اجتماعات "آسيان" ساحة تنافس بين واشنطن وبكين وموسكو

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماعات آسيان في جاكارتا. 14 يوليو 2023 - via REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماعات آسيان في جاكارتا. 14 يوليو 2023 - via REUTERS
جاكارتا/دبي-الشرقرويترز

شهدت اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تحتضنها العاصمة الإندونيسية جاكارتا، نشاطاً مكثفاً للولايات المتحدة والصين وروسيا، والتي تسعى كل منها لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول الرابطة.

وحضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، اجتماعات مجموعة آسيان، الجمعة، في مدينة جاكرتا، وتمحورت النقاشات حول القضايا الأمنية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، وفق "بلومبرغ".

ورغم حضورهما الاجتماع سوياً، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة إن لافروف ليس لديه أي خطط لإجراء اتصالات مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته الحالية لإندونيسيا.

وهذه هي أول مرة يتواجد فيها الوزيران في نفس القاعة، منذ مارس الماضي، حين حضرا اجتماع وزراء خارجية "مجموعة العشرين" في نيودلهي. ورغم أنهما لم يلتقيا رسمياً إلا أنهما تحدثا لفترة وجيزة لم تتجاوز 10 دقائق.

وتضم مجموعة "آسيان" إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبروناي وتايلاند وكمبوديا وفيتنام ولاوس والفلبين وميانمار. وتحضر اجتماعات هذا العام أيضاً اليابان وكوريا الجنوبية.

تهدئة التوتر

وتسعى الدول الأعضاء في "آسيان" إلى تهدئة التوترات بين أهم شريكين للمنظمة، الولايات المتحدة والصين، بينما تواصل المجموعة الضغط على دول مثل روسيا للابتعاد عن استخدام الأسلحة النووية، في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

ودعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو المندوبين من دول "آسيان" إلى العمل على حل المشاكل الحاسمة في المنطقة وعدم تفاقمها، مؤكداً أهمية أن تبقى آسيان مكاناً للتعاون والتفاهم، بدلاً من أن تتحول إلى ساحة منافسة أو تكون وكيلاً لأي دولة.

واستخدم الرئيس الإندونيسي مثلاً محلياً، قائلاً: "يمكننا أن نكون فائزين بشرف من دون إيذاء الآخرين، من دون هزيمة الآخرين. لذا، أدعوكم جميعاً أن نكون فائزين شرفاء".

وأكد أن "الحوار والتعاون يلعبان دوراً حاسماً في حل هذه المشاكل، وتحقيق الاستقرار والسلام".

وفي مقابلة مع صحيفة إندونيسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي إن المواجهة المسلحة في أوكرانيا ستستمر إلى أن يتخلى الغرب عن خططه للسيطرة على موسكو وهزيمتها.

وأضاف لافروف لصحيفة "كومباس"، أن هدف الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة هو "تعزيز هيمنته العالمية.

اجتماعات ثنائية

وعلى هامش الاجتماعات، عقد المسؤولون الثلاثة العديد من الاجتماعات الثنائية مع الدول الأعضاء، كما برز أيضاً الاجتماع الذي عقده بلينكن ووانج يي، الخميس، لمناقشة التوترات المستمرة بين البلدين.

وسعى اجتماع بلينكن ووانج للحفاظ على الحوار بين القوتين الاقتصاديتين، رغم الاتهامات الأخيرة بأن قراصنة صينيين اخترقوا حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولين أميركيين، مما زاد من التوتر في العلاقات الثنائية.

وخلال الاجتماع، ناقش بلينكن ووانج العديد من القضايا، بما في ذلك الهجمات السيبرانية الأخيرة. ورفع الجانب الأميركي مخاوفه بشأن حوادث القرصنة، في حين أكد وانج أن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن "قمع التنمية الاقتصادية للصين".

وبينما وصف كلا الجانبين الاجتماع بأنه "بناء"، ذكرت وزارة الخارجية الصينية أن وانج أبلغ بلينكن بأن الولايات المتحدة يجب أن ترفع جميع العقوبات "غير المبررة وغير القانونية" ضد الصين.

تنسيق روسي صيني

اجتماعات جاكارتا كانت أيضاً فرصة للقاء بين كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إذ أشار وانج إلى أن الصين وروسيا بحاجة إلى تعزيز التواصل والتنسيق الاستراتيجي بينهما.

وأضاف وانج يي إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا من أجل دعم مركزية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، واليقظة لمواجهة تدخل القوى الخارجية.

وأضاف وانج أن كلا الجانبين يدعمان إندونيسيا ودول "آسيان" لاتخاذ "المسار الصحيح" للتعاون في شرق آسيا.

كما التقى وانج يي بوزير الخارجية الأسترالي، مشيداً بالعلاقات بين أستراليا والصين، والتي قال إنها "استقرت، وتحسنت، وتطورت" تحت جهود مشتركة من الجانبين.

وأضاف في بيان صادر عن الخارجية الصينية أنه يأمل في أن أستراليا ستوفر "مناخاً عادلاً" للشركات الصينية للاستثمار والعمل في البلد.

وشدد على أن البلدين "يجب أن يحترما بعضهما البعض، ويعاملا أحدهما الآخر كشركاء متساوين، وأن يتعاملا مع خلافاتهما بشكل ودي يسوده التقدير والتفاهم المتبادل".

قضية فوكوشيما

واجتمع وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشى مع وانج يي، الجمعة، على هامش اجتماعات "آسيان".

وصرح الوزير الياباني بأن بلاده قلقة للغاية من النشاط العسكري الصيني، بما في ذلك تعاونها مع روسيا.

وتوترت العلاقات بين البلدين أخيراً بعد موقف الصين الرافض لخطة اليابان لتصريف المياه من محطة فوكوشيما النووية المعطلة.

ودافع هاياشي عن الخطة في اجتماع لآسيان، قائلاً إن تصريف المياه سيجري وفقاً للمعايير الدولية. 

وأضاف أن الصين تقدم "مزاعم لا تستند إلى أدلة علمية"، حسبما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليابانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات