قال مسؤول أميركي الخميس، إن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لضمان عودة الجندي الأميركي الذي عبر إلى كوريا الشمالية، وذلك خلال اجتماع ثلاثي الأطراف مع اليابان وكوريا الجنوبية يتعلق بسبل التصدي لتهديدات بيونج يانج، فيما قالت واشنطن إن كوريا الشمالية تجاهلت اتصالاتها بشأن الجندي.
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص المعني بملف كوريا الشمالية سونج كيم في مستهل الاجتماع إن بلاده تعمل جاهدة للتحقق من المعلومات بشأن سلامة الجندي ترافيس كينج وإنها تجري اتصالات "لضمان سلامته وعودته".
ويأتي الاجتماع في وقت تصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وعبر كينج الثلاثاء، بشكل غير قانوني إلى كوريا الشمالية في ذات اليوم الذي زارت فيه غواصة أميركية مسلحة بصواريخ باليستية نووية كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأجرت كوريا الشمالية اختباراً لإطلاق صاروخين باليستيين صوب البحر في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وندد ممثل حكومة كوريا الجنوبية كيم جون بالاختبار وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث.
وقال "تعاوننا الأمني ثلاثي الأطراف وصل إلى مستوى غير مسبوق" مضيفاً أن الدول الثلاث ناقشت سبل الدفع بهذا التعاون لمستويات أقوى بما يشمل العقوبات ومواجهة الأنشطة الإلكترونية التخريبية التي تقوم بها كوريا الشمالية.
كوريا الشمالية تتجاهل واشنطن
وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن كوريا الشمالية رفضت "حتى الآن" الرد على التواصل الأميركي بشأن مصير الجندي، وفق ما نقلت "بلومبرغ".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحافيين، الأربعاء، إن البنتاجون اتصل الثلاثاء، بالجيش الكوري الشمالي، وأنه لم يتم الرد على هذه الاتصالات حتى الآن.
وأوضح ميلر أن الولايات المتحدة تواصلت مع مسؤولين من كوريا الجنوبية والسويد، التي توفر حالياً قناة اتصال دبلوماسية مع كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن بلاده "ستواصل العمل لضمان سلامته وإعادته إلى عائلته"، وفقا لما أوردته "بلومبرغ".
اعتداء ومحاكمة
والثلاثاء، قال الجيش الأميركي إن الجندي من الدرجة الثانية، ترافيس كينج، البالغ من العمر 23 عاماً، عبر الحدود بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.
وقال مسؤول أميركي مطلع لـ"بلومبرغ" إنه تم إطلاق سراح كينج في كوريا الجنوبية، بعد أن تم احتجازه بتهم الاعتداء على مواطنين كوريين، وكان يواجه احتمالية طرده من الجيش بعد إعادته إلى الولايات المتحدة.
وأظهرت سجلات المحكمة التي اطلعت عليها "بلومبرغ" أن الجندي كان يواجه إجراءات تأديبية، إذ قام في أكتوبر الماضي بـ"ركل وكسر باب سيارة شرطة" في سول، كما عمد إلى "سب الشرطة والجيش الأميركي" لدى احتجازه.
ووفقاً للسجلات، تم تغريم كينج 5 ملايين وون (4000 دولار) من قبل المحكمة الجزئية في المدينة على خلفية الحادث.
وقالت والدة كينج، كلودين جيتس، لشبكة "ABC News" إنها تريد فقط عودة ابنها إلى وطنه، مضيفة أنها صُدمت لدى سماعها نبأ دخوله كوريا الشمالية.
ونقلت "ABC" عن والدة كينج قولها: "لا يمكنني أن أرى ترافيس يفعل أي شيء من هذا القبيل".
ولفتت "بلومبرغ" إلى أنه حتى منتصف نهار الأربعاء، لم تعلق كوريا الشمالية على الحادث.
ورغم أن الجنود الكوريين الجنوبيين والأميركيين يراقبون عن كثب هؤلاء الذين يزورون المنطقة، إلا أن الحدود بين الكوريتين في المنطقة الأمنية المشتركة في ما يسمى بقرية الهدنة في بانمونجوم تتميز بوجود بلاط خرساني يعلو الأرض بمسافة قليلة من الأرض يمكن عبورها بسهولة.