قال مسؤول عسكري سوداني، الثلاثاء، إن قوات إثيوبية شنت هجوماً، الاثنين، على منطقة داخل الحدود السودانية بولاية القضارف شرق البلاد، ما أسفر عن مصرع خمس نساء، فيما قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن "الحرب ليست من خياراتها".
وأوضح المسؤول السوداني في تصريحات لـ"الشرق"، أن "قوات مسلحة إثيوبية، شنت هجوماً على منطقة اللية بمحلية القرّيشة، داخل الحدود السودانية بعمق خمسة كيلومترات، في أراضي الفشقة (بولاية القضارف)، ما أدى إلى وقوع ضحايا".
وأضاف المسؤول، أن "القوات المسلحة السودانية، تتحرك بمسؤولية داخل حدود أراضيها، وتعمل على تأمين المزارعين السودانيين"، مشدداً على عدم وجود "نيات عدوانية تجاه إثيوبيا".
وبخصوص تنفيذ الجيش الإثيوبي طلعات جوية، استكشافية واستعراضية داخل العمق السوداني، قال المسؤول السوداني، إن "الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية مستقرة نسبياً، وسط حالة من التعبئة والاستنفار المستمرة منذ أسابيع بين الجانبين".
وأكد المسؤول، أن هجوم الاثنين، "شنته قوات إثيوبية تجاه المزارعين العزل، وليس قوات الجيش السوداني".
وشدد على أن القوات المسلحة، "ستظل تدافع وتفرض سيادتها على الأراضي السودانية كافة في منطقة الفشقة، وستعزز ارتكازها وقواتها، لحماية المزارعين المدنيين".
إثيوبيا: الحرب ليست في حساباتنا
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي في مؤتمر صحافي، إن "السودان يواصل نشاطاته غير المشروعة على الحدود الإثيوبية"، وأضاف أن إثيوبيا "كانت في حرب مع قوى خارجية مرات عدة، ولكنها تعرف أن الحرب ليست ذات فائدة".
ولفت مفتي إلى أن أطرافاً عدة لم يُسمها، من مصلحتها جر السودان وإثيوبيا إلى الصراع"، مؤكداً أن بلاده "لا تضع خيار الحرب في حساباتها".
وشدد على أن "شعبي السودان وإثيوبيا لديهما تاريخ طويل من العلاقات، ولا يريدان للحرب أن تتطور". كما دعا البلدين إلى "العمل سوية لحل الخلاف الحدودي بينهما".
وكانت مصادر عسكرية سودانية أكدت لـ"الشرق"، الأسبوع الماضي، أن "الجيش السوداني سيطر على جميع أراضيه في منطقة الفشقة، المتاخمة لمدينة عبد الرافع الإثيوبية الحدودية"، مشيرة إلى أن مدينة عبد الرافع، ذات الأغلبية الأمهرية، "أصبحت شبه خالية من السكان".
وتستمر قوات الجيش السوداني في تكثيف وجودها على طول الشريط الحدودي مع إثيوبيا، إذ يتمركز الجيش في الأراضي التي تمت السيطرة عليها، وهي اللكدي وتومات اللكدي، جبل أبوطيور، جبل طياره، وشرق بركة نورين، شرق ود كولي، أم قزازه خورشين قلع اللبان، ودعروض، بينما ستستمر العمليات العسكرية لحين إتمام السيطرة على الشق السوداني، في منطقة بني شنقول وعبد الرافع.
وشهدت المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان خلال الفترة الماضية، مواجهات بين الجيش السوداني، وجماعات مسلحة إثيوبية، استولت على مناطق تتمسك الخرطوم بسيادتها عليها.
وثارت الخلافات العسكرية بين الطرفين بعد تعرّض عناصر من الجيش السوداني لـ"كمين من القوات والميليشيات الإثيوبية"، أثناء عودتها من "تمشيط المنطقة حول جبل أبوطيور داخل الأراضي السودانية"، ما أسفر عن "خسائر في الأرواح والمعدات".