
أثارت الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، تساؤلات حول طبيعة الإجراء الذي ينبغي اتخاذه في حالة غيابه، ومن ينوب عنه إذا تعذر عليه القيام بمهامه.
موقع "والا" الإسرائيلي تحدث عن البدائل المتاحة، بعد أن نقل نتنياهو إلى "مركز شيبا الطبي" في وقت سابق؛ وقال إنه في حال عجز رئيس الوزراء عن أداء مهامه مؤقتاً، ولم يكن أي من الوزراء يحمل لقب القائم بأعمال رئيس الحكومة، "فيجب على الحكومة أن تجتمع وتختار وزيراً بالوكالة من بين الوزراء".
أشار الموقع أيضاً إلى أن نتنياهو لديه خيار إعلان بديل مؤقت له، في حال عدم قدرته على أداء مهامه.
ويقول سعيد زيداني، أستاذ الفلسفة في "جامعة القدس"، إنه وفقاً للقانون الإسرائيلي، يختار رئيس الوزراء من ينوب عنه، إذا كان قادراً، ويمتلك الوعي الكافي لحظة مرضه.
وأشار زيداني في حديث لـ"وكالة أنباء العالم العربي"، إلى أنه في حال عدم أهلية رئيس الوزراء للاختيار، فيكون على الحكومة الإسرائيلية أن تختار عضواً من أعضائها.
نظام التعيين
في إسرائيل، يختار مجلس الوزراء رئيساً مؤقتاً للوزراء لإدارة الحكومة في حال وفاة رئيس الوزراء أثناء توليه المنصب، حتى يتم تعيين حكومة جديدة.
وسبق لإيغال آلون أن شغل منصب رئيس الوزراء المؤقت بعد موت ليفي أشكول؛ وكذلك تولى شيمون بيريز المنصب بعد قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين.
أما إذا أصبح رئيس الوزراء غير قادر على أداء مهامه، تُنقل السلطة إلى القائم بأعمال رئيس الوزراء بشكل مؤقت وفقاً للقانون، لمدة تصل إلى 100 يوم، كما حدث مع رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون عندما أصيب بسكتة دماغية عام 2006، ونقلت السلطة إلى إيهود أولمرت.
وإذا تبين أن رئيس الوزراء عاجز بشكل دائم، أو انتهت مدة المئة يوم، يتولى رئيس الدولة عملية تشكيل ائتلاف حكومي جديد. وفي غضون ذلك، يُعيِّن مجلس الوزراء رئيس وزراء مؤقت، يُشرف على إدارة الحكومة، حتى تشكيل حكومة جديدة أو حتى يتعافى رئيس الوزراء الفعلي.
وكان من المقرر في حالة شارون إجراء الانتخابات في غضون 100 يوم من بداية غيبوبته. وعُيّن أولمرت رئيساً مؤقتاً للوزراء في السادس عشر من أبريل 2006، قبل أن يصبح رئيساً للوزراء بشكل رسمي بعد انتخابات جرت في مايو.
تجربة درعي
خضع نتنياهو في يناير الماضي لفحص روتيني لجهازه الهضمي في مستشفى "شعاري تسيدك" في مدينة القدس، حيث كان تحت التخدير الجزئي. وخلال فترة التخدير، تسلّم رئيس حزب "شاس" أرييه درعي، والذي كان وقتها قائماً بأعمال الحكومة، مهام تسيير أعمال الحكومة الإسرائيلية.
ويقول موقع "والا": "كان الوزير السابق أرييه درعي هو البديل". لكن نتنياهو أقال في وقت لاحق وزير الداخلية والصحة درعي، بموجب قرار المحكمة الإسرائيلية العليا، بعد إدانته بالاحتيال الضريبي.
لذلك، أشار الموقع الإسرائيلي إلى عدم وجود بديل فوري لنتنياهو في حال تعثره عن أداء مهامه.
ويشير زيداني إلى أن وجود نائب للحكومة الإسرائيلية، لا يعني بالضرورة توليه مهام رئيس الوزراء، لافتاً إلى أن الأولوية في جميع الحالات، تكون لمنصب القائم بأعمال الحكومة.
ووفقاً لموقع الكنيست، فإن وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية. ويقوم ليفين بمهام نتنياهو خلال بعض رحلاته الخارجية، بتكليف من نتنياهو نفسه.
قانون العجز والتعديلات القضائية
وافق الكنيست الإسرائيلي في مارس الماضي على مشروع قانون يعرف باسم "قانون عجز رئيس الوزراء"، والذي يحظر الإعلان عن عدم قدرة رئيس الوزراء على أداء مهامه، إلا بسبب عدم الكفاءة الجسدية أو العقلية.
وينص المشروع على أن سلطة الإعلان عن عجز رئيس الوزراء ونهاية هذا العجز، تُمارَس من خلال إعلان يتم تقديمه للكنيست من قبل رئيس الوزراء أو من قبل الحكومة، بموافقة ثلاثة أرباع أعضائها.
وبحسب المشروع، فإنه إذا اعترض رئيس الوزراء على إعلان الحكومة، يعقد رئيس الكنيست جلسة خاصة، ولا يتم تفعيل بند عجز رئيس الوزراء، إلا بموافقة 90 عضواً على الأقل من إجمالي 120 عضواً.
أيضاً بموجب المشروع، لن تكون للمحكمة، بما في ذلك المحكمة العليا، أي صلاحية للنظر في طلب إعلان عجز رئيس الوزراء أو الموافقة عليه. وأي حكم أو أمر صادر في هذا الصدد سيكون باطلاً.
وترى المعارضة الإسرائيلية أن هذا القانون يسعى لحماية نتنياهو وتأمين موقفه، نظراً لاتهامات الفساد التي يواجهها.
وفي هذا الصدد، يرى عمر جعارة، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يعمل جاهداً من أجل حماية نفسه من أي محاسبة قانونية، مشيراً إلى فراغ قانوني سيحدث في حال دخوله في غيبوبة أو فقدانه الوعي.
وأضاف في حديث لـ"وكالة أنباء العالم العربي" أن "إسرائيل لا تعتمد دستوراً موحداً؛ وتحكمها مجموعة من القوانين التي تشكلها الأغلبية في الكنيست، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو دائماً".
وفي وقت لاحق السبت، قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي في صحة جيدة، مشيراً إلى أن النتائج الأولية للفحوص الطبية التي أجريت له جاءت طبيعية، وأن التقييم الأولي يشير إلى إصابته بالجفاف.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو سيخضع للمزيد من الفحوصات الطبية "الروتينية" بناء على توصية الأطباء.
اقرأ أيضاً: