انتقدت كوريا الشمالية، السبت، تقديم حزمة أسلحة أميركية لتايوان، متهمة الولايات المتحدة بأنها تدفع التوتر في المنطقة إلى "نقطة إشعال حرب أخرى".
وكانت واشنطن كشفت، الجمعة الماضية، عن حزمة مساعدات لتايبيه بقيمة تصل إلى 345 مليون دولار، بينما أقر الكونجرس تقديم أسلحة تصل قيمتها لمليار دولار إلى الجزيرة في موازنة عام 2023.
واعتبر المدير العام لإدارة الشؤون الصينية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية ماينج يونج ريم في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن الخطة "استفزاز عسكري وسياسي خطير، وانتهاك صارخ" لمبدأ الصين الواحدة.
وذكر البيان الكوري الشمالي أن "النية الأميركية الشريرة لتحويل تايوان إلى قاعدة متقدمة ضد الصين وخندق على خط المواجهة لتنفيذ استراتيجيتها لردع بكين".
وأشار إلى أن "منطقة آسيا والمحيط الهادي بما فيها شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان ليست مسرحاً للنشاط العسكري الأميركي ولا موقعاً لتجارب الحرب".
وحذر البيان الولايات المتحدة من أنها "ستدفع الثمن غالياً، لاستفزاز المصالح الأساسية للصين" التي من جهتها، حثت واشنطن على "وقف جميع أشكال التواطؤ العسكري" مع تايبيه.
ويضغط عدد من أعضاء الكونجرس الأميركي على وزارة الدفاع "البنتاجون" والبيت الأبيض لتسريع وصول الأسلحة إلى تايوان، بهدف مساعدتها في مواجهة الصين، وردعها عن التفكير بأي هجوم ضد الجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
زيارة الولايات المتحدة
وتصاعد التوتر مؤخراً بين واشنطن وبكين، بعدما أعلن مكتب الرئاسة في تايوان، الأربعاء الماضي، أن وليام لاي نائب رئيسة البلاد سيتوقف في نيويورك وسان فرانسيسكو في طريقه إلى باراجواي وخلال عودته منها في رحلة للمشاركة في مراسم تنصيب رئيس البلاد الجديد.
وشدد ألكسندر يوي نائب وزير الخارجية التايواني في مؤتمر صحافي بمكتب الرئاسة على ضرورة "ألا تشكل (الزيارة) عدم ارتياح لأطراف أخرى أو أن تصبح حجة لتعميق الخلاف".
لكن وزارة الخارجية الصينية عارضت بشدة في بيان "أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان"، كما عارضت الزيارات التي وصفتها بـ"الخادعة للانفصاليين الذين يطالبون باستقلال" الجزيرة.
وحثت وزارة الخارجية الصينية في بيان واشنطن على "وقف الاتصالات الرسمية الأميركية مع تايوان ومنع توطيد علاقات فعلية" بينهما.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني تشو فنج ليان إن الزيارة "لن تؤدي إلا إلى الإضرار بمصالح الناس في الجزيرة وتعطيل السلام والاستقرار بمضيق تايوان"، مشيرةً إلى أن الوقائع ستثبت أن لاي شخصيةً "مثيرة للمشاكل"، بحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
وكانت حكومة تايوان أعلنت الشهر الماضي المدينتين اللتين سيتوقف فيهما لاي دون تحديد تفاصيل، ما أثار غضب الصين التي انتقدت لاي ووصفته بالانفصالي.
وحث كبير الدبلوماسيين الأميركيين في تايبيه، الصين على عدم الإقدام على أي تصرف "استفزازي" رداً على التوقفات القصيرة والتي وصفها بأنها "معتادة".
وتدعي بكين السيادة على الجزيرة ذات نظام الحكم الديمقراطي، محذرةً مراراً من أي "مراسلات رسمية" بين واشنطن وتايبيه.
وترفض تايوان مزاعم الصين وتقول إن الشعب التايواني وحده هو الذي يمكنه تقرير مستقبله.