استنفار أميركي بعد اقتراب دورية بحرية "صينية روسية" من ألاسكا

time reading iconدقائق القراءة - 6
المدمرة الأميركية USS Kearsarge في سواحل  جزر ألوشيان بولاية ألاسكا الأميركية. 23 سبتمبر 2017 - US Northern Command/ 49th Public Affairs Detachment
المدمرة الأميركية USS Kearsarge في سواحل جزر ألوشيان بولاية ألاسكا الأميركية. 23 سبتمبر 2017 - US Northern Command/ 49th Public Affairs Detachment
دبي -الشرق

نفذت قوة بحرية من روسيا والصين، دورية مشتركة بالقرب من ساحل ألاسكا، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ما دفع الولايات المتحدة إلى استنفار 4 مدمرات، وطائرة استطلاع، لمراقبة تحركات الدورية، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إن 11 سفينة روسية وصينية اقتربت من جزر ألوشيان بولاية ألاسكا الأميركية.

وأكد المسؤلون أن السفن الـ11 اقتربت من الجزر الأميركية، دون أن تدخل المياه الإقليمية الأميركية، ثم غادرت المنطقة فيما بعد.

وأشار المسؤولون، أن الولايات المتحدة أرسلت 4 مدمرات، وطائرة استطلاع من طراز "بوسيدون P-8"، متعددة المهام، لمراقبة وتعقب السفن الروسية والصينية بالمنطقة.

وقال برنت سادلر، وهو كبير الباحثين بمؤسسة هيريتاج وقائد بحرية متقاعد، إن "هذه هي المرة الأولى في التاريخ" التي تقترب فيها قوة بحرية مشتركة بين الصين وروسيا بهذا الحجم من السواحل الأميركية في ألاسكا، مضيفاً أنه إذا ما أخذنا في عين الاعتبار السياق الحالي للحرب في أوكرانيا والتوترات حول تايوان، فإن "هذه الخطوة تعد استفزازية للغاية."

وأكد المتحدث باسم القيادة الشمالية للولايات المتحدة، أن روسيا والصين نفذتا دورية بحرية مشتركة بالقرب من ألاسكا، لكنه لم يحدد عدد السفن المشاركة في الدورية أو مسارها الدقيق.

وقالت القيادة في بيان: "أجرت مواردنا الجوية والبحرية تحت أوامرنا عمليات لضمان دفاع الولايات المتحدة وكندا. بقيت الدورية في المياه الدولية ولم تعتبر تهديداً".

"رد أقوى"

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي، دان سوليفان، من ألاسكا، وهو عضو جمهوري في لجنة الخدمات المسلحة، إن الدورية كانت تذكيراً  بـ"دخولنا مرحلة جديدة من العدوان المستبد"، وأشاد بالتعامل الأميركي معها.

لم تستجب سفارتا روسيا والصين في واشنطن، على طلب "وول ستريت جورنال" التعليق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي، قوله إن المدمرات الأميركية التي شاركت في عملية الاستجابة لاقتراب الدورية الصينية والروسية من سواحل ألاسكا هي USS John S. McCain وUSS Benfold وUSS John Finn، بالإضافة إلى USS Chung-Hoon. وأشار إلى أن المدمرات الأربع قامت بتعقب ومراقبة تحركات الدورية المشتركة.

ويعتبر ذلك "رداً أقوى" مقارنة بحادث مماثل في سبتمبر الماضي، حين أرسلت الولايات المتحدة سفينة واحدة فقط تابعة لخفر السواحل الأميركي، لمراقبة مجموعة مكونة من 7 سفن حربية روسية وصينية في بحر "بيرينج" بالقرب من جزيرة في ألاسكا.

وقال السيناتور الجمهوري سوليفان، إن الرد الأميركي في سبتمبر كان "ضعيفاً"، مشيراً إلى أنه يشجع على "رد أقوى وبعث رسالة أقوى في حال تكرر هذا الحادث في المستقبل".

تعاون صيني روسي

وتعتبر الدوريات البحرية الروسية والصينية المشتركة، جزءاً من تنافس أوسع بين القوى العظمى في القطب الشمالي، والتي أصبحت منطقة تنافس محموم، بحسب "وول ستريت جورنال".

ويرى المسؤولون الأمريكيون أيضاً، في التعاون المتزايد بين البحريتين الروسية والصينية محاولة لمواجهة التحالفات الأميركية مع اليابان وكوريا الجنوبية وشركاء إقليميين آخرين.

وسبق أن رصدت الولايات المتحدة، سفناً حربية، وسفن أبحاث من الصين وروسيا في المنطقة القطبية من قبل. لكن الأميرال ناثان مور، الذي كان قائداً لحرس السواحل في منطقة ألاسكا حتى يوليو الماضي، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن حادثة سبتمبر، إن "رؤية سفن حربية من البلدين في تشكيلة موحدة على سطح البحر وتبحر بشكل منسق، أمر نادر".

وقال الأميرال جون أكويلينو، الذي يقود القيادة الأميركية لمنطقة المحيط الهادئ، المسؤولة عن العمليات العسكرية للولايات المتحدة في آسيا والمحيط الهادئ، في الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة بدأت حينها في مراقبة الدورية الروسية والصينية عندما بدأت رحلتها، وكانت تحاول تحديد ما إذا كانت متجهة إلى جزر ألوشيان، أو بحر الفلبين، أو جوام، أو هاواي.

وأضاف أكويلينو، في الشهر الماضي، أثناء حديثه في منتدى أسبن للأمن: "لقد زادت التمارين العسكرية الروسية والصينية المشتركة، وزادت عملياتهم. أرى أن التعاون يصبح أقوى، وذلك مقلق".

وفي حين أن استراتيجية الدفاع الأخيرة لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، تصنف الصين على أنها التهديد الرئيسي طويل الأمد للولايات المتحدة، فإنها تصف روسيا بأنها "تهديد حاد" لواشنطن وحلفائها.

وأصبحت الصين أهم شريك تجاري لروسيا منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، فيما يشير تقرير لمكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، إلى أن الصين "قدمت لروسيا تكنولوجيا حاسمة يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية".

لكن مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن يؤكدون أنه "لا دلائل على أن الصين قد أرسلت معونة عسكرية فتاكة إلى موسكو لدعم الحرب في أوكرانيا".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات