يعيش الحزب الجمهوري الأميركي انقساماً جديداً، بعدما قررت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إجبار المتنافسين في الانتخابات التمهيدية على توقيع تعهد بدعم "المرشح النهائي" للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في نوفمبر 2024.
وبموجب القرار الجديد، الذي أعلنته اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ضمن إجراءات توجيهية، فإنه التعهد يلزم المرشحين الخاسرين في الانتخابات التمهيدية على دعم المرشح الفائز بترشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
وينطبق هذا الأمر كذلك على المرشح الأوفر حظاً للفوز الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي كان هدد في وقت سابق بأنه قد يترشح كمستقل، في حال فشله في الفوز بترشيح الحزب، في ظل مخاوف من تعرض حملته لانتكاسة جراء القضايا المرفوعة ضده.
"فكرة عبثية"
واعتبر مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، كريس كريستي، أن مطالبة اللجنة الوطنية للحزب للمرشحين بدعم المرشح النهائي للحزب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 "فكرة عبثية"، ما فاقم موجة الانتقادات التي أعقبت الاتهامات الموجهة إلى دونالد ترمب.
وقال الحاكم السابق لنيو جيرسي عبر برنامج Face the Nation، الذي تبثه شبكة CBS، الأحد: "إنها فقط حقبة دونالد ترمب التي تريد فيها أن يوقع شخص ما على شيء ما على سبيل التعهد"، واصفاً الأمر بأنه "فكرة سيئة".
ووفق "بلومبرغ" تعتزم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مطالبة مرشحي الرئاسة بالتعهد بدعم مرشح الحزب بشكل مسبق، أياً كان اسمه، "إذا أرادوا اعتلاء منصة المناظرات".
وبحسب الإجراءات التوجيهية التي أصدرتها اللجنة، فإن أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين، ستجري في 23 أغسطس المقبل في ولاية ويسكونسن، شرط ضمان حصولهم على حد أدنى لا يقل عن 15% من الاستطلاعات، وعلى توقيعات وتبرعات من 40 ألف ناخب في 20 ولاية على الأقل.
تفاقم مشكلات ترمب تتفاقم
وفي غضون ذلك تتفاقم مشكلات دونالد ترمب القانونية بعد أن أصبح أول رئيس أميركي سابق يواجه اتهامات فيدرالية، حتى في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الجمهوريين لا يزالون يفضلونه على المرشحين الآخرين.
وأجج كريستي، الذي ساند ترمب في 2016، حملته الانتخابية لعام 2024 بانتقاد الرئيس السابق. وبرغم ما يطالب به التعهد، قال الحاكم السابق لولاية نيو جيرسي، إنه يخطط لخوض المناظرة هذا العام في محاولة لمنع ترمب من تولي منصب رئيس الولايات المتحدة.
ودعا حاكم ولاية أركنساس السابق، آسا هاتشينسون، اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، إلى التراجع عن التعهد لـ "مرشح أدين بالتجسس أو بارتكاب جناية خطيرة".
وأفادت مجلة "بوليتيكو" أن فريق حملة هاتشينسون الرئاسية لعام 2024، رفض هذه الفكرة في اجتماعه مع مسؤولي اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
وقال هاتشينسون، الأحد، عبر برنامج This Week، في قناة ABC، إن الناخبين بشكل عام لن يدعموا مرشحاً "يواجه لائحة اتهام، ومن المحتمل إدانته في ذلك الوقت" في انتخابات رئاسية، في إشارة إلى ترمب الذي يواجه اتهامات جنائية في قضايا عدة.
وأضاف: "ولكننا سوف نعتلي منصة المناظرة، ولن يكون دونالد ترمب مرشح الحزب"، معرباً عن يقينه من أن "هذه هي الطريقة التي سيرى من خلالها المشاركون في المناظرة الأمر".
"إجراءات شفافة"
ومن المقرر أن تنطلق أول مناظرة أولية رئاسية للحزب الجمهوري في 23 أغسطس في ميلوكي.
وبموجب القواعد التي أعلنتها اللجنة الوطنية في 2 يونيو الجاري، تتضمن معايير المشاركة "توقيع تعهد بالموافقة على دعم المرشح النهائي للحزب".
وقالت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رونا ماكدانيل، في بيان في ذلك الوقت، إن "اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ملتزمة بوضع إجراءات أولية عادلة وحيادية وشفافة، وستضع معايير التأهيل المنصوص عليها حزبنا والمرشح النهائي في أفضل موضع لاستعادة البيت الأبيض بحلول نوفمبر 2024".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن مشكلات ترمب القانونية لم تردع مؤيديه، إذ قال نحو ثلث الأميركيين، إنه "ما كان يجب أن توجه وزارة العدل اتهامات إلى ترمب"، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته شبكة ABC News وIpsos مؤخراً.
كما اعتبر معظم الجمهوريين، أن لائحة اتهام ترمب في قضية الوثائق السرية، "مدفوعة سياسياً" حسبما أورد استطلاع CBS News وYouGov.
اقرأ أيضاً: