ضوء أخضر ياباني لتصريف مياه فوكوشيما.. و"الطاقة الذرية" تقر بخلافات

time reading iconدقائق القراءة - 6
المفاعل النووي رقم (1) بمحطة فوكوشيما اليابانية النووية التي ينتظر تصريف مياهها المشعة بالمحيط قريباً. 31 مايو 2023 - The Yomiuri Shimbun via AFP
المفاعل النووي رقم (1) بمحطة فوكوشيما اليابانية النووية التي ينتظر تصريف مياهها المشعة بالمحيط قريباً. 31 مايو 2023 - The Yomiuri Shimbun via AFP
طوكيو/سول/بكين-الشرقرويترزأ ف ب

منحت اليابان الجمعة، موافقتها على خطة تصريف مياه محطة فوكوشيما المشعة، فيما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي إن هناك مخاوف لدى واحد أو اثنين من فريق الخبراء الدوليين المشارك في تقرير الوكالة الذي يعطي الضوء الأخضر لصرف طوكيو للمياه.

وقدمت هيئة الطاقة الذرية اليابانية تصريحاً لشركة طوكيو للكهرباء، لبدء تصريف أكثر من مليون طن من مياه محطة فوكوشيما المشعة، وقالت إنه تم تقديم الموافقة بعد مراجعة للوكالة الذرية استغرقت عامين، لتعلن موافقتها على خطة الحكومة اليابانية للبدء قريباً بصرف نحو 1,33 مليون طنّ من المياه الملوثة المخزنة، بعد معالجتها وتخفيفها.

ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك أي اختلافات في الرأي بين الخبراء في التقرير، الذي شمل مشاركين من 11 دولة من بينها الصين التي تعد أشد منتقدي خطة اليابان، قال جروسي لرويترز "سمعت أنه يقال... ولكن أقولها مجدداً، ما نشرناه لا تشوبه شائبة من الناحية العلمية".

وفي أول مقابلة معه منذ صدور التقرير الثلاثاء، قال جروسي إن أياً من الخبراء لم يبلغه بمخاوفه بشكل مباشر. ولم يوضح جروسي كيف سمع بالأمر.

خبير صيني

وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية التي تديرها الدولة الخميس، أن ليو سنلين، وهو خبير صيني في مجموعة العمل الفنية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشعر بخيبة أمل إزاء التقرير "المتسرع" وقال إن إسهامات الخبراء فيه محدودة وتُستخدم كمرجع فقط.

ولم يرد ليو على الفور على طلب للتعليق.

وشكلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة فريق العمل في عام 2021 لمراجعة سلامة خطة اليابان لصرف المياه التي تكفي لملء 500 حوض سباحة بحجم أولمبي من المحطة التي دمرتها أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) قبل أكثر من 10 سنوات.

ويضم الفريق أيضاً أعضاءً من الأرجنتين وأستراليا وكندا وفرنسا وجزر مارشال وكوريا الجنوبية وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفيتنام، إضافة إلى الصين.

"ليس مصادقة على خطة طوكيو"

وذكر جروسي أن تقرير الوكالة "لا يرقى إلى مستوى المصادقة على الخطة"، مشيراً إلى أنه يتوجب على طوكيو اتخاذ القرار النهائي بشأن عملية إطلاق المياه المقرر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا الصيف.  

وأردف: "نحن لا نصادق على الخطة أو نوصي بتنفيذها، وإنما قلنا إنها متسقة مع المعايير. لا ننحاز إلى أي جانب. أنا لست في الجانب الياباني أو في الجانب الصيني أو في الجانب الكوري، فالمعايير تنطبق على الجميع على السواء". 

ورفضت بكين تقرير الوكالة، قائلة إنه "لا ينبغي للوكالة الموافقة على خطة تفرض مخاطر على الحياة البحرية وصحة الإنسان"، وذلك رغم تأكيدات اليابان والوكالة أن التأثيرات البيئية لهذه الخطة ستكون "محدودة للغاية". 

رد فعل صيني 

بدورها، أعلنت الصين، الجمعة، عزمها منع استيراد المواد الغذائية من 10 مناطق يابانية، بعد موافقة طوكيو على خطة تصريف مياه محطة فوكوشيما للطاقة في المحيط.

وأكدت سلطات الجمارك الصينية في بيان الجمعة، أنها "ستحظر استيراد المواد الغذائية من عشر محافظات يابانية، بينها فوكوشيما، لأسباب تتعلق بالسلامة وستجري اختبارات إشعاعية صارمة على المواد الغذائية من بقية أنحاء اليابان".

وقالت في بيان إن "الجمارك الصينية ستبقي على مستوى عالٍ من اليقظة"، من دون أن تكشف لائحة المناطق اليابانية التي سيطالها الحظر.

ولفتت إلى أن اليابان "ما زالت تواجه عدداً من المشاكل بشأن شرعية إلقاء المياه في المحيط ومدى صلاحية معدات التنقية واكتمال خطة المراقبة".

بدورها، قالت حكومة كوريا الجنوبية، إنها "تحترم" المراجعة التي أجرتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة لخطة اليابان، واصفة الخطة بأنها "متسقة مع المعايير الدولية".

وأعلنت سول تقييمها، بعد ما منحت الوكالة هذا الأسبوع الضوء الأخضر لخطة اليابان، رغم مخاوف بعض دول الجوار بشأن السلامة ومؤشرات رد الفعل العكسي من قبل المستهلكين.  

وقال بانج مون كيو، وزير مكتب تنسيق السياسات الحكومية، إنه "تأسيساً على مراجعة خطة معالجة المياه الملوثة التي قدمتها اليابان، أكدنا أن تركيز المادة المشعة يلبي معايير التفريغ إلى المحيطات".  

وأضاف أنه "بناء على ذلك، فإن الخطة تلبي المعايير الدولية، بما في ذلك تلك الخاصة بوكالة الطاقة الذرية".

خطة تصريف

وتعتزم الحكومة اليابانية تصريف هذه المياه في المحيط، بعد معالجتها من خلال نظام يزيل العناصر المشعة باستثناء "التريتيوم"، ثم يخفف بالمياه، وتستغرق أعمال إزالة التلوث وتفكيك المحطة عدة عقود.

وتقول اليابان إن المياه سيتم تنقيتها لإزالة معظم العناصر المشعة منها باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء. وسيتم تخفيف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات التريتيوم المعتمدة دولياً قبل صرفها في المحيط.

وكان رئيس الاتحاد التعاوني للصيد في فوكوشيما تيتسو نوزاكي، قال إن الحكومة اليابانية "لم تراعِ مشاعر السكان المعارضين بشدة لهذا المشروع". وأضاف مخاطباً جروسي: "نحن، الصيادون لا يسعنا سوى الرد عاطفياً والتشدد في موقفنا".

ورد جروسي بأن دور الوكالة الدولية ليس "التستر" على أمر "سيء". وأوضح أن ما يجري "ليس استثناء أو خطة غريبة وُضعت لتطبيقها هنا فقط وخداعكم".

وقال إنه لا يملك "عصا سحرية" لتهدئة المخاوف، لكنه أكد أن الوكالة ستفتح مكتباً دائماً لها في موقع فوكوشيما لمراقبة عملية التصريف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات