حذر مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، من أن النظام الإيراني "يدعم مجموعة واسعة من الجماعات الإرهابية" في المنطقة، لافتاً إلى أن طهران تستخدم جماعة الحوثي "لاستهداف مدن سعودية".
وقال المعلمي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، السبت، إن: "إيران تلعب دوراً مدمراً في المنطقة وتقدم التمويل والأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لمجموعة واسعة من الجماعات الإرهابية والمتمردة، بما في ذلك جماعة الحوثي".
استهداف إمدادات الطاقة
وأضاف المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، "تُرسل إيران عبر جماعة الحوثي المدعومة منها صواريخ إلى مدن سعودية"، لافتاً إلى "التصعيد الأخير من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران".
وأوضح أن "الهجمات على المنشآت النفطية في شرق المملكة العربية السعودية، والهجوم بطائرات مسيرة على ميناء رأس تنورة، ومحاولة توجيه ضربة صاروخية في منطقة آرامكو السكنية، استهدفت إمدادات الطاقة العالمية".
كما حذر من أن تلك الهجمات لا تؤثر على بلاده فقط، مشيراً إلى أن "رأس تنورة واحد من أكبر موانئ شحن النفط في العالم ومجمع أرامكو في الظهران يؤوي عمالاً وعائلاتهم من جميع أنحاء العالم".
وأشار المعلمي إلى أن الهجمات على المملكة "تثبت أن هذه الجماعات المدعومة من إيران لا تؤمن إلا بالسلوك الإرهابي للوصول إلى أهدافها السياسية الضيقة"، وأن "الحوثيين يواصلون تجاهل وانتهاك قرارات مجلس الأمن والقانون الإنساني الدولي".
من جانبها، لفتت شبكة "فوكس نيوز" إلى أن الهجمات التي يشنها الحوثيون على التحالف الذي تقوده السعودية اشتدت من حيث الحجم والضراوة.
وتعليقاً على قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برفع جماعة الحوثيين من قائمة الإرهاب، قال عبدالله المعلمي، إنه يتفهم أسباب ذلك، لكنه قال إن "السعودية ستستمر في معاملة الحوثيين اليمنيين كمنظمة إرهابية على الرغم من القرار الأمريكي".
الدول المانحة
السفير المعلمي أوضح أن "المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى بين الدول المانحة في تقديم المساعدات الإنسانية إقليمياً ودولياً، وخاصة في اليمن"، في المقابل، أشار إلى ما وصفه بـ"المفارقة عندما يتعلق الأمر بالدور المدمر لطهران في دعم الحوثيين".
وذكرت الشبكة الأميركية أن إيران لم تتعهد بأي تبرعات خلال مؤتمر المانحين الافتراضي الذي نظمته الأمم المتحدة أوائل الشهر الجاري، بحسب قائمة الأمم المتحدة العامة للتبرعات.
وأوضحت أن السعودية، قادت الطريق بتبرع قيمته 430 مليون دولار من إجمالي 1.67 مليار دولار تم جمعها.
وأشارت إلى أنه بينما منحت إدارة بايدن 191 مليون دولار في المؤتمر، إضافة إلى مئات الملايين التي تم التبرع بها بالفعل في شكل مساعدات إنسانية أميركية لليمن، فإن تغيير السياسة والدبلوماسية المكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قد "فشل حتى الآن".
مواجهات في مأرب
وتدور مواجهات عنيفة منذ أكثر من شهر في ضواحي مدينة مأرب شمال شرقي اليمن، التي يحاول الحوثيون اقتحامها من 3 محاور، فيما تتصدى القوات الحكومية مسنودة برجال القبائل وطيران قوات التحالف الذي تقوده السعودية، لتلك المحاولات التي أوقعت مئات القتلى والجرحى من الطرفين.
وقف إطلاق النار
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، السبت إن "المملكة العربية السعودية التزمت من جانب واحد بوقف إطلاق النار في اليمن منذ سبتمبر الماضي، على الرغم من تعرّضها لـ30 هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال هذا الشهر".
وبدأ التحالف الأحد الماضي، عملية عسكرية بضربات جوية ضد جماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، منها العاصمة صنعاء، وقال التحالف في بيان إن "هذه العملية النوعية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة قيادات الجماعة التي "تحاول استهداف المدنيين والأعيان المدنية".
وطالبت الخارجية الأميركية ودول أوروبية، الخميس، جماعة الحوثي بوقف الهجوم على مدينة مأرب اليمنية، بالإضافة إلى وقف الاعتداءات على المملكة العربية السعودية.
ونددت حكومات أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان نشرته وزارة الخارجية البريطانية، بهجوم الحوثيين على مدينة مأرب.
وتقدم قوات التحالف العربي الدعم والإسناد الجوي للجيش الوطني اليمني، خلال المواجهات الحالية التي تشهدها مأرب، حيث تشهد المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة اليمنية صراعاً كبيراً، في ظل محاولات الحوثيين للسيطرة عليها، للتقليل من فرص التوصل لحل سياسي ينهي الصراع الممتد منذ عام 2015.