المرشح الثالث يثير ذعر الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
مبنى الكابيتول الأميركي في العاصمة واشنطن. 30 مايو 2023. - Bloomberg
مبنى الكابيتول الأميركي في العاصمة واشنطن. 30 مايو 2023. - Bloomberg
دبي- الشرق

يسعى ديمقراطيون في الولايات المتحدة إلى تنسيق جهودهم في محاولة لمنع ظهور مرشح ثالث في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما من شأنه أن يقسم أصوات الناخبين الأميركيين، في نظام يهيمن عليه الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويضر بحظوظ إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن لولاية ثانية.

ويخطط مسؤولون من منظمة MoveOn الديمقراطية ومركز أبحاث Third Way الوسطي، لتقديم إفادة إلى كبار الموظفين الديمقراطيين في الكونجرس في 27 يوليو في هذا الشأن، وفق ما علمت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وذكرت المجلة أن الخطوة تأتي كجزء من توعية الديمقراطيين بالمخاطر التي يشكلها مرشح ثالث ممول جيداً من قبل حركة No Labels، على فرص بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً إذا ما سعى عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي "المعتدل" جو مانشين، إلى الترشح للرئاسة بدلاً من السعي إلى إعادة انتخابه في منصبه عن ولاية ويست فيرجينيا.

ومن المقرر أن يحضر الإفادة كلاً من مات بينيت، وهو نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في مركز أبحاث Third Way، ورانا إبتينج المدير التنفيذي لـ"MoveOn"، أمام كبار المساعدين للأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.

ووفقاً لدعوة موجهة للمشاركين، فإن المسؤولين يريدون مشاركة بعض المعلومات عن تحركات منظمة "No Labels"، في هذا الشأن.

وThird Way هو مركز أبحاث تأسس في 2005 ويدعم تطوير سياسات وسطية يسارية، فيما MoveOn هي منظمة سياسية تقدمية بدأت عام 1998 كحركة سياسية، أما No Labels فهي حركة سياسية أميركية تدعم أفكاراً وسطية وسياسات يدعمها الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

إضرار بفرص بايدن

وأظهرت الأبحاث التي أجراها مركز Third Way أن مرشحاً ثالثاً في الانتخابات التي يهيمن عليها تقليدياً الحزبين الديمقراطي والجمهوري، سيضر بفرص بايدن، وهي الحجة التي رفضتها No Labels.

وفيما رفض بينيت التعليق على الاجتماع في الكابيتول في لاحق من الشهر الجاري، أكد أن مركز الأبحاث يعمل لمنع وجود مرشح ثالث "بشكل عاجل".

وقال بينيت في مقابلة مع "بوليتيكو"، إنه "غالباً ما تكون هناك خلافات في الرأي أو الاستراتيجية حين يتعلق الأمر بالتحالف الديمقراطي، لأنه واسع للغاية، ولكن فيما يتعلق بهذا الأمر، فإن هناك إجماعاً، إذ يتفق الكل على أن المضي قدماً في هذا الطريق سيضر بفرص بايدن".

وتابع: "نحتاج إلى أن نوضح لهؤلاء لناس أن ما يبيعونه هو وهم، وليس خيار (توفير خيارات أكثر للناخبين للتصويت)".

مخاوف من قلب ميزان الانتخابات

وذكرت "بوليتيكو" أن التحالف بين الوسطيين والليبراليين في الحزب الديمقراطي لـ"سحق" محاولات وجود مرشح ثالث، تظهر مدى خشية الديمقراطيين من أن مرشحاً ثالثاً قد يقلب موازين الانتخابات المقبلة في صالح دونالد ترمب، أو مرشح جمهوري آخر.

وأشارت إلى أنه إذا كانت نسب التصويت في الانتخابات المقبلة بين المرشحين الرئيسيين قريبة من تلك التي سجلت في انتخابات 2016 و2020، فإن الديمقراطيين يخشون من أن المصوتين الذين يساورهم القلق إزاء فوز ترمب، قد ينشقوا عن معسكر بايدن ويصوتوا للخيار الثالث.

ولفتت إلى أن عدة آلاف من المصوتين للخيار الثالث قد يكونوا حاسمين في المجمع الانتخابي.

وقالت ليز كاتينيو، المتحدثة باسم منظمة MoveOn، إن المنظمة تعمل مع مجموعة واسعة من المنظمات الديمقراطية لمنع No Labels من إطلاق حملة لمرشح ثالث.

وأضافت أن منظمتها "ملتزمة بمحاسبة No Labels، ومنع اليمينيين المتطرفين من العودة إلى البيت الأبيض".

الخيار المستقل

وقال كبير الاستراتيجيين في حركة No Labels، رايان كلانسي، إن الحركة "لن تنحني لأحد"، مضيفاً: "لا يجب أن يفاجئ أحداً أن الناخبين منفتحين على التصويت لمرشح مستقل أكثر من أي وقت مضى. ولهذا السبب تظهر استطلاعات الرأي أن بطاقة ترشح مستقلة هي مسار ممكن للفوز".

وقال جو مانشين إنه "لا ضير كبيراً في التفكير في الترشح كمرشح ثالث"، ولم يرفض استبعاد الفكرة، رغم محاولات زملائه من الديمقراطيين إثناءه.

وقال في مقابلة بهذا الشأن الشهر الماضي، إن الديمقراطيين والجمهوريين "مدفوعون بالمتطرفين"، ويخطبون ود "اليمين المتطرف واليسار المتطرف".

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن تقديم إيجاز للكونجرس بشأن مساع حركة No Labels، خطوة واضحة لحمل الحزب على دعم مساعيها في معارضة حركة No Labels.

خسارة الشيوخ على الطاولة أيضاً

وذكرت "بوليتيكو" أن كل هذه الديناميات قد تحدث الفارق بين أغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ وأقلية بحلول 2025.

ولفتت إلى أنه "إذا ترشح مانشين للبيت الأبيض بدلاً من السعي إلى إعادة الترشح عن ويست فيرجيينا كعضو بمجلس الشيوخ، فقد ينتهي به الأمر وهو يخسر السباقين".

وفي هذه الحالة قد يخسر الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ بأغلبية 51 مقعداً، الأغلبية في المجلس.

وقال كبير موظفي مانشين، إنه إذا سمح جدوله فإنه سيحضر اجتماع السابع والعشرين من يوليو.

ومانشين هو المرشح الذي ترجحه حركة No Labels كمرشح محتمل للبطاقة الثالثة. وتسعى المجموعة إلى الحصول على ميزانية قد تصل إلى 70 مليون دولار لمبادرتها للمرشح الثالث.

وإضافة إلى مانشين هناك حديث سري عن حاكم ماريلاند الجمهوري، لاري هوجان، أو العضوة المستقلة بمجلس الشيوخ كريستن سينما التي انشقت عن الديمقراطيين العام الماضي، كخيار بديل، رغم أن هوجان قال إنه لن يترشح للرئاسة، فيما تبقى سينما بعيدة عن تلك التخمينات.

وقد يؤثر أي من هؤلاء المرشحين على نتيجة المجمع الانتخابي في انتخابات قريبة النتائج كالانتخابات الأميركية.

وفيما يرى كبير مستطلعي الرأي في حركة No Labels أن هناك فرصة كبيرة لبطاقة ثالثة، قبل حتى إعلان الأسماء وأي رؤي مقبلة للمرشح المحتمل، يرى كثيرون أن الحركة تضخم من فرصها بشكل مبالغ فيه.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات