في زيارة قصيرة.. بايدن يسعى إلى إعادة دفء "العلاقة الخاصة" مع بريطانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في البيت الأبيض. 8 يونيو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في البيت الأبيض. 8 يونيو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يصل بريطانيا في زيارة قصيرة، الأحد، إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، ودعم مواقف بلاده إزاء التحديات التي تواجهها المنطقة، بعد أشهر من "الاختلاف" و"الانزعاج" في سياسات البلدين بشأن عدة قضايا أهمها ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وسيجتمع بايدن خلال الزيارة مع رئيس الوزراء ريشي سوناك، ويناقش قضايا تتعلق بتغير المناخ مع الملك تشارلز الثالث، قبل قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المرتقبة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

ويزور بايدن مقر الحكومة البريطانية في "10 داونينج ستريت"، الاثنين، حيث يجتمع مع سوناك، وهو الاجتماع الخامس لهما في 5 أشهر، ويأتي بعد شهر واحد فقط من اتفاقهما في واشنطن على "إعلان الأطلسي" والتعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة والمعادن المهمة.

وقطع سوناك شوطاً في إصلاح العلاقات مع واشنطن بعد فتورها أثناء حكم سلفيه بوريس جونسون وليز ترس بسبب مواقفهما المتشددة حيال العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد خروج لندن من التكتل، وخاصة فيما يتعلق ببروتوكول إيرلندا الشمالية، وكذلك علاقات جونسون الوثيقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

أزمة "بريكست"

وذكرت شبكة CNN الأميركية، الأحد، أن "الصداقة" بين البلدين "كانت تحت الضغط في السنوات الأخيرة"، مشيرةً إلى أن التاريخ الحديث سجل عدة خلافات بين الجانبين منها "الفشل في العراق، وتفضيل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للحلفاء الأوروبيين الآخرين، إضافة إلى اختلاف المسارات الاقتصادية، وتقلبات إدارة ترمب".

واعتبرت الشبكة الأميركية أن الملف الأهم هو "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، لافتةً إلى "اهتمام" الولايات المتحدة "الكبير" بهذا الملف ومدى تأثيره على إيرلندا الشمالية.

وأشارت صحيفة USA TODAY الأميركية، إلى أن البعض في بريطانيا، اعتبر غياب بايدن عن تتويج الملك تشارلز الثالث في مايو الماضي، على أنه "تجاهل"، لافتةً إلى أن الزيارة "ستتيح لبايدن فرصة لتهدئة التوترات"، رغم أن شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، رأت أن عدم حضور بايدن مراسم التتويج "أمراً عادياً" لأن أياً من أسلافه لم يحضروا تتويج ملوك بريطانيا من قبل.

وسبق أن فسر البعض توجه بايدن إلى بلفاست، منتصف أبريل الماضي، لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق "الجمعة العظيمة" الذي ساهم في إقرار السلام بالإقليم البريطاني، واجتماعه القصير مع سوناك وقتذاك، بأنه نوع من "البرود" في العلاقات البريطانية الأميركية الذي لا يريد أي من الطرفين إبرازه أو تضخيمه.

وقالت الخبيرة في تاريخ بريطانيا والأستاذة في الجامعة الأميركية لورا بيرز لـ USA TODAY، إن "زيارة الرئيس الأميركي إلى لندن تنهي الخلاف وتضع حداً للتكهنات التي تشير إلى أن التحالف بين البلدين في خطر".

كما اعتبر عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، جيم هايمز، وهو المعارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن "زيارة بايدن للندن فرصة لإعادة العلاقة الخاصة مع بريطانيا، وإثبات أنها نجت من كل العواصف".

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية لـ CNN، إن "العالم لطالما حدد مكانة بريطانيا من خلال مدى قربها من الولايات المتحدة، فبعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في عهدي بوريس (جونسون) و (ليز) ترس كانت لندن محتاجة للغاية (إلى العلاقة مع واشنطن)"، مضيفاً أن "الوقت ثمين في البيت الأبيض ولم يكن لدينا الوقت لمد الأيادي".

ورغم تسوية سوناك للخلاف مع الاتحاد الأوروبي وتوقيعه لـ"إطار وندسور" مطلع العام الجاري، إلا أن واشنطن لم تبدِ اهتماماً بفتح صفحة التفاوض مع لندن نحو اتفاق للتجارة الحرة، وهو ما تُحمّل المعارضة البريطانية مسؤوليته لحزب المحافظين، وتتهمهم بـ"الكذب" في وعودهم الانتخابية.

وقال مسؤول أميركي كبير لـ CNN، إنه "من خلال وندسور، أظهر لنا سوناك أنه شخص يمكننا التعامل معه".

ويبدو أن الاتفاقات المتفرقة هي السبيل أمام بريطانيا لتعزيز التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، فهي تُجنبها إجراءات حمائية تتبناها إدارة بايدن لدعم الاقتصاد الوطني، وتجنبها أيضاً القبول بشروط واشنطن الصعبة لإطلاق تجارة حرة بين الدولتين، وإحداث تغيرات كبيرة في هيكل الاقتصاد البريطاني.

وأعلن البلدان في يونيو الماضي، شراكة اقتصادية جديدة بين واشنطن ولندن تتضمن تعزيز التعاون في صناعة الدفاع وفي الطاقة النووية المدنية وتوريد المعادن الضرورية في الانتقال على صعيد الطاقة.

انزعاج بريطاني

لكن شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، ذكرت أن مسار تطور علاقات البلدين يبدو أنه لا يعجب القادة السياسيين البريطانيين، حيث أعرب عدد منهم عن "انزعاجه" من أن "الولايات المتحدة تتعامل مع بريطانيا كما تتعامل مع حلفائها الرئيسيين الآخرين في أوروبا، كما أنهم لا يشعرون بوجود أي شيء مميز للندن".

وتطرق الوزير السابق في الحكومة، جاكوب ريس موج، إلى ما وصفه بـ"الحالة المتدهورة للعلاقة الخاصة" مع واشنطن، لافتاً إلى "فشل ترشيح وزير الدفاع البريطاني بن والاس لمنصب الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي، وتفضيل واشنطن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين".

ومدد أعضاء حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء الماضي، ولاية الأمين العام النرويجي، ينس ستولتنبرج، لسنة إضافية في غياب التوافق على شخصية تخلفه وسط الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويأتي الإعلان قبل أسبوع من قمة الحلف في ليتوانيا والتي سيطغى عليها رد الحلف العسكري الغربي على الحرب ومساعي أوكرانيا للانضمام إلى صفوفه.

ورئيس الوزراء النرويجي السابق (64 عاماً)، الذي عين في 1 أكتوبر 2014 لولاية من 4 سنوات، تولى منصب الأمين العام للحلف، لولايتين كاملتين ثم تم التمديد له لسنة في 2022 إثر غزو أوكرانيا.

وكان بين المرشحين لهذا المنصب رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، ووزير الدفاع البريطاني، بن والاس، وقد خرجا من المنافسة في الأونة الاخيرة.

وطرح البريطاني والاس ترشيحه لكن العديد من الدول الأعضاء أرادت رئيس دولة أو حكومة سابق لتولي هذا المنصب، فيما شددت فرنسا على شخصية من دولة تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات