إسرائيل.. السخط من التعديلات القضائية يتسرب لأروقة الموساد

time reading iconدقائق القراءة - 4
 احتجاج جنود من الاحتياط قرب قاعدة عسكرية على التعديلات القضائية في إسرائيل. تل أبيب  21 مارس 2023 - REUTERS
احتجاج جنود من الاحتياط قرب قاعدة عسكرية على التعديلات القضائية في إسرائيل. تل أبيب 21 مارس 2023 - REUTERS
هرتزليا (إسرائيل)-رويترز

تسرب السخط إزاء التعديلات القضائية في إسرائيل إلى جهاز الاستخبارات "الموساد"، إذ بات عملاء من هذا الجهاز ضمن المحتجين ومنظمي التظاهرات.

ورصدت "رويترز" مشاركة أحد عملاء الموساد السابقين، يدعى عمير، في وقفات احتجاجية كل صباح، حيث يحذر المارة من أن "الديمقراطية الإسرائيلية في خطر" بفعل التعديلات التي تستهدف الحد من سلطة المحاكم.

وعمير، الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل بسبب حساسية أدواره السرية السابقة، هو واحد من رجال الموساد السابقين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على التعديل القضائي الذي تتبناه الحكومة.

وفي الأسبوع الماضي، أقر الائتلاف القومي الديني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرحلة الأولى من التشريع، التي تحد من صلاحيات المحكمة العليا في إبطال قرارات الحكومة التي تعتبر "غير معقولة"، وذلك رغم احتجاجات مئات الآلاف من الإسرائيليين المستمرة منذ شهور.

"تجاوزوا الخط الأحمر"

ولاقى المتظاهرون دعماً من ضباط احتياط في وحدات القوات الخاصة رفيعة المستوى، وطيارين مقاتلين، والذين هددوا بعدم الاستجابة للاستدعاءات إلى الخدمة، وامتد الخلاف ليصل إلى أعضاء سابقين في الموساد.

وقال ضابطان سابقان لـ"رويترز"، إن بعض ضباط الموساد الحاليين انضموا أيضاً إلى الاحتجاجات، وهو أمر مسموح لهم بفعله.

وقال العميل عمير، إنه قرر تعليق المساعدة الاستشارية التي يقدمها للموساد منذ تقاعده.

وأضاف عمير في مدينة هرتزليا الساحلية القريبة من المكان الذي يقف فيه: "خدمت بإخلاص حكومات مختلفة على مدى 20 عاماً، حتى تلك التي لا أتفق معها سياسياً. تقبلت نتيجة الانتخابات العام الماضي، لكن عندما غيرت (الحكومة الحالية) قواعد اللعبة، صار هذا هو الحال... لقد تجاوزوا خطاً أحمر، وخرقوا الميثاق. الناس مثلي لم يعودوا ملزمين من الناحية الأدبية".

انخفاض المعنويات

وتشي رسائل من دردشات اطلعت عليها "رويترز"، بأن المخاوف بدأت تسيطر على المعنويات داخل أروقة الموساد، إذ يدرس البعض داخل الجهاز الشديد السرية، التقاعد المبكر.

وامتنع متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء عن التعليق. وتنفي الحكومة أن التعديلات القضائية تعرض الديمقراطية للخطر، قائلة إن المحكمة العليا تحظى "بتدخل مفرط".

وقال إفرايم هاليفي، وهو رئيس سابق للموساد، لـ"رويترز"، إنه "ليست هناك مؤشرات على أن السخط يؤثر على قدرات الجهاز الأساسية".

وتحدثت "رويترز" مع اثنين آخرين من مسؤولي الموساد السابقين شاركوا أيضاً في الاحتجاجات، ولديهما مخاوف أكثر من تأثير التشريع على النظام الأمني لإسرائيل.

وقال حاييم تومر، الرئيس السابق لقسم جمع المعلومات في الموساد وجناح الاتصال الدولي في الجهاز: "يشعر العديد من أصدقائي وزملائي الذين خدمت معهم، أن ما يحدث ينال من القوة الأمنية لإسرائيل".

وقال جيل، وهو أحد قدامى عملاء الموساد أيضاً والذي حجب اسمه الكامل: "عندما تكون في عملية، يجب أن يكون لديك ثقة في النظام، وأن تحجب أي شيء آخر... من سيقول الآن إنك تخاطر بحياتك ولن تكون لديك شكوك فيما إذا كان الأمر يستحق ذلك، في ظل كل ما يجري مع هذه الحكومة".

وتحدث يوسي كوهين، وهو رئيس سابق آخر للموساد، عن مخاوفه حيال "الأمن القومي لإسرائيل في الوقت الحالي".

وكتب كوهين في مقال نشر بتاريخ 23 يوليو في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية: "في الوقت الذي يحوم فيه التهديد الإيراني فوقنا من جبهات متعددة، يجب أن نحافظ على عدم المساس بأمن إسرائيل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات