وقّع العراق وقطر، الخميس، على "إعلان نوايا مشترك" وعدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات "الطاقة" و"النقل الجوي والبري" منها مذكرة تعاون لتأسيس "شركة نفط مشتركة" وأخرى لـ"إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية".
جاء ذلك خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد لبحث "العلاقات الثنائية" و"سبل تطويرها وتنميتها" مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ووقّع البلدان على "إعلان نوايا مشترك" شمل 6 بنود تضمنت التأكيد على "استمرار ومواصلة التنسيق والتشاور السياسي والأمني وفي القضايا ذات الاهتمام المشترك"، و"توسيع آفاق التعاون الاستثماري والتجاري ولا سيما في طريق التنمية"، حسب ما ذكر المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر قوله إن بلاده تعتزم استثمار خمسة مليارات دولار في عدد من القطاعات بالعراق خلال السنوات القادمة.
"شركة نفط مشتركة"
وأشار العوادي لوكالة "واع" إلى أن الإعلان تطرق كذلك إلى "تشكيل فريق خاص لمتابعة المشاريع المشتركة المختلفة"، و"رفع مستوى التعاون الاستثماري والاقتصادي في مجال الطاقة (نفط/ غاز/ طاقة متجددة)"، و"تنشيط وتسهيل إجراءات الاستثمار والتنقل بين البلدين" و"تعزيز التعاون في مجال المناخ والبيئة".
كما وقّع البلدان على عدد من الاتقافيات ومذكرات التعاون في مجالات النقل والطاقة منها ما تخص "النفط الخام" و"تجهيز العراق بالغاز المُسال"، ومذكرة تعاون لتأسيس "شركة نفط مشتركة" وأخرى "تخص إنشاء مصفى"، بحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
تعزيز العلاقات
من جانبه، قال أمير قطر في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي إن"الزيارة إلى العراق تعكس عمق العلاقة بين بلدينا"، مبيناً أنه" تم بحث تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتجارة والاقتصاد".
وذكر أنه "تم توقيع اتفاقيات بين القطاعين الخاصين في العراق وقطر"، لافتاً إلى "مناقشة المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة ومن بينها مشروع الربط الكهربائي".
وشدد على أهمية "العراق بالمنطقة، كما أن أمنها جزء من استقرار المنطقة"، مشيراً إلى "بحث آخر التطورات في المنطقة وشددنا على ضرورة تغليب لغة الحوار".
وأكد أمير قطر على أنه اتفق مع السوداني على "وجوب أن ينمو حجم التبادل التجاري بين العراق وقطر".
مكانة العراق
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده "تملك احتياطياً نفطياً يصل إلى 145 مليار برميل"، معرباً عن رغبة العراق بـ"استثمارات متبادلة مع الأشقاء وخاصة في قطر".
كما أعرب السوداني عن استعداد بغداد لـ"العمل مع الأشقاء لتحقيق السلام والتنمية والازدهار"، مشيراً إلى أنه بحث مع أمير قطر "الفرص الاستثمارية في البناء والإعمار داخل العراق، ومشاركة الشركات القطرية بمشاريع البنى التحتية".
وجدد رئيس الوزراء العراقي التأكيد على أهمية "تنسيق المواقف إزاء التحديات المشتركة في المنطقة"، مضيفاً أن "العراق استعاد مكانته الطبيعية ودوره في المنطقة، وهو مستعد للعمل مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام والازدهار".
ولفت إلى أن" الدول العربية ودول المنطقة قادرة على إنشاء تكتل اقتصادي ناجح"، مشدداً على ضرورة "إيجاد تكتل اقتصادي بين البلدان العربية والمنطقة".
وأعلن السوداني أن العراق "سيستضيف نهاية هذا العام (مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي)".
علاقات مشتركة
وتعتبر زيارة أمير قطر للعاصمة العراقية الثانية التي يقوم بها للعراق بعد زيارته لها، للمشاركة في أعمال "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" الذي عقد في أغسطس عام 2021، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وجاءت الزيارة بعد أيام من الاحتفال بمناسبة البدء في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع شبكة كهرباء العراق والذي يموله صندوق قطر للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
والمقرر الانتهاء من تنفيذه في أواخر العام 2024، وهو الأول من نوعه الذي يجري تنفيذه خارج المنظومة الكهربائية لدول مجلس التعاون، حيث سيعمل على تلبية جزء من الطلب على الطاقة الكهربائية في جنوب العراق، بحسب وكالة "قنا".
وفي مجال الطاقة، وافقت شركة "قطر للطاقة" في أبريل الماضي على المشاركة بحصة تبلغ 25% في مشروع نمو الغاز المتكامل (GGIP) بالتعاون مع مجموعة "توتال انرجي" الفرنسية.
ويهدف المشروع إلى تطوير الاستثمار في موارد العراق من الغاز وتحسين التغذية الكهربائية، فيما دخلت قطر للطاقة في المشروع بدعوة من "توتال انرجي" التي تبلغ حصتها 45%.
وشاركت قطر كذلك نهاية مايو الماضي، إلى جانب العديد من دول المنطقة، في مؤتمر أعلن فيه العراق عن مشروع "طريق التنمية" الضخم والطموح لبناء طريق وسكة حديد لربط الخليج بتركيا.
ولا يزال هذا المشروع الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى.