حثت روسيا أذربيجان الجمعة، على فتح ممر لاتشين بالكامل وهو الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بمنطقة ناجورنو قره باغ التي يعيش فيها أكثر من 100 ألف أرمني يشكل لهم خطاً رئيسياً في الإمدادات الحيوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان الجمعة: "إن أذربيجان أغلقت مدخل الممر في خطوة اعتبرتها فاقمت التوترات" في وقت تحاول فيه أذربيجان وأرمينيا الاتفاق على معاهدة سلام.
وجاء في تقارير صحافية أن الممر أغلق تماماً بعد 15 يونيو، حين أطلقت أعيرة نارية في حادث قالت فيه الدولتان الواقعتان في جنوب القوقاز في بيانين منفصلين "إن أذربيجانياً واحداً وفرداً من حرس الحدود الأرميني أُصيبا".
وذكرت زاخاروفا أن "هذه الخطوات تؤدي إلى تفاقم التوتر، ولا تساعد في الحفاظ على أجواء طبيعية حول العملية الجارية لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا بمساعدة روسية، وندعو باكو إلى فتح ممر لاتشين بالكامل".
ونفت باكو فرض حصار، لكنها أشارت إلى أنها اتخذت ما أسمته "إجراءات ترتبط بتحقيق في أسباب هذا الاستفزاز، وأيضا لكفالة أمن نقطة التفتيش الحدودية".
إعادة فتح الممر
وكانت واشنطن طالبت باكو بضرورة إعادة فتح ممر "لاتشين" أمام المركبات في أقرب وقت ممكن، مؤكدة تعدها بدعم عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا".
وخلال اجتماع في موسكو، كان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، قد وجه اتهاماً لأذربيجان بالتسبب في أزمة إنسانية بإغلاق الطريق البري الوحيد الرابط بين يريفان وناجورنو قره باغ.
ووصف باشينيان ذلك بأنه "انتهاك مباشر" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، الذي أنهى حرب الأسابيع الستة بين البلدين، ودعا إلى إيفاد بعثة دولية لتقييم الوضع، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
ومنطقة ناجورنو قرة باغ معترف بها دولياً على أنها جزء من أذربيجان، لكن معظم سكانها من أصل أرميني، وخرجت عن سيطرة أذربيجان في حرب دارت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وبعد قتال عنيف ووقف إطلاق نار بوساطة روسية، سيطرت أذربيجان في عام 2020 على المناطق التي كان يسيطر عليها ذوو الأصول الأرمينية في الجيب الجبلي وما حوله، وتضغط باكو الآن لحل إدارة الأرمن وتشكيلاتهم العسكرية ولكي يقبل السكان جوازات سفرها.
وأغلق أذربيجانيون منذ منتصف ديسمبر الماضي، هذا الطريق البري المعروف باسم "ممر لاتشين"، تحت ذريعة أن يريفان كانت "تستخدمه لإرسال أسلحة إلى ناجورنو قره باغ، وهو ما تنفيه أرمينيا".