ذكرت وكالة "بلومبرغ"، الأحد، أنَّ الليلة الخامسة من الاضطرابات التي تشهدها فرنسا كانت أكثر هدوءاً، مع سعي السلطات لاحتواء الاحتجاجات التي أثارها مصرع فتى من عائلة جزائرية، مشيرة إلى أنه على الرغم من هذا الهدوء النسبي، إلا أنَّ الخسائر الاقتصادية المباشرة تجاوزت 100 مليون يورو، وهي "مستمرة" في الارتفاع.
وقالت الوكالة الأميركية، في تقرير الأحد، إنَّ أعمال الشغب والنهب، التي قورنت بردود الفعل في الولايات المتحدة على وفاة المواطن الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد عام 2020، أصبحت "لحظة حساب" لفرنسا، والتي شهدت احتجاجات متكررة في السنوات الأخيرة بشأن قضايا من بينها إصلاح نظام التقاعد، وارتفاع تكاليف المعيشة.
واعتُقل 719 شخصاً خلال الليل، وسط انتشار مكثف للشرطة في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، مقارنة بأكثر من 1300 شخص أُلقي القبض عليهم في الليلة السابقة، وفقاً للحكومة الفرنسية.
ونشرت السلطات الفرنسية 45 ألف شرطي، في مدن من بينها ليون ومارسيليا، بعد اجتياح الشوارع في وقت سابق، وإشعال الشباب النيران ومهاجمة الضباط، والمباني العامة، والمتاجر.
وكتب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، على "تويتر": " ليلة أكثر هدوءاً". ومع ذلك، تحدثت تقارير عن وقوع اشتباكات في مارسيليا، وهجوم على منزل رئيس بلدية في ضواحي باريس، ما يشير إلى أن الأزمة لم تنته بعد.
وتحقق السلطات الفرنسية في الهجوم، ووصفته بأنه "محاولة قتل". وقال المدعي العام، ستيفان هاردوين، الأحد، إن زوجة رئيس البلدية وطفليه فروا من باب خلفي.
وتشكل الاضطرابات خطراً سياسياً على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ألغى زيارة إلى ألمانيا كان من المفترض أن تبدأ الأحد، ليتمكن من التعامل مع الوضع الداخلي، بحسب "بلومبرغ".
وناشد ماكرون ووزير العدل الفرنسي، إيريك دوبون-موريتي، الآباء ووسائل التواصل الاجتماعي المساعدة في إنهاء العنف.
وقالت "بلومبرغ" إن التكلفة الاقتصادية للاضطرابات تتزايد، مشيرة إلى تصريح وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، السبت، بأن 10 مراكز تسوق، وأكثر من 200 متجر، و250 متجر تبغ، تعرضت للهجوم أو النهب، الجمعة.
وأكد جان لوك شوفين، رئيس غرفة التجارة في إيكس مارسيليا، لإذاعة "فرانس إنفو"، أنَّ "جميع أنواع الأنشطة التجارية استُهدفت"، خاصة المتاجر التي لديها سلع ثمينة.
وأوضح شوفين أن التقديرات الأولية لشركات التأمين تشير إلى أن تكلفة الأضرار تتجاوز 100 مليون يورو، وأن هذا الرقم سيرتفع "بلا شك".
وألغت شركة أزياء "سلين" عرضاً للأزياء الرجالية كان من المقرر إقامته الأحد، في باريس، كما ألغت السلطات فعاليات ثقافية في بعض المناطق لمنع التجمعات العامة، وفقاً للوكالة.
اقرأ أيضاً: