نظام "ثاد" الصاروخي الأميركي يفاقم التوتر بين سول وبكين

time reading iconدقائق القراءة - 4
نظام "ثاد" التابع للجيش الأميركي في قاعدة أندرسن الجوية جوام، الولايات المتحدة. 26 أكتوبر 2017 - REUTERS
نظام "ثاد" التابع للجيش الأميركي في قاعدة أندرسن الجوية جوام، الولايات المتحدة. 26 أكتوبر 2017 - REUTERS
دبي-الشرق

فاقم التقارب الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في الأشهر الأخيرة من توتر العلاقات بين سول وبكين لكن العلاقات ازدادت تعقيداً مع تحرك كوريا الجنوبية نحو التشغيل الكامل لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي "ثاد".

وأصدرت وزارتا الدفاع والبيئة في كوريا الجنوبية بياناً الأربعاء، أعلنتا فيه عن الانتهاء من تقييم الأثر البيئي في موقع نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" الواقع في منطقة ريفية وسط البلاد.

ولفتت صحيفة "نيكاي آسيا" اليابانية إلى أن أحد أهداف التقييم البيئي هو قياس الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من رادار نظام "ثاد"، لتحديد ما إذا كانت تشكل أي مخاطر على السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من القاعدة. 

وجاء في البيان أن مسؤولي الوزارة عملوا مع خبراء لتحليل البيانات التي تم جمعها من الموقع وتوصلوا إلى أن الرادار "لا يشكل مخاطر صحية ملحوظة"، ومع اكتمال التقييم، تقول السلطات إنها ستعمل الآن مع الجيش الأميركي لضمان استمرار العمليات في الموقع.

ويرى خبراء أن حكومة كوريا الجنوبية ستسعى إلى الحد من أي تداعيات ناتجة عن ميل إدارة الرئيس يون سوك يول نحو الولايات المتحدة واليابان، لافتين إلى أن بعض الخلافات ستكون موجودة، ولكن طالما أن يون "لا يفعل أي شيء يتعلق بالمصالح الحيوية للصين" مثل مضيق تايوان، فإن بكين ستتقبل تدريجياً الموقف الجديد لحكومة كوريا الجنوبية.

موقف الصين

ويعد نظام "ثاد" أيضاً قضية خلافية محلياً، إذ أثار احتجاج السكان المحليين الذين جادلوا بأنه سيضر بالبيئة في المناطق الزراعية المحيطة بالموقع. واستمرت المظاهرات لسنوات، حاول السكان المحليون والنشطاء خلالها عرقلة تحركات الجنود والمعدات من وإلى الموقع.

وكانت الصين وهي أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، من أشد المنتقدين لقرار نشر نظام "ثاد"، مدعية أن رادار النظام يمكن استخدامه للتعمق في الأراضي الصينية وجمع البيانات الاستخباراتية. 

كما نددت بكين بقرار سول نشر النظام بالتعاون مع الولايات المتحدة، لأنه يشير إلى "انحياز" لواشنطن في منافسة القوتين العظميين على التفوق العسكري في آسيا.

ويشعر بعض المراقبين بالقلق من إعادة تجربة عام 2017، عندما نشرت كوريا الجنوبية لأول مرة نظام "ثاد"، ما أدى إلى وقف بعض أشكال التبادلات الاقتصادية، حيث حظرت الصين بشكل غير رسمي الجولات الفنية إلى كوريا الجنوبية ومنعت الفنانين الكوريين الجنوبيين من إقامة نشاطات في البلاد. 

يأتي ذلك في وقت، تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى السفير الصيني في سول، بعد أن انتقده رئيس كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، لعدم التزامه "الاحترام المتبادل" في تصريحات أدلى بها بشأن علاقة سول مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين.

وأثار السفير شينج هايمينج، جدلاً،  عندما حذر، في تصريحات خلال اجتماع مع أحد السياسيين المعارضين في كوريا الجنوبية، سول، من أنها ربما تتخذ "رهانات خاطئة" فيما يتعلق بالتنافس بين الصين والولايات المتحدة، وحضها على عدم "الانفصال" عن بكين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات