بايدن يبدأ حملة انتخابات 2024 بالتركيز على الاقتصاد وتجاهل ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تجمع عمالي في بنسلفانيا بالولايات المتحدة. 17 يونيو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تجمع عمالي في بنسلفانيا بالولايات المتحدة. 17 يونيو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

في إطار حملته الانتخابيّة لعام 2024، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، في ولاية بنسلفانيا، باستثمارات إدارته في البنية التحتيّة والتقنيّات المتطوّرة، داعياً إلى ضرائب أكبر على الشركات الكبيرة وأصحاب المليارات، متجاهلاً ذكر خصمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.

وفي مركز المؤتمرات في فيلادلفيا وأمام جمهور من النقابيّين، تحدّث بايدن وسط الهتافات، عن اقتناعه بأنّ "هذا البلد على وشك الإقلاع".

وقال بايدن إنّ "الاستثمارات التي قمنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية، لديها القدرة على تغيير هذا البلد في العقود الخمسة المقبلة"، مشيراً في هذا السياق إلى "قانون الرقائق والعلوم" الذي يُوفّر نحو 53 مليار دولار للإنتاج والبحث في قطاع الشرائح الإلكترونيّة، وإلى "قانون خفض التضخّم" لدعم الاستثمار في الطاقة الخضراء.

وشدّد بايدن خلال مخاطبته الحاضرين، على أنّ فوز الجمهوريين عام 2024 يعني أنهم "سيهاجمون وظائفكم" من خلال التراجع عن إصلاحاته.

وفي ما يتعلّق بالأكثر ثراء، قال إنه "لا مانع من كونهم أصحاب مليارات. عليهم فقط دفع نصيبهم العادل. ببساطة حان الوقت للشركات الكبيرة وفاحشي الثراء ليبدأوا في دفع نصيبهم العادل".

وحذر من أنَّ الجمهوريين سيتراجعون عن السياسات التي قال إنها "أنقذت الاقتصاد الأميركي"، حسبما نقلت عنه وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وقالت الوكالة إن بايدن لم يذكر ترمب خلال التجمع الحاشد الذي حضره، لكنه بدلاً من ذلك، قارن برنامجه مع أجندة منافسه الجمهوري الذي وُجهت إليه اتهامات مرتين، وهو التصرف الذي رأت "بلومبرغ" أنه يشير إلى أنَّ الرئيس الأميركي يريد أن يضع القضايا الاقتصادية، بدلاً من الخلافات القانونية، في قلب حملته من أجل الحصول على ولاية ثانية.

وخلال التجمع، احتفى بايدن بإنجازاته الداخلية، مشيراً إلى أنها قادت النمو الاقتصادي والوظائف والمكاسب للطبقة الوسطى.

كما استشهد بالقوانين التي تم إقرارها خلال أول عامين من توليه منصبه، بما في ذلك حزمة المناخ والصحة والضرائب والتمويل الجديد للبنية التحتية وتصنيع أشباه الموصلات.

قضايا ترمب

وقالت "بلومبرغ"، إنَّ تركيز بايدن على الاقتصاد يهدف إلى مساعدته في تصوير الانتخابات وكأنها خيار بينه وبين الحزب الجمهوري، بينما يتجنب إثارة قضية ترمب الخاصة بالوثائق السرية، وغيرها من الخلافات التي تهيمن على عناوين الأخبار.

وأشارت إلى أنَّ الرئيس الأميركي كان حريصاً خلال التجمع على عدم التعليق على التهم الجنائية الموجهة إلى سلفه، وذلك خوفاً من أن يؤدي الأمر إلى دعم مزاعم الحزب الجمهوري بأنَّ الملاحقة ذات دوافع سياسية، فضلاً عن كونه يواجه أيضاً تحقيقاً فيدرالياً يتعلق بحيازته وثائق سرية.

ووفقاً لشخصين على دراية بخطط حملة بايدن، فإنَّ الرئيس سيفتتح مقر حملته في ويلمنجتون، ديلاوير، هذا الصيف، كما أنه يخطط لعقد المزيد من الفعاليات التي تهدف إلى تشكيل رسالته الاقتصادية.

وكان تجمع السبت فرصة لبايدن، الذي يطلق على نفسه "أكثر رئيس مؤيد للنقابات في تاريخ الولايات المتحدة"، لتحفيز ناخبي الطبقة العاملة الذين ساعدوه في فوزه في 2020، ومواجهة مخاوف الديمقراطيين بشأن الحماس الضعيف للرئيس الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية في سن الـ 80.

ويقول سيث هاريس، وهو كبير مستشاري بايدن لشؤون العمل السابق في البيت الأبيض، إنَّ رسالة الرئيس يمكن أن تلقى صدى أيضاً لدى الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي، والذين لا ينتمون إلى نقابات، مضيفاً أنه "يحاول أيضاً زيادة أعداد ناخبيه بين أعضاء النقابات".

ومع حل أزمة سقف الديون، فإن بايدن يعمل الآن على تكثيف أنشطته السياسية، والتي كان يتم إجراؤها في الغالب خلف الكواليس منذ إعلانه رغبته في خوض الانتخابات في أبريل الماضي، إذ يقول مستشاروه إنه لا ينوي تنظيم التجمعات بشكل متكرر هذا العام، لكنه بدلاً من ذلك سيركز هو وفريقه على جمع التبرعات.

استراتيجية لجمع التبرعات

وجمع بايدن أموالاً لحملته في جرينتش، كونيتيكت الجمعة الماضي، في فعالية استضافها ستيفن ماندل وزوجته سو، من شركة Lone Pine Capital LLC، حيث تراوحت التذاكر من 50 ألف دولار إلى 100 ألف دولار.

ومثلت هذه الفعالية بداية لحملة جمع التبرعات التي انطلقت هذا الشهر في نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو وضواحي ماريلاند.

ووفقاً لما ذكره شخصان مطلعان للوكالة، لم تكشف عن هويتهما، فإن جهود بايدن باتت تجلب أموالاً طائلة للحملة، إذ قالا إنه يتبع استراتيجية مشابهة لإحدى الاستراتيجيات التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما بعد إطلاقه حملة إعادة انتخابه، والتي تمثلت في جمع الأموال من المساهمين الديمقراطيين الأكثر ولاءً في وقت مبكر.

وتخطط مديرة حملة بايدن جولي شافيز رودريجيز ونائبها كوينتين فولكس والمدير التنفيذي لشركة DNC سام كورنال، لزيارة 6 مدن هذا الصيف للقاء المانحين والمسؤولين المحليين وقادة المجتمع، لدعم حملة بايدن والحصول على دعم لاستراتيجيتهم، بحسب مسؤول في الحملة.

ووفقاً لآخر استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" بالاشتراك مع "يو جوف"، فإن ما يقرب من ستة من كل 10 أميركيين لا يوافقون على أداء بايدن، وثلثهم فقط يقولون إنه يجب أن يسعى لإعادة انتخابه، كما أنه حظي بتأييد ثلثي الأميركيين من أصل إفريقي، رغم تأييد ما يقرب من 90% منهم له في عام 2020، وبلغت نسبة رفضه بين الأميركيين من أصل لاتيني 59%. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات