بلينكن: يجب إغلاق ملف المنطاد الصيني.. وزيارة واحدة لن توقف تدهور العلاقات

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تتصدر الصحف الصينية، بكين. 20 يونيو 2023 - The Yomiuri Shimbun via AFP
صورة لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تتصدر الصحف الصينية، بكين. 20 يونيو 2023 - The Yomiuri Shimbun via AFP
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن زيارته إلى بكين تمثل "انطلاقة هامة" نحو تحقيق الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مؤكداً أن الدولتين يجب أن تتجاوزا حادث "منطاد التجسس الصيني"، والذي تسبب رصده فوق الأراضي الأميركية فبراير الماضي، في تأجيل زيارته لبكين.

وقال بلينكن في مقابلة مع شبكة "NBC News" الأميركية قبيل مغادرته بكين: "يجب إغلاق هذا الملف".

ووصل بلينكن إلى بكين الأحد، في أول زيارة لوزير خارجية أميركي منذ 2018،  حيث اجتمع على مدار يومين مع الرئيس الصيني شي جين بينج، ومسؤولين صينيين بارزين، في محاولة لوقف تدهور العلاقات وإبقاء خطط التواصل مفتوحة بين البلدين.

وشدد بلينكن في المقابلة، على أن زيارة واحدة لن تؤدي إلى وقف التدهور المستمر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، "حتى وإن كانت مكثفة ومثمرة في بعض النواحي"، مضيفاً: "لكنها بداية جيدة، وأعتقد أنها بداية هامة".

وخفض مسؤولون أميركيون سقف التوقعات بشأن زيارة بلينكن، واستبعدوا حدوث أي انفراجة في العلاقات. وحتى بعد الزيارة، لم تبدأ الدولتان فتح قنوات الاتصال العسكرية التي أوقفتها الصين العام الماضي، احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.

وقال بلينكن إنه من الضروري إعادة فتح قنوات الاتصال، وأشار إلى المواجهات الأخيرة بين سفن ومقاتلات أميركية وصينية والتي حدثت في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وقالت الولايات المتحدة إنها "خطيرة" وحذرت من مغبة الحسابات الخاطئة نتيجة انقطاع الاتصالات العسكرية.

وحذّر وزير الخارجية من أن هذه المواجهات تشكل "أسرع طريق إلى حدوث صراع غير مقصود"، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية لن تتجاهل استعادة قنوات الاتصال مع الصين.

وفي فبراير الماضي، تأجلت زيارة بلينكن إلى الصين، وهي أول زيارة لوزير خارجية أميركي إلى بكين منذ عام 2018، بعد اكتشاف ما يشتبه بأنه "منطاد تجسس" صيني فوق الأراضي الأميركية. 

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الشهر الماضي إن الاتفاق الذي أبرمه مع الرئيس الصيني في نوفمبر الماضي في بالي، لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة تعرقل بسبب "هذا المنطاد السخيف".

"فعلنا ما كان يتوجب فعله"

وقال بلينكن إن إدارة بايدن، التي أمرت بإسقاط المنطاد قبالة سواحل ولاية كارولينا الجنوبية، اتخذت التدابير اللازمة في ذلك الوقت لحماية المصالح الأميركية، وأوضحت مخاوفها لبكين، التي أكدت أن المنطاد كان مدنياً وانحرف عن مساره.

وأضاف: "لقد قلنا ما كان يتوجب علينا قوله، وأوضحنا ما كان يتوجب علينا توضيحه بشأن عدم حدوث ذلك مجدداً. وطالما لم يتكرر ذلك، يجب إغلاق هذا الملف"، مؤكداً أن الولايات المتحدة " تتوخى الحذر الشديد بهذا الشأن، وستواصل الحذر".

ولم يُعلن بعد عن نتائج تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن المنطاد. وكانت هناك مخاوف الأسبوع الماضي من أن تتأجل زيارة بلينكن مجدداً في آخر لحظة، بعد أن زعم مسؤولون أميركيون أن الصين تمتلك محطة تجسس في كوبا، الأمر الذي نفاه مسؤولون صينيون وكوبيون.

وقال بلينكن إنه أثار هذه القضية مراراً مع نظرائه الصينيين. وأضاف: "بالطبع، هذا ليس أمراً جديداً. هذا الأمر يحدث منذ سنوات ونتخذ إجراءات بشأنه منذ بضع سنوات".

انتقادات جمهورية

ورفض بلينكن الانتقادات التي تتهم إدارة بايدن بالتقليل من شأن مزاعم التجسس، وتأخير فرض عقوبات اقتصادية ضد الصين، لإعادة إحياء العلاقات بين البلدين.

ومضى الوزير الأميركي قائلاً: "نحن لن نتساهل، وبالطبع لم أتساهل مع نظرائنا الصينيين. أعتقد أنه إذا نظرنا إلى الإجراءات التي اتخذناها، فمن الصعب إثبات ذلك. وفي الواقع، إذا استمعنا إلى نظرائنا الصينيين، سنجد أنهم يقولون عكس ذلك تماماً، ويشكون من الإجراءات العديدة التي اتخذناها بسبب أهميتها لتعزيز مصلحتنا الوطنية".

وفي واشنطن، أعرب جمهوريون في الكونجرس عن معارضتهم لزيارة بلينكن إلى الصين، وقالوا إن البيت الأبيض يجب أن يتخذ موقفاً أكثر تشدداً مع بكين؛ لكن بلينكن وصف عدم التعامل مع الصين بأنه أمر "غير مسؤول تماماً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات