قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن مواطنة إسرائيلية من أصل روسي مفقودة منذ عدة أشهر في العراق، ما زالت محتجزة لدى جماعة كتائب "حزب الله" المقربة من إيران، محملاً بغداد المسؤولية عن سلامتها.
ولفت مكتب نتنياهو في بيان إلى أن "المواطنة إليزابيث تسوركوف صاحبة الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والروسية، ما زالت على قيد الحياة، ونرى العراق مسؤولاً عن مصيرها وسلامتها". وتابع أن الجهات ذات الصلة في إسرائيل تتعامل مع الموقف.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن المواطنة التي تعمل في المجال الأكاديمي، زارت العراق مستخدمة جواز سفرها الروسي، موضحاً أنها ذهبت إلى العراق لأغراض بحثية موفدة عن "جامعة برينستون" في الولايات المتحدة. ولم ترد تفاصيل حتى الآن عن حالتها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول كبير قوله، إن تسوركوف لا تتبع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مؤكداً غياب التواصل بين الحكومة والمواطنة المختطفة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تسوركوف كانت تعمل سابقاً مساعدة لناتان شارانسكي، وهو مؤلف ووزير إسرائيلي سابق من أصل سوفيتي.
وقال شارانسكي لـ"يديعوت أحرونوت" إن تسوركوف اختطفت في أوائل مارس الماضي، أثناء تواجدها في بغداد، مؤكداً إنه قلق على سلامتها، وهو ما أكده مصدر في الاستخبارات العراقية لوكالة "فرانس برس" أيضاً.
ووصلت الباحثة الأكاديمية إلى بغداد "مطلع يناير 2022"، بحسب ما قال دبلوماسي غربي في العراق طالباً عدم ذكر اسمه.
وتعود آخر تغريدة لتسوركوف إلى 21 مارس، وقد شاركت فيها مقالاً أعدّته لـ"معهد نيو لاينز للأبحاث" ومقرّه الولايات المتحدة.
وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، إطار بحثها حول المنطقة، وفقاً للعديد من الصحافيين الذين التقوا بها.
وقال مصدر في الاستخبارات العراقية، إنّ تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة بالعاصمة العراقية.
وحصلت وكالة "فرانس برس" من المصدر نفسه على مقطع فيديو سجّلته كاميرا مراقبة في المقهى تظهر فيه شابة تغادر برفقة رجل.
انتهاكات
وبحسب المصدر، فإنّ المرأة التي ظهرت في التسجيل هي تسوركوف والرجل الذي رافقها هو الخاطف، وهو عنصر في مجموعة عراقية موالية لإيران.
ولم تتمكن وكالة "فرانس برس" من التحقق بشكل مستقل من صحة الفيديو. ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن اختطاف المرأة حتى الآن.
ودُمج العديد من الفصائل الموالية لإيران في قوات الأمن العراقية، لكنّ منتقدين يقولون إن بعض هذه الجماعات لا تزال تنشط من دون محاسبة.
وفي أواخر مايو، قال عضو في الاستخبارات العراقية لوكالة "فرانس برس"، إنّه تلقّى تعليمات من رؤسائه بوقف التحقيق في اختفاء تسوركوف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية لوكالة "فرانس برس"، أواخر أبريل: "للأسف في هذه اللحظة ليس لدى السفارتين الروسيتين في العراق وإيران أيّ معلومات عن مكان إليزابيت تسوركوف". وأضافت أنّها لم تتلقّ أيّ "معلومات عن اختطافها المرجّح في العراق".
وشدد شهود عرفوها على أنها كانت تتنقل بحرية في بغداد.
وكانت الباحثة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى اتصال بالعديد من الصحافيين والباحثين في مختلف أنحاء المنطقة.
وتقول على موقعها الشخصي على الإنترنت، إنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية. وكتبت أنّ أبحاثها تدفعها الرغبة في "فهم ونقل" آراء وخبرات الناس في الشرق الأوسط. كما أرادت "تسليط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها جهات فاعلة قوية، سواء أكانت أنظمة دكتاتورية أو جماعات مسلحة أو دول أجنبية تتدخّل في المنطقة".