رحب مجلس السيادة السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، بمخرجات قمة دول الجوار بالعاصمة المصرية القاهرة والتي تضمنت إطلاق "آلية وزارية" لـ"وضع خطة تنفيذية" بهدف "التوصل لحل شامل للأزمة في السودان".
وأكد المجلس الذي يرأسه قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان في بيان استعداده لـ"إيقاف العمليات العسكرية إذا التزمت قوات الدعم السريع بالامتناع عن مهاجمة الأحياء السكنية والمرافق الحكومية".
وقال إن "حكومة السودان تؤكد حرصها على العمل مع كافة الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن للبلاد"، مشدداً على "الالتزام بابتدار حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات يشارك فيها جميع السودانيين".
وأعادت صفحة القوات المسلحة السودانية على فيسبوك، نشر بيان المجلس السيادي الذي يرحب بمخرجات القمة.
كما أعربت وزارة الخارجية السودانية في بيان عن ترحيبها بالبيان الختامي لقمة دول الجوار، وقالت: إن "البيان جاء متوازناً ولم يتضمن أي إشارة سالبة تمس بسيادة السودان"، مشددةً على أهمية "عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل أمدها".
وأعربت الوزارة عن استعداد "حكومة السودان التام للتعاون مع الآلية الوزارية التي قررت القمة تشكيلها بهذا الخصوص".
"دفعة قوية"
وفي المقابل رحبت قوات الدعم السريع في بيان بمخرجات قمة دول الجوار السوداني، مشيرةً إلى أنها "جاءت متسقة مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب في السودان، وتبني الحل الشامل أساساً لمعالجة المشكلة السودانية".
واعتبر الدعم السريع أن هذه الخطوة "تمثل دفعة قوية للجهود المبذولة والمتواصلة من قبل السعودية والولايات المتحدة التي تهدف للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".
ودعت قوات الدعم السريع إلى "تكامل الجهود الدولية والإقليمية كافة بتوحيد المبادرات المطروحة لتسهيل وتسريع الوصول للحل الشامل لا سيما مع منبر جدة ومبادرة الايقاد".
كما أكدت "استعدادها التام للعمل مع جميع الفاعلين في الداخل والخارج من أجل التوصل إلى حل جذري للأزمة السودانية عبر استعادة المسار المدني الديمقراطي".
القوى المدنية
وقال القيادي في قوى "الحرية والتغيير" خالد عمر يوسف إن قمة القاهرة جاءت لـ"ترفع من أسهم فرص الحل السلمي الذي يسكت أصوات البنادق في السودان"، مشدداً على وجوب أن "يتكامل هذا الجهد مع المجهودات الدولية والإقليمية التي تعمل لوقف الحرب في السودان".
من جهته، رحب حاكم إقليم دارفور ورئيس "حركة جيش تحرير السودان" مني أركو مناوي، بـ"خطابات رؤساء الجوار السوداني التي جاءت في القمة"، معرباً عن "تطلعه بأن تخرج بتوصيات تسهم في حل الأزمة".
وشدد مناوي في تغريدة عبر تويتر، على أن "الأولوية هي لوقف الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية من دون زج بالقضايا السياسية، ومن ثم طرح حوار سوداني - سوداني بعيد جداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية التي ساهمت في إشعال هذه الحرب"، داعياً دول الجوار لـ"فتح معابرها الحدودية لدارفور من أجل انسياب المواد الإنسانية".
كما أعرب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، عن أمله بأن ترفض دول الجوار "التدخلات الخارجية بأية أقوال أو أفعال تساهم في زيادة اشتعالها أو توسيع رقعتها"، داعياً للعمل على "توحيد المبادرات الحميدة الساعية لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية".
مخرجات القمة
وأنهت قمة "دول الجوار السودان" مداولاتها في القاهرة، الخميس، بتوافق على تشكيل آلية معنية بالأزمة السودانية على مستوى وزراء الخارجية، ستجتمع للمرة الأولى في تشاد.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي للقمة، إن "الآلية الوزارية ستضع خطة تنفيذية تشمل وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف القتال بالسودان والتوصل لحل شامل للأزمة".
وتتضمن الخطة التنفيذية أيضاً "التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها الإيجاد والاتحاد الإفريقي"، بحسب البيان الختامي الذي نشرته الرئاسة المصرية.
وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
وتوسطت الولايات المتحدة والسعودية في عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السودان، لكنهما علقتا المحادثات في جدة بسبب انتهاكات من طرفي الصراع.
كما استضافت إثيوبيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري قمة إقليمية لدول شرق إفريقيا لكن الجيش السوداني قاطعها متهماً كينيا، الراعي الرئيسي، بـ"التحيز".