تعهدت الصين بحماية مستهلكيها بعدما أعلنت اليابان منح الضوء الأخضر لخطة تصريف المياه الملوثة بمحطة فوكوشيما النووية في المحيط، معلنة تمديد الحظر على الواردات الغذائية من 10 مناطق يابانية وتشديد فحص بقية وارداتها، فيما أعلنت كوريا الجنوبية موافقتها على الخطة، معتبرة أنها "تتسق مع المعايير الدولية".
ومنحت اليابان الجمعة، موافقتها على خطة تصريف مياه محطة فوكوشيما المشعة، بعدما أعطى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء، موافقة الوكالة على خطة الحكومة لتصريف المياه من المحطة التي أصابها زلزال مدمر في مارس 2011، في المحيط بعد فحص دام عامين، إلا أن مدير الوكالة رافاييل جروسي أقر الجمعة، بأن هناك مخاوف لدى واحد أو اثنين من فريق الخبراء الدوليين المشارك في تقرير الوكالة.
ويشعر بعض المسؤولين اليابانيين بالقلق من أن الصين، وهي أكبر مشتر لصادرات اليابان من المأكولات البحرية، قد توقف استيراد هذه المأكولات بعد أن تبدأ طوكيو تصريف المياه هذا الصيف.
"تدقيق كامل"
وقالت إدارة الجمارك الصينية إنها ستفحص الشحنات الغذائية من كافة الأقاليم اليابانية الأخرى "بشكل كامل"، بدلاً من مجرد الفحص العشوائي وسط مخاوف من تلوث تلك الواردات الغذائية وفق ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" ومقرها هونج كونج.
وذكرت أن الواردات الغذائية من بقية أجزاء اليابان وخاصة المأكولات البحرية، سوف تخضع لفحص صارم يشمل "100% من الشحنات" ووثائق وشهادات التصديق الخاصة بها.
وأضافت: "الجانب الياباني لا يزال يعاني من العديد من المشاكل المتعلقة بشرعية تفريغ المياه في المحيط، لذلك سنشدد الرقابة بشكل صارم، كما ستخضع المواد الغذائية للفحص بنسبة 100%، وسنستمر في تعزيز عملية الكشف عن المواد المشعة ومراقبتها".
وذكر بيان هيئة الجمارك الصينية: "لم يعكس تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية آراء جميع الخبراء المشاركين في عملية التقييم، كما لم يجمع الخبراء على تأييد استنتاجات الوكالة".
وكانت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية التي تديرها الدولة قد قالت الخميس، إن ليو سنلين، وهو خبير صيني في مجموعة العمل الفنية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشعر بخيبة أمل إزاء التقرير "المتسرع" وقال إن إسهامات الخبراء فيه محدودة وتُستخدم كمرجع فقط.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن تقرير الوكالة الذرية "لا يمكن أن يُعتبر ضوءاً أخضر لخطة صرف المياه"، محذرة من مخاطر غير معروفة على صحة الإنسان.
ويفترض أن يبدأ التخلص من المياه خلال الصيف الجاري، لكن بعض دول المنطقة، بينها الصين، تعارض الخطة، وكذلك عدد من سكان فوكوشيما ولا سيما صيادي السمك الذين يخشون أن يتجنب زبائنهم شراء منتجاتهم.
ووافقت الوكالة على خطة الحكومة اليابانية للتخلص من حوالى 1.33 مليون طن من المياه الملوثة المخزنة في موقع المحطة الذي سيبلغ حده الأقصى قريباً، بإلقائها في المحيط بعد معالجتها وتخفيف كثافتها.
وتقول اليابان إن المياه سيتم تنقيتها لإزالة معظم العناصر المشعة منها باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء. وسيتم تخفيف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات التريتيوم المعتمدة دولياً قبل صرفها في المحيط.
كوريا الجنوبية.. بين مؤيد ومعارض
بدورها، قالت كوريا الجنوبية، الجمعة، إن خطة اليابان تتوافق مع معايير السلامة العالمية، فيما أبدت احترامها لموافقة الوكالة التابعة للأمم المتحدة على الخطة.
وقال بانج مون كيو، وزير مكتب تنسيق السياسات الحكومية، إنه "بناءً على مراجعة لخطة معالجة الملوثة المياه التي قدمتها اليابان، أكدنا أن تركيز المواد المشعة يفي بمعايير تصريف المحيطات، لذلك فإن الخطة تلبي المعايير الدولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف: "تقييم كوريا الجنوبية استند إلى المراجعات المستقلة لليابان والزيارات الميدانية من قبل خبرائها ومراجعة تقرير من قبل الإدارة الدولية للطاقة الذرية، التي قالت إنه سيكون للمياه تأثير إشعاعي ضئيل على الناس والبيئة".
وأردف بانج إن كوريا الجنوبية "تحترم نتائج الوكالة، التي جاءت بناءً على تدقيق ودراسة فريق عمل مؤلف من خبراء من 11 دولة، بما في ذلك، الصين والولايات المتحدة، وبريطانيا وفيتنام".
لكن زعيم الحزب الديمقراطي المعارض لي جاي ميونج، قال على الحكومة الكورية "معارضة الخطة" ورفع القضية إلى المحكمة الدولية لقانون البحار.
وتجمع نحو 1.33 مليون متر مكعب من المياه الجوفية ومياه الأمطار والمياه المستخدمة للتبريد في موقع فوكوشيما، الذي تم تفكيكه بعد انهيار عدد من المفاعلات في أعقاب كارثة 2011.
وكانت المحطة أصيبت بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثاً نووياً في 11 مارس 2011، إذ ستعالج شركة كهرباء اليابان "تيبكو" المشغلة للمحطة، المياه باستخدام نظام لإزالة العناصر المشعة بالكامل تقريباً، باستثناء مادة "التريتيوم" (نظير للهيدروجين)، وتنوي تمديدها قبل صبها في المحيط على مدى عقود.