
قالت إسرائيل، الأربعاء، إن الجندي الذي قتل طفلاً فلسطينياً بالرصاص في سيارة منذ أسبوعين، "كان يظن أن السيارة بداخلها مسلحين، وأن الأمر اختلط عليه بعدما أطلق جندي آخر النار في الهواء في خرق للقواعد".
ولقي الطفل محمد التميمي الذي لم يتجاوز من العمر عامين، حتفه بعد إصابته بعيار ناري في الرأس في أول يونيو الجاري، بالقرب من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وأصيب والده في الكتف.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بمحاسبة مرتكب الحادث الذي وصفته بأنه جريمة.
ونشر الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، نتائج التحقيق، وقال في بيان، إن "مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على جنود كانوا يحرسون مستوطنة يهودية في تلك الليلة".
وأضاف أن ضابطاً في الجيش شاهد وهو يمشط المنطقة "مركبة مثيرة للريبة فأطلق النار عدة مرات في الهواء"، ما دفع جندياً آخر إلى إطلاق النار على السيارة التي كان بها الطفل محمد بعد سماعه دوي طلقات زميله ظناً منه أن المسلحين كانوا يستخدمونها في الفرار.
وأشار الجيش إلى أن التحقيق وجه اللوم لبعض القادة بسبب سوء التواصل و"اتخاذ قرار خاطئ"، موضحاً أن الجندي الذي أطلق النار في الهواء سيُعاقب لخرقه القواعد.
أسف فلسطيني
من جانبها أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية، عن أسفها إزاء نتائج التحقيق وقالت إنها "أوضح وأبشع استهانة واستباحة للدم الفلسطيني".
واعتبرت الوزارة، في بيان، أن "اكتفاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه توبيخ للضابط المسؤول عن جريمة إعدام الشهيد الطفل محمد التميمي، جريمة بحد ذاتها، ودليل قاطع على عدم جدية التحقيقات الإسرائيلية"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقالت الوزارة: "هذا يؤكد استهانة واستباحة إسرائيل الدم الفلسطيني، ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي وجميع المواثيق والمبادئ الإنسانية، ومستهزئة بمواقف الدول والرأي العام العالمي برمته".
وأضافت: "هذا السلوك الاستعماري العنصري هو جريمة بحد ذاتها، ودليل قاطع على تورط المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال في تلك الجرائم خاصة التعليمات بتسهيل إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين والتعامل معهم كأهداف للرماية والتدريب".
وأعربت وزارة الخارجية عن دهشتها من صمت المحكمة الجنائية الدولية، وبطء عملها وتحقيقاتها في جرائم الاحتلال، مطالبة إياها بالالتزام الكامل بنصوص مواد ميثاق روما المؤسس وأنظمة ولوائح المحكمة، بعيداً عن أي محاولات لتسييس عملها أو ضغوط لعرقلته، وصولاً لإصدار مذكرات توقيف وجلب بحق المجرمين والقتلة، بحسب (وفا).
وتشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعداً في أعمال العنف على مدى الأشهر الـ15 الماضية.
وبوفاة التميمي يرتفع عدد الضحايا من الأطفال برصاص جيش الاحتلال إلى 28 طفلاً، منذ بداية العام الجاري.
وخلص تقرير صادر عن منظمة "ييش دين" الحقوقية في إسرائيل، استناداً إلى بيانات عسكرية من 2017 إلى 2021 إلى أن جنوداً إسرائيليين خضعوا للمحاكمة في أقل من 1% من مئات الشكاوى المقدمة ضدهم والمتعلقة بجرائم ضد مواطنين من فلسطين.
اقرأ أيضاً: