26 مذكرة تفاهم بين اليابان والسعودية خلال زيارة كيشيدا إلى جدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز يستقبل في جدة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. 16 يوليو 2023 - twitter/SPAregions
نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز يستقبل في جدة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. 16 يوليو 2023 - twitter/SPAregions
دبي/ جدة -الشرق

أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الأحد، توقيع 26 مذكرة تفاهم مع اليابان في مختلف المجالات، فيما أعرب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن تطلع بلاده إلى "التعاون مع السعودية" في عدة مجالات من بينها الطاقة وأشباه الموصلات.

وقال الفالح في كلمة خلال اجتماع مع كيشيدا، إن مناقشات "الطاولة المستديرة" مع الوفد الياباني والتي شهدت توقيع 26 مذكرة تفاهم، تستند إلى علاقة وثيقة ظلت تجمع البلدين على مدار 70 عاماً، مضيفاً أنها "مبنية على الثقة المتبادلة والقيم المشتركة".

ولفت إلى أن "المذكرات والاتفاقيات التي وُقعت الأحد عكست اتساع نطاق الفرص الاستثمارية التي يتم إطلاقها وتفعيلها بين البلدين"، مبيناً أنها "تشمل قطاعات تمتد من الطاقة النظيفة إلى الفضاء ومن الترفية إلى الزراعة".

وذكر الفالح أن اليابان "ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة"، مشيراً إلى أن البلدين سيواصلان الاستثمار المشترك والشراكة في تطوير عدة قطاعات بما في ذلك قطاع الهيدروكربونات"، واصفاً العلاقة مع اليابان بـ"الاستراتيجية في كل المعايير".

تعاون في أشباه المواصلات

وأعرب رئيس الوزراء الياباني عن تطلع بلاده لـ"التعاون مع السعودية في إطار رؤية المملكة 2030، وفي مجال أشباه الموصلات"، مشيراً إلى حرص طوكيو على أن تكون الرياض وجهة مهمة في قطاع التعدين.

وشدد كيشيدا على دعم اليابان لـ"استخدام التكنولوجيا الحديثة في مساعدة السعودية على الحصول على الطاقة النظيفة، وتعزيز قطاع الطاقة في المستقبل"، مشيراً إلى "ارتفاع عدد الشركات اليابانية في السعودية إلى 110 شركات".

ووصل رئيس الوزراء الياباني، إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة خلال وقت سابق الأحد، واستقبله نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز، ووزير الاستثمار خالد الفالح.

شراكة استراتيجية في الطاقة

وأكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن "المملكة واليابان شريكان استراتيجيان في مجال الطاقة"، مشيراً إلى "توافق وجهات النظر بين البلدين حيال قضايا الطاقة المختلفة".

وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن البلدين متوافقان على "أهمية دعم استقرار وتوازن أسواق البترول العالمية، من خلال تشجيع الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة، والحاجة لضمان أمن الإمدادات لجميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية، بما يخدم مصالح جميع الأطراف، ويحقق النمو الاقتصادي العالمي المستدام".

وشدد الوزير السعودي، على أن البلدين "يوليان أهمية للالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، والتركيز على الانبعاثات بدلاً عن مصادر الطاقة، وذلك من خلال التطبيق الفاعل لنهج الاقتصاد الدائري للكربون، وتقنيات إعادة تدوير الكربون".

وأشار إلى أن "المملكة انطلاقاً من التزامها بالعلاقة الاستراتيجية مع اليابان في مجال الطاقة، مستمرة في تحقيق أمن الإمدادات البترولية لليابان، من خلال تخزين البترول الخام السعودي في مرفق الخزن الإستراتيجي في جزيرة أوكيناوا، وكذلك من خلال الحفاظ على كونها الشريك والمصدر الأكثر موثوقية لإمدادات البترول الخام لليابان".

ولفت الأمير عبد العزيز بن سلمان، إلى أن "المملكة أصبحت في عام 2021 أكبر مورد للبترول إلى اليابان بتوريدها ما نسبته حوالي 40% من احتياجات اليابان".

وأكد على "استمرار التعاون المشترك بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف وتطبيقاته، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية لتطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون، ضمن إطار مذكرتي التعاون في مجالي الهيدروجين النظيف ووقود الأمونيا ومشتقاتها، والاقتصاد الدائري للكربون وتدوير الكربون، اللتين تم توقيعهما بين وزارة الطاقة في السعودية ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان".

"علامة فارقة"

ووصف وزير الطاقة السعودي، وصول أول شحنة من الأمونيا النظيفة المنتجة في السعودية، والحاصلة على شهادة معتمدة من "جهة محايدة" إلى اليابان لاستخدامها وقوداً لتوليد الكهرباء، بـ"العلامة الفارقة في مسيرة تطوير حلول الطاقة النظيفة".

وأعرب عن سعي السعودية لـ"تنمية مجالات التعاون بين البلدين في مشروعات قطاعات الطاقة المختلفة التي تشمل الطاقة التقليدية، والمتجددة، والبتروكيميائيات، لتأمين سلاسل الإمداد"، مقدراً "قيمة مشروعات قطاع الطاقة في السعودية بما يقارب 2.85 تريليون ريال خلال السنوات العشر القادمة".

وأشار إلى أن "مشتريات المملكة من اليابان، في قطاع الطاقة بلغت ما يقارب 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، خلال السنوات الخمس الماضية، وتتمثل أغلبها في قطاعات الغاز، والبترول، والبتروكيميائيات، والطاقة التقليدية".

وشدد على أن هناك العديد من فرص التعاون بين البلدين في مجالات البتروكيميائيات، في إشارة إلى ما أعلنت عنه المملكة مؤخراً من خططٍ لزيادة طاقة إنتاج البتروكيميائيات فيها، من خلال تحويل السوائل إلى مواد كيميائية، وزيادة التكامل بين جميع مراحل سلسلة القيمة.

وكانت مصادر حكومية يابانية أعلنت، الجمعة، أن اليابان تجري ترتيبات لإطلاق "حوار استراتيجي" على مستوى وزراء الخارجية مع السعودية، على هامش الزيارة، وفق ما أوردت وكالة "جيجي" اليابانية للأنباء.

ونقلت الوكالة عن المصادر قولها، إنه من المتوقع أن يتفق كيشيدا على المبادرة الجديدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات