"درع السماء" مبادرة ألمانية لبناء نظام دفاع جوي أوروبي تتحداها فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرحب بالمستشار الألماني أولاف شولتز في اجتماع بقصر الإليزيه في باريس. 8 فبراير 2023 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرحب بالمستشار الألماني أولاف شولتز في اجتماع بقصر الإليزيه في باريس. 8 فبراير 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

تتحدى فرنسا خطة ألمانية طويلة الأمد تحمل يحمل اسم Sky Shield (درع السماء)، وتهدف لبناء نظام دفاع جوي أوروبي، وذلك في مؤشر جديد على تفاقم الانقسام الأوروبي بشأن طريقة مواجهة التهديد الروسي.

وأفادت "فاينانشيال تايمز"، الاثنين، بأن الخلاف بين باريس وبرلين سيلقي بظلاله على مؤتمر معني باستراتيجيات الدفاع الجوي، يُعقد، الاثنين، في باريس، ويهدف جزئياً إلى استعادة الزخم من مبادرة "درع السماء" المدعومة من ألمانيا، والتي أصابت المسؤولين الفرنسيين بصدمة العام الماضي.

ووصف مسؤولون فرنسيون المؤتمر، الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش معرض باريس الجوي، بأنه منتدى يهدف إلى إجراء نقاش بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، والمسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والمسؤولين التنفيذيين في الصناعة. 
 
ومع ذلك، تعكس محاولة ماكرون مزيداً من الخلافات الجوهرية بين باريس وبرلين بشأن كيفية التعزيز الفوري للدفاعات العسكرية ضد روسيا، مع تعزيز القاعدة الصناعة الأوروبية في نفس الوقت. 

من يعارض "درع السماء"؟

في أكتوبر الماضي، كشف المستشار الألماني، أولاف شولتز، عن مبادرة "درع السماء"، والتي تهدف إلى بناء منظومة دفاع جوي وصاروخي في أوروبا عن طريق شراء معدات بشكل مشترك. ووافقت 17 دولة على المبادرة منذ ذلك الحين، من بينها بريطانيا، ودول البلطيق، والسويد، وفنلندا
 
وكان الغزو الروسي لأوكرانيا واستخدام روسيا المكثف للذخائر والصواريخ لشن هجمات جوية، بمثابة جرس إنذار لأوروبا بشأن عدم إهمال دفاعاتها الجوية. 
 
ولكن دولاً رئيسية مثل فرنسا، وإيطاليا، وبولندا ظلت خارج المشهد، ما يعكس تحديات التغلب على المصالح الصناعية الوطنية، حتى مع زيادة الميزانيات العسكرية في جميع أنحاء أوروبا. 




 وتفاجأت باريس، بشكل خاص، بالإعلان عن مبادرة "درع السماء"، وأرجأت قمة فرنسية ألمانية تعبيراً عن غضبها، بحسب الصحيفة.

وعلى الرغم من تجنب المسؤولين الفرنسيين والألمان توجيه انتقادات علنية لخطط بعضهم البعض، تظهر الخلافات بوضوح خلف الكواليس. وكانت ألمانيا تخطط لإرسال مسؤول كبير بدلاً من وزير الدفاع، بوريس بيستوريوس، ولكنها تراجعت عن ذلك نهاية الأسبوع الماضي. 

ماذا تقترح فرنسا؟

 ووجه ماكرون انتقادات غير مباشرة لمبادرة "درع السماء" بسبب اعتمادها الكبير على منظومات أسلحة مصنعة خارج أوروبا، مع عدم التفكير بشكل كاف في أفضل طريقة لردع روسيا، بما في ذلك عن طريق امتلاك قدرات صاروخية بعيدة المدى. 
 
وقال ماكرون في خطاب ألقاه مؤخراً إن الدفاع الجوي يُعد قضية استراتيجية في المقام الأول، قبل أن يكون قضية صناعية، ولكنه يجب أن يقوم على تحقيق التوازن بين المهام الهجومية والدفاعية. 
 
وأضاف ماكرون: "عندما أرى بعض الدول تزيد من إنفاقها الدفاعي لشراء أنظمة غير أوروبية بكثافة، لا أقول لهم سوى: أنتم تجهزون مشكلات الغد". 



كيف ردت ألمانيا؟

وفي برلين، يرى مسؤولون إن الانتقادات الفرنسية لا تستند إلى أساس، ويقولون إن الحاجة الملحة لسد الثغرات في الدفاعات الجوية تعني أن شراء الأنظمة الجاهزة يُعد أفضل من عمليات تطوير الأسلحة الجديدة، والتي غالباً تكون مكلفة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً. 
 
وفي خطاب نوايا أُرسل إلى الناتو العام الماضي، وافقت الدول المشاركة في "درع السماء" على إيجاد "حلول عملية" لتحقيق تقدم سريع في تطوير الدفاعات الجوية. 
 
وعلى الرغم من أن الدول المشاركة في المبادرة تتخذ قرارات الشراء بشكل خاص، قالت ألمانيا إنها تخطط لشراء منظومة "إيريس-تي" من شركة "ديل دفنس" المحلية للحماية من الصواريخ متوسطة المدى، ومنظومة "باترويت" من شركة "رايثيون" الأميركية للحماية من الصواريخ طويلة المدى، ومنظومة Arrow 3 من إسرائيل للحماية من الصواريخ بعيدة المدى. 




 
ووافق البرلمان الألماني، الأسبوع الماضي، على عمليات الشراء الأولى، والتي شملت ستة وحدات "إيريس-تي" مقابل 900 مليون يورو، وتسليم الدفعة الأولى من قيمة صفقة شراء صواريخ  Arrow 3،  والتي تبلغ 4.3 مليار دولار. 

خلافات بشأن منظومة "سامب-تي"

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن استبعاد منظومة الدفاع الصاروخي "سامب-تي" الفرنسية الإيطالية، التي تطورها شركتا "إم بي دي إيه" و"تاليس" الفرنسيتان، كانت قضية خلافية في باريس. 
 
وقال شاهين فالي، وهو مستشار سابق لماكرون ويعمل حالياً في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، للصحيفة، إن فرنسا تشعر بالغضب تجاه مبادرة "درع السماء" لأنها تعتمد اعتماداً كبيراً على التكنولوجيا الأميركية والإسرائيلية، في الوقت الذي تتوافر فيه بدائل أوروبية، وأن المشروع يستثني جنوب أوروبا. 
 
ونفى مسؤول فرنسي أن يكون الرفض الفرنسي للمبادرة مدفوعاً بمخاوف تنافسية، مؤكداً أن المؤتمر لم يهدف إلى تقويض "درع السماء"، ولكن إلى إجراء نقاش ضروري بشأن الاستراتيجية الأوسع نطاقاً التي تتعلق بكيفية حماية الأجواء الأوروبية. 
 
وحذر مسؤول فرنسي آخر، من أن يؤدي إنفاق المليارات على أنظمة الدفاع الجوي، إلى إثارة سباق تسلح جديد مع موسكو، بحسب الصحيفة. 
 
ويُتوقع أن يحضر المؤتمر نحو 20 وزيراً، إلى جانب ممثلين من الناتو والولايات المتحدة. ولا يُتوقع التوصل إلى اتفاقات محددة خلال المؤتمر، ولكن من المتوقع أن يلقي ماكرون خطاباً في نهاية المؤتمر، وربما تعقد باريس فعاليات مماثلة في المستقبل. 







اقرأ أيضاً:

تصنيفات