
قالت صحيفة "ساوث تشاينا مورننج بوست" الصينية، الجمعة، إن نائب رئيس الوزراء الصيني السابق ليو هو، لا يزال يُستشار بانتظام، على الرغم من تقاعده، في القضايا المتعلقة بالولايات المتحدة والتي تشهد العلاقات معها توتراً متصاعداً.
ونقلت الصحيفة الصينية عن 5 مصادر لم تسمهم قولهم إن "ليو، وهو أحد أكثر المقربين من الرئيس شي جين بينج، لا يزال يحضر الاجتماعات الداخلية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية، كما لا يزال مؤثراً بشكل كبير، على الرغم من استقالته رسمياً من جميع المناصب التي كان يشغلها".
وأشار أحد المصادر إلى أن "القيادة الصينية تقدر خبرات ليو تقديراً كبيراً"، وقال آخر: "لقد طُلب منه تقديم آراء بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالسياسات الاقتصادية المحلية، وكيفية التعامل مع الولايات المتحدة في المسائل التجارية والاقتصادية".
وبعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، تشير التوقعات إلى عزم مسؤولين أميركيين آخرين من بينهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، زيارة بكين، وفقاً لمصدر آخر.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إن خبرات ليو الكبيرة يُنظر إليها باعتبارها "قيّمة"، في الوقت الذي تضع فيه بكين استراتيجياتها للتعامل مع الولايات المتحدة، والتي تنطوي على التعامل في بعض المجالات والتنافس في مجالات أخرى.
وترى ليو وان شين، الباحثة البارزة في معهد كيل للاقتصاد العالمي الألماني، أن "الإبقاء على ليو قد يوجه رساله قوية مفادها أن التنمية الاقتصادية لا تزال تمثل أولوية قصوى للحكومة الصينية".
وأضافت: "هذا يتوافق مع المعلومات التي جمعناها من المؤتمر الشعبي الوطني في مارس الماضي"، مشيرةً إلى أنه "نظراً لخبراته وتجاربه، بالإضافة إلى علاقاته واتصالاته مع صناع القرار الرئيسيين في دول أخرى، قد يمثل ليو مصدر قوة للصين لإعادة بناء العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأخرى، ولا سيما الاقتصادات الغربية".
وتولى الخبير الاقتصادي، الذي تلقى تدريبه في جامعة هارفارد، مجموعة كبيرة من المناصب القيادة حتى تقاعده من جميع المناصب الحكومية ومن الحزب.
وبالإضافة إلى استقالته من المناصب خلال المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي، والاجتماعات البرلمانية التي عُقدت في مارس الماضي، تقاعد ليو (71 عاماً) أيضاً من منصبه كمدير للمكتب العام للجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية، حسبما نقلته الصحيفة الصينية عن مصدر.
ومنذ ذلك الحين، يتولى نائب ريس مجلس الوزراء الجديد هي ليفنج، رئاسة اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية.
وبصفته المسؤول عن تنظيم الحوار الاقتصادي الشامل بين الولايات المتحدة والصين، قاد ليو المحادثات التجارية مع واشنطن، ولعب دوراً محورياً في تصميم القطاع التكنولوجي في الصين ووضع الخطط الاقتصادية لكسر القبضة الخانقة على الاقتصاد الصيني، بحسب الصحيفة.
وفي يناير 2020، زار ليو واشنطن ووقع على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد جولات من المفاوضات الصعبة.
وأدى الاتفاق، على الرغم من عدم تنفيذه بالكامل، إلى تهدئة الحرب الاقتصادية بين القوتين لفترة قصيرة، ولا يزال هذا الاتفاق هو الاتفاق الاقتصادي الوحيد الذي يتم توقيعه بين الولايات المتحدة والصين خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي آخر رحلة خارجية له كنائب رئيس للوزراء، في يناير الماضي، التقى ليو مع يلين في زيورخ، وقال مارك فيتسكه، وهو محلل كبير لدى مجموعة "روديوم"، إن ليو "عادة ما يأخذ زمام المبادرة في التعامل مع الأجانب".
وذكر نيل توماس، الباحث في معهد ساسات المجتمع الآسيوي، أن "ليو يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة ويتمتع بخبرة دولية كبيرة"، ووصفه بأنه "نقطة قوة حقيقية للدبلوماسية الصينية"، خاصة عندما ساعد في التفاوض على المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
اقرأ أيضاً: