رغم تحذير الصين.. تايوان تضغط على أوروبا لتعزيز العلاقات

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة التايوانية تايبيه- 26 مارس 2023 - REUTERS
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة التايوانية تايبيه- 26 مارس 2023 - REUTERS
تايبيه/ دبي -رويترزالشرق

قال وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، خلال زيارة لأوروبا قبل أيام، إن على الدول الأوروبية تعزيز العلاقات مع تايوان، "إذا كانت ترغب في استمرار الاستثمار التايواني في إنتاج أشباه الموصلات".

ويتعين أن توافق الحكومة التايوانية على الاستثمارات الخارجية التي تقوم بها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، وعلى الخطط الرامية لإنشاء مصنع في ألمانيا.

وأوضح وو، أن الحكومة لن تضع شروطاً على الاستثمارات من قبل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، وأن الأمر متروك للشركة لتحديد ما إذا كان المشروع سيدر ربحاً.

وقال وو، إن تايوان لن تمنع الاستثمار في أوروبا، "لكن على الدولة التي تحتاج إلى المساعدة التايوانية أن تنظر للعلاقات مع تايوان بمنظور أوسع نطاقاً".

الصين تحذر

وتعارض الصين إقامة أي دولة لعلاقات رسمية مع تايوان، إذ تقول بكين إن تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي، جزء من أراضيها ولن تتخلى أبداً عن استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها.

وطلب الوزير التايواني عدم الكشف عن البلد الأوروبي الذي زاره نظراً لحساسية رحلته. وليس لتايوان علاقات دبلوماسية رسمية مع أي دولة أوروبية باستثناء الفاتيكان.

وحذرت الصين، أوروبا، من العلاقات الرسمية مع تايوان قبل زيارة وو. وتستنكر بكين باستمرار أي شكل من أشكال التواصل بين المسؤولين التايوانيين والأجانب، وتعده تشجيعاً على الاعتراف الدولي بوضع تايوان كدولة منفصلة عن الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، "نحض الجانب الأوروبي على فهم جوهر قضية تايوان والحفاظ على الالتزامات الرسمية تجاه الصين بخصوص مبدأ (صين واحدة)، ونحثه على عدم دعم قوات استقلال تايوان، وعدم إجراء محادثات رسمية مع تايوان تحت أي مسمى".

وزار وو بالفعل جمهورية التشيك طبقا لما ذكرته مصادر لوكالة "رويترز"، كما سافر أيضاً إلى بروكسل حيث يوجد مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال وو إن قادة الاتحاد الأوروبي أصبحوا أكثر وضوحاً عن ذي قبل في دعوتهم إلى السلام في مضيق تايوان، الامتداد المائي بين الصين وتايوان، والحفاظ على الوضع الراهن.

وأضاف أنه يجب على التكتل الأوروبي، أن يدرس المزيد من التعاون مع تايوان مثل اتفاقية الاستثمار الثنائية.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج تايوان على قائمة شركائه المحتملين في اتفاقية الاستثمار الثنائية لكنه لم يجر محادثات مع تايوان بشأن هذه المسألة منذ ذلك الحين.

مصنع في ألمانيا

يأتي ذلك فيما تجري شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC محادثات مع الحكومة الألمانية لبناء منشآت تصنيع جديدة في ألمانيا.

وتستمر المحادثات منذ 2021، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي وآخرون لزيادة الإنتاج المحلي من الرقائق لتخفيف اضطرابات سلاسل التوريد في المستقبل. ويتمثل أحد أهداف الاتحاد في أن يشارك بنحو 20% من إنتاج الرقائق عالمياً بحلول 2030.

وبدأت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، التي يتمركز معظم مواقع إنتاجها في تايوان، التنويع على مدار 2020 للمساعدة على تلبية الطلب في مختلف الدول الكبرى التي تسعى لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات المحلي بعيداً عن مخاوف الأمن القومي والاكتفاء الذاتي.

وللتخفيف من هذه المخاوف، تعمل الشركة على بناء منشآت جديدة في اليابان والولايات المتحدة، فيما تواصل دارسة إقامة منشأة إضافية في ألمانيا.

وفي نوفمبر الماضي، وضعت الشركة حجر الأساس لإقامة مصنع ثانٍ في الولايات المتحدة بجوار مجمع تقوم بتشييده تبلغ تكلفته 12 مليار دولار، وهو توسّع كبير من شأنه أن يعزز الجهود الأميركية لإعادة صناعة الرقائق المتقدمة إلى البلاد، حال المضي فيها قُدماً.

وتعد صناعة الرقائق في صلب المخاوف من تحول تايوان من جبهة حرب باردة  بين الصين والدول الغربية، إلى حرب تحاول من خلالها الصين إخضاع تايوان بالقوة.

وقد يؤدي اندلاع صراع مباشر بين القوى العظمى إلى مخاطر اقتصادية، لأن تايوان موطن لشركة  (TSMC)، الأكبر عالمياً في صناعة الرقائق، ما يجعلها مهمة للغاية لكافة أنواع سلاسل التوريد العالمية، وحتى في حالة التصعيد دون اندلاع حرب، مثل محاصرة الصين للجزيرة، قد يكون لذلك الإجراء تداعيات واسعة وممتدة، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات