أعلنت الولايات المتحدة ووزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، الثلاثاء، وصول غواصة صواريخ نووية أميركية من طراز (737 SSBN) إلى مرافئها، وهي الخطوة التي نددت بها بيونج يانج لدى الإعلان عنها، معتبرة أنها بمثابة "ابتزاز نووي"، محذرة من أنها "تجعل الصراع النووي أقرب إلى الواقع".
وقالت الوزارة الكورية الجنوبية، إن الخطوة تظهر "القدرات الفائقة للحلفاء في تموضعهم ضد كوريا الشمالية"، مشيرة إلى أن غواصة الصواريخ الباليستية النووية الأميركية هي "USS Kentucky"، لافتة إلى أنها وصلت إلى مرفأ بوسان.
وأعلن منسق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كيرت كامبل، الثلاثاء، وصول غواصة أميركية صاروخية باليستية، مسلحة نووياً إلى كوريا الجنوبية.
وأوضح كامبل أثناء وجوده في سول لإجراء أول مناقشة للمجموعة الاستشارية النووية مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين، أن "زيارة الغواصة التي طال انتظارها ، تعد الأولى منذ الثمانينات".
وأضاف كامبل، حيث يحضر أول جلسة مع مسؤولين كوريين جنوبيين ضمن مجموعة (NCG): "نحن نتحدث هنا فيما ترسو غواصة نووية أميركية في ميناء بوسان، هذه أول زيارة للغواصة الأميركية. زيارة الغواصة هي مظهر من مظاهر الالتزامات الأميركية للدفاع عن كوريا الجنوبية".
"رد ساحق"
بدوره، قال النائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية كيم تاي هيو، إن المناقشات "كافية لضمان عدم وجود حاجة لتطوير كوريا الجنوبية أسلحتها النووية. اتفقنا على تسهيل تبادل المعلومات والتنسيق والتخطيط، حال وجود هجوم نووي كوري شمالي، والذي سيواجه رداً ساحقاً".
من جانبه، قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أن المجموعة الاستشارية تعد "نقطة انطلاق" لبناء قوة ردع فعال ضد كوريا الشمالية.
وأضاف في تصريحات صحافية: "تمت ترقية تحالفنا مع الولايات المتحدة إلى تحالف جديد على أساس النموذج النووي، وسنبذل جهوداً كبيرة لمنع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية بشكل أساسي".
يأتي ذلك فيما أطلق الحلفاء محادثات لتنسيق الردود المشتركة، حال نشوب حرب نووية مع كوريا الشمالية.
وتعهدت الولايات المتحدة في أبريل الماضي، بإرسال غواصة صاروخية باليستية مسلحة نووياً إلى شبه الجزيرة الكورية، بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع كوريا الجنوبية لتعزيز الردع الأميركي ضد تهديدات كوريا الشمالية.
"ابتزاز نووي"
ونددت كوريا الشمالية في وقت سابق من الشهر الجاري، بسعي واشنطن لجلب غواصة صواريخ باليستية تعمل بالطاقة النووية إلى مياه قريبة من شبه الجزيرة الكورية، واعتبرت الخطوة "ابتزازاً نووياً".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الوطني، لم يذكر اسمه، في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية آنذاك، إن الخطوة الأميركية قد تؤدي إلى وضع يجعل الصراع النووي أقرب إلى الواقع.
وجاء في البيان: "هذا الوضع خطير جداً ومن شأنه أن يصعد التوتر العسكري إلى حالة حرجة، وقد يؤدي إلى أسوأ صراع نووي من الناحية العملية".
وأوردت وكالة الأنباء المركزية، أن الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة لإدخال أصول نووية استراتيجية إلى شبه الجزيرة الكورية، هي "ابتزاز نووي صارخ لكوريا الشمالية ودول المنطقة، وتشكل تهديداً خطيراً للسلام".
وتابعت: "الأمر مرهون بأفعال الولايات المتحدة مستقبلاً، فيما إذا كان سينشأ موقف حرج لا يرغب فيه أحد في شبه الجزيرة الكورية، وستتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة في حالة حدوث أي موقف غير متوقع".