في هذا الملف مع إيطاليا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا.

ويشكل الموضوع الرئيسي المقترح للمعرض "معًا نستشرف المستقبل" ركيزة أساسية تُضفي طابعاً استثنائياً يحث المشاركين على تقديم أفكار مبتكرة وملهمة، وترجمتها على أرض الواقع من خلال الأجنحة الإبداعية، والبرامج الثقافية والاقتصادية، والعلمية التي سيحتضنها المعرض، بحسب "واس".

ويشتمل الموضوع الرئيس المقترح للمعرض السعودي على 3 موضوعات فرعية، وهي: "الازدهار للجميع"، و"العمل المناخي"، و"غد أفضل"، وفقاً لـ"واس".

ومن المقرر في نهاية نوفمبر المقبل وخلال اجتماع الجمعية العامة الـ171 للمكتب الدولي للمعارض، أن يتم التصويت من قبل الدول الأعضاء البالغ عددها 170 دولة على المترشحين واختيار الدولة الفائزة بتنظيم "إكسبو 2030".

علاقات متطورة

وتعد زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا الثانية خلال أقل من عام، حيث بحث الأمير محمد بن سلمان في يوليو الماضي مع ماكرون، ملفات اقتصادية وسياسية مختلفة أهمها "استقرار أسواق الطاقة العالمية"، و"دعم سيادة لبنان" و "أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا" و"الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً ملحوظاً، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الرياض وباريس في عام 2021 ما قيمته 7.1 مليار دولار.

وجاءت المملكة في المرتبة 32 في قائمة الدول التي تستورد منها فرنسا بقيمة 3.9 مليار دولار، كما احتلت السعودية المرتبة 53 في قائمة الدول المستقبلة لصادرات فرنسا بقيمة 3.2 مليار دولار.

وزاد عدد الشركات الفرنسية المستثمرة في المملكة من 259 شركة في العام 2019 إلى 336 شركة في عام 2022، وعمل البلدان على تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية وبناء شراكات طويلة الأمد بين القطاع الخاص في المملكة وفرنسا وتوسعة نطاقها، عبر توقيع مذكرة تفاهم بين برنامج "ريادة الشركات الوطنية" في وزارة الاستثمار السعودية وبرنامج "بيزنس فرانس"، بحسب "واس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات