أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج "ترويكا السودان"، بأشد العبارات، العنف المستمر في دارفور، وذلك بحسب بيان الخارجية الأميركية، بينما نفى الناطق باسم الجش السوداني في تصريحات لـ"الشرق"، سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة زالنجي عاصمة وسط الإقليم.
وقال بيان الترويكا: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن حشد عسكري قرب الفاشر بشمالي دارفور، ونيالا جنوبي دارفور حيث سيُعرض تصاعد العنف المزيد من المدنيين للخطر".
وطالبت الدول الثلاث، كافة الأطراف في السودان، بـ"وقف الهجمات ومنع انتشار العنف بشكل أكبر".
الناطق باسم الجيش السوداني، قال لـ"الشرق" إن "قواتنا متواجدة في جميع مواقعها بمدينة زالنجي وجاهزة للتعامل مع أي عدوان "، وذلك رداً على بيان قوات الدعم السريع التي قالت فيها إنها سيطرت على ولاية وسط درافور بشكل كامل.
وكانت قوات الدعم السريع، نشرت في وقت سابق، الجمعة، عبر فيسبوك، مقطع فيديو يُظهر، علي يعقوب جبريل، قائد القوات في ولاية وسط دارفور، قائلاً إن قواته سيطرت على الولاية تماماً، و"سوف تتحرك نحو الخرطوم"، متهماً الجيش بـ"الاحتماء بمعسكرات النازحين".
وتابع قائد قوات الدعم السريع في ولاية وسط دارفور، أن "كل الولاية تحت سيطرتنا.. مسيطرين عليها سيطرة تامة.. قوات الجيش تستخدم النازحين كدروع بشرية".
وأضاف: "زالينجي (عاصمة ولاية وسط دارفور) تحت سيطرتنا.. سنتحرك من زالينجي للخرطوم".
وفي وقت لاحق قالت قوات الدعم السريع في فيديو عبر تويتر، إن قوات الجيش قصفت مناطق سكنية في أم درمان وقتلت 12 شخصاً، الخميس والجمعة.
ولم يتسن على الفور التحقق من هذه المزاعم من مصدر مستقل.
تفاقم أزمة الجوع
زاد العدد التقديري للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد في السودان بوتيرة أسرع من المتوقع إلى 20.3 مليون، أو ما يعادل 42% من السكان، في الوقت الذي يؤدي فيه الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع العسكرية إلى تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد، حسبما جاء في "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، وهو عبارة عن شراكة بين وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وجماعات أخرى.
وكشف التصنيف أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل العاصمة الخرطوم، وإقليم دارفور في غرب البلاد، وأجزاء من كردفان، وجميعها تشهد قتالاً وهجمات وأعمال نهب منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.
وأدى الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص داخل السودان وأجبر أكثر من 900 ألف شخص على الفرار إلى الدول المجاورة.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن التصنيف في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ساهم تعطيل سلاسل التوريد ونزوح السكان والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الصراع في زيادة الجوع.
وكشف التصنيف أن "النتائج تعكس زيادة كبيرة في المدى المتوقع لحالة انعدام الأمن الغذائي"، وأن عدد الذين يواجهون الجوع الشديد ويحتاجون إلى دعم عاجل زاد بنحو 8.6 مليون مقارنة بنفس الفترة من
العام الماضي.
وتوقعت الأمم المتحدة في وقت سابق أن 19.1 مليون شخص سيعانون من الجوع بحلول أغسطس.
اقرأ أيضاً: