تصاعدت حدة المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما في العاصمة الخرطوم، الجمعة، وسط دعوات للتظاهر في المناطق الآمنة، فيما قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، إنه طلب مساعدة روسيا لإنهاء الحرب ببلاده.
وقال شهود عيان لـ"الشرق" إن القصف المدفعي تواصل منذ الخميس حتى صباح الجمعة في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم.
وأضاف شهود العيان أن الجيش السوداني عزز من انتشاره في منطقة أم درمان، لافتين إلى أنهم شاهدوا أعداداً من قوات المشاة التابعة للجيش، إلى جانب تحليق كثيف لمروحيات الجيش.
دعوات للتظاهر
ودعا تجمع الصيادلة المهنيين في السودان للتظاهر، الجمعة، للمطالبة بإخراج قوات الدعم السريع من المنازل، مندداً بـ"الانتهاكات التي تمارسها".
كما دعت لجان المقاومة الموقعة على "الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب" لإقامة فعاليات ثورية ووقفات احتجاجية ومخاطبات جماهيرية سلمية بالمناطق والولايات الآمنة.
وقال تجمع الصيادلة في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: "ندعو الجميع إلى رفع اللافتات والهتافات الموحدة والأعلام الوطنية تعبيراً عن وحدة الصف الوطني ضد الجنجويد".
مساعدة روسيا
في روسيا، قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، إن وفد بلاده الذي يزور موسكو طلب، خلال اجتماع الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مساعدة روسيا في إيقاف الحرب بالسودان.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن عقار، الذي يزور روسيا، قوله: "شرحنا للافروف خلفية المشكلة في السودان وناقشنا قضايا ذات علاقات ثنائية بعيداً عن الصراع، ووجدنا استجابة".
وقال عقار إن روسيا إحدى الدول الكبرى التي تقود السياسة الدولية وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية مع السودان.
وأضاف أن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيحضر قمة روسيا-إفريقيا المقرر انعقادها في سان بطرسبرج، في يوليو.
خيبة أمل في العيد
وكان السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة على مناسبة عيد الأضحى حتى يجدوا متنفساً، ولو قصير الأمد، في ظل الحرب الدائرة بين الطرفين، إلا أن أول أيام العيد، الأربعاء، شهد غارات جوية وتبادلاً لإطلاق النار في أم درمان، على الرغم من إعلان كل معسكر على حدة هدنة بمناسبة العيد.
وأفاد شهود، الخميس، بأن "مقاتلات تابعة للجيش تقصف مواقع تابعة للدعم السريع في حي الفتيحاب جنوب أم درمان".
وأودت الحرب بحياة نحو 2800 شخص وتسببت بنزوح أكثر من 2.8 مليون هرباً من الحرب الدائرة بين الطرفين.
ودعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، في خطاب متلفز "جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية".
وكانت وزارة الدفاع قد وجهت دعوة مماثلة الشهر الماضي، لم تلق تجاوباً واسع النطاق.
ويعاني ملايين من سكان الخرطوم العالقين في العاصمة تقنيناً في التغذية بالتيار الكهربائي وبالمياه في أجواء من الحر الشديد.
وأبرم المعسكران المتحاربان أكثر من هدنة بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكن سرعان ما كان يتمّ خرقها.
ويحتاج 25 مليون شخص في السودان لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
ومن بين النازحين لجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً، إذ لا يزال الوضع يزداد سوءاً في إقليم دارفور غرب البلاد.
وباتت مدن بكاملها تحت الحصار، بحسب الأمم المتحدة، وقد أُحرقت أحياء وسويت أرضاً.
وكانت تقارير للأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى أفادت بتعرّض مدنيين للاستهداف والقتل بسبب اتنيتهم على يد قوات الدعم السريع ومليشيات عربية متحالفة معها، الأمر الذي يذكر بما شهده إقليم دارفور من مآس.
اقرأ أيضاً: